تولى هشام الأول الخلافة
أبو الوليد هشام الرضا، المعروف أيضًا باسم هيكسيم الأول، تم ذكر اسمه هذا في النسخ الإسبانية القديمة، كان أمير إمارة قرطبة، ولد في السادس والعشرين من شهر أبريل من عام (757) وتوفي الثاني عشر من يونيو من عام (796) كان هشام الرضا ثاني أمير مستقل لقرطبة.
حكم من (7) أكتوبر من عام (788) إلى أبريل من عام (796)، كان ابن عبد الرحمن الأول وخليفته، وابن حلل وهي جارية سابقة من القوط الغربيين، اعتنقت الإسلام واعتقها عبدالرحمن الداخل، أثار تعيينه أميرًا ثورة إخوته، وولي على طليطلة، كان إخوانه سليمان وعبد الله، الذين رفضوا الاعتراف بإمارته، قد حاولوا أسره ولكنه هزمهم، بمساعدة المولدي موسى بن فورتين (المولدين هو مصطلح يطلق على سكان الأندلس المسلمين).
الأندلس في عهد هشام الأول
باستثناء هذه الانتفاضة الأولية، اتسم عهده بسلام داخلي نسبي، حدثت بعض الحركات التحريضية اليمنية في الجزء الشرقي (شرق الأندلس) وفي المرقس الأعلى، لكنها لم تكن بعيدة المدى وتم قمعها بإرسال بعض القوات وبفضل دعم بني قاسي عن طريق وحدة عسكرية صغيرة.
كانت عائلة المولدين قد بدأت في هذه السنوات بلعب دورًا مهمًا في هذه المنطقة الشمالية الشرقية، من ناحية أخرى، تم قمع انتفاضة أمازيغية بقوة في منطقة روندا، مكن هذا السلام الداخلي النسبي لهشام الأول من شن حرب مقدسة ضد الممالك المسيحية المحيطة، ولهذه الغاية أدار العديد من محطات لاستخراج النفط، عند عودته من أحدها، تم نصب فخ له في لوتوس ودارت معركة وهزم فيها، وذلك في عام (794)، من قبل مملكة أستورياس.
كان هشام الرضا رجلًا مثقفًا وورعًا، قام بحماية المدرسة المالكية، التي تتميز بمعلميها المتميزين مقارنة بالمدارس الأخرى، كان يتم تعديل قواعد هذه المدارس وفقًا للأماكن المختلفة في كل بلد، وهذا هو سبب تطبيقها حاليًا بنجاح في مثل هذه البلدان الإسلامية المختلفة، ووانتشر المذهب المالك في الأندلس بعد أن كان مذهبهم مذهب عبد الرحمن الأوزاعي، وشبهوه بالخليفة عمر بن عبد العزيز بسبب عدله.
ترك هشام الرضا نصيحة مكتوبة لابنه، يا بني إن الملك لله وحده هو الذي يأخذه ويعطيه لمن يشاء، اهتم بالفقراء كن طيبًا ورحيمًا للذين يعتمدون عليك، وهم كلهم عباد الله، عاقب الحكام الذين يظلمون الشع ولا تشفق عليهم واهتم بكسب حب أتباعك، لأن في حبهم أمن الدولة، في خوفهم منك وكرههم لك خرابها الأكيد، مات هشام الأول قبل الأوان، تاركًا السلطة لابنه الحكين الأول (796-822).
ومن إنجازاته أنه قام بتكملة بناء جامع قرطبة والذي أسسه من قبله أبو عبد الرحمن الداخل، واقام الكثير من الإصلاحات فقد أصلح قنطرة قرطبة التي تأذت من السيول واهتم بالعمران، وامر بتدريس اللغة العربية في مدارس غي المسلمين، مما أدى إلى التجانس بين فئات المجتمع المختلفة.