الأنثروبولوجيا وعلاقته بعلم النفس

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الأنثروبولوجيا من العلوم الإنسانية التي تعمل على فهم الإنسان ومنظومة المعارف التي أبدعها، لكي يقوم علم الأنثروبولوجيا على معلومات صحيحة وصادقة في النتائج فهو بحاجة إلى الكثير من العلوم، سواء كانت علوم إنسانية أو طبيعية.
ومن أحد العلوم المهمة نجد علم النفس لضرورة معرفية ومنهجية، ومن هنا نجد التساؤل عن علاقة الأنثروبولوجيا بعلم النفس، وقبل البدء بدراسة العلاقة بين العلمين يجب تعريف علم النفس كما يلي:

  • التعريف اللغوي والاشتقاقي: بالفرنسية (psychologie) مشتقة من (psuche)، وتعني الروح و (logos) تعني علم، وبالتالي تعني علم الروح، وهو العلم الذي يهتم بالظواهر النفسية وقوانينها من خلال اختبارات قياس الذكاء.
  • تعريف إجرائي: هو مجموعة السلوكات والصفات التي تحدد شخصية الفرد أو الجماعة.
  • تعريف الفلاسفة: هو العلم الذي يدرس الإنسان من خلال السلوكات والتصرفات وحالات الوعي.

النزعة النفسية:

وهذه النزعة تفسر جميع جوانب الحياة من الناحية النفسية، وتجعل الكثير من العلوم ترجع إلى الأصول النفسية وإبداعتها وتكوينها.
مثال: فكرة الإيمان بالله تعالى في الميتافيزيقا والأسباب النفسية وظهور (الأنا) في الإبداعات العلمية، وأكد الكثير من العلماء على هذه النزعة أمثال سيغموند فرويد وإدموند هوسول بأن أغلب الإبداعات العلمية ترجع إلى الأسباب الانفعالية ولا شعورية.
نعود إلى السؤال ما هي العلاقة بين الأنثروبولوجيا وعلم النفس؟
ترجع علاقة الأنثرؤبولوجيا وعلم النفس من خلال فرعين في علم النفس وهما التحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي.

التحليل النفسي والأنثروبولوجيا:

البحث في معطيات الأنثروبولوجيا والتحليل النفسي بدأت مع فرويد، وأكد أن الميول أثبتت أن الثقافة (ثقافة المجتمع) لها دور في تهذيب الغرائز، ويقول فرويد أن المجتمع هو كائن اجتماعي يجب معاملته ككائن فردي؛ وذلك يعني أن المجتمع عبارة عن تجمعات بشرية إلا أنه في حقيقة الأمر هو مجموعة من الأفراد يتميزون ويختلفون فيما بينهم في السلوكات والطباع وحتى في طريقة التفكير وحتى في الأذواق، وهذا يعني أن الأنثروبولوجيا تهتم بدراسة التجمعات البشرية وربطها بالظواهر النفسية.
وفيما بعد ظهر مجموعة من العلماء مثل: رايك، رهايم ووبرونو يقولون أن أسطورة (أوديب) تحمل الكثير من الأسس المفسرة لأصول الثقافات والحضارات وما تعيشه، وأن الظاهرة النفسية ظاهرة لها أصول تاريخية فأسطورة (أوديب) هي نموذج من ذلك.
فمن خلال هذة الأسطورة نكتشف الكثير من المفاهيم والدلالات النفسية مثل: الغيرة، الحرمان، الحنان، الانتقام، الكراهية، وهذه المظاهر لا تزال موجودة في عصرنا الحالي على الرغم من تغير الأفكار والعصور والثقافات.
إن الأنثروبولوجيا النفسية المرتبطة بالتحليل النفسي تأسست من خلال دراسة الأحلام والأساطير وتحليل الألعاب والطقوس خاصة طقوس(السحر) والعلاقات بين العائلة الواحدة وطرق التربية، واهتموا علماء الأنثروبولوجيا النفسيين بطرق ومناهج أصيلة في تحليل ثقافات التحليل النفسي.

علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالأنثروبولوجيا:

مصطلح علم النفس الاجتماعي استخدم لأول مره من قبل (تارد) عالم فرنسي مختص في علم النفس وعلم الاجتماع للإشارة لعلم جديد يدرس العلاقات بين الأفراد، الذين هم أساس الظواهر الاجتماعية، وقد تطور هذا المجال بشكل كبير وواسع بالخصوص عندما ارتبط بالأنثروبولوجيا، وهنا نتسائل ما هي العلاقة بين علم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا؟
نرى العلاقة تكون من خلال دراسة العلاقات الواقعية والخيالية الموجودة بين الأفراد والجماعات في مجتمع ما، وقد حدد علم النفس الاجتماعي في علاقته بالأنثروبولوجيا مجموعة من المتغيرات الرياضية لتكميم هذه العلاقات إنطلاقاً من المجتمع الذي يعيش فيه الفرد والقيم المفروضة عليه وهي تؤثر في سلوكاته.
ونتيجة تأثير الأنثروبولوجيا في علم النفس الاجتماعي فأنه اتجه إلى الدراسة التجريبية والعملية في وقتنا الحالي وتأثير المقاربات فيها، وأصبح علم النفس الاجتماعي يبحث في الوقت الحالي في صيرورة الملكات الذهنية وعلاقتها بوضعيات ووقائع التبادل الاجتماعي بين الأفراد.


شارك المقالة: