لقد ورث شقيق الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك وخليفته، هشام بن عبد الملك الذي حكم الدولة الأموية من عام (724) إلى عام (743)، وكانت الدولة الأموية عندما استلم حكمها عبارة عن دولة مزقتها الحروب الأهلية، كان الخليفة هشام بن عبد الملك سيستخدم كل طاقاته وموارده وجهوده من أجل إخراج الدولة الأموية من هذه الاضطرابات والأحوال المتقلبة.
كان الخليفة هشام بن عبد الملك حاكمًا قويًا وسريعًا باتخاذ القرارات، وقام بإعادة العديد من الإصلاحات التي قام الخليفة عمر الثاني(عمر بن عبد العزيز) بإدخالها للدولة الأموية ولكن أوقفها أخيه الخليفة يزيد الثاني، كانت معظم البعثات العسكرية التي يقوم بإرسالها ناجحة، والقليل منها لم يكن ناجحًا.
التمردات في بلاد السند وأفريقيا:
من أهم الأعمال التي قام بها الخليفة هشام بن عبد الملك هو أنه قام بسحق تمرد هندوسي حدث في بلاد السند (إقليم في باكستان الحديثة) حيث قام بقيادة جيشه بنفسه وسار إلى أماكن التمردات وقام بقمعها، ولكن في نفس الوقت كانت قد اندلعت ثورة أمازيغية في الأجزاء الغربية من شمال إفريقيا في دول الجزائر وتونس والمغرب حاليًا وذلك في عام (739)م.
قام البربر بإثارة العديد من التعاليم المتعصبة للخوارج المتعصبين (وهم طائفة متطرفة ومتمردة من الإسلام) كانوا قد تسببوا في قدر كبير من الضرر، وأبرزها مقتل معظم النخب العربية في إفريقية في معركة النبلاء التي وقعت في عام (740)م قرب مدينة طنجة الموجودة في دولة المغرب في يومنا هذا.
لم تقترب محاولات سحق التمرد التي قام بها الأمويين من تحقيق الهدف الذي سعوا إليه، لكن سرعان ما تفكك البربر المنفصلون (743 م) بعد أن فشلوا في الاستيلاء على قلب إفريقية، عاصمة القيروان، وبعد صراعاتهم على من سيكون الحاكم، لكن قام الأمويين بقمع بقية التمردات التي حدثت في المغرب.
التمردات في الأندلس:
بينما كان الخليفة هشام بن عبد الملك مشغولًا بالتمردات التي تحدث هنا وهناك انحدرت الأندلس إلى الفوضى الأندلس التي قام الأمويين بفتحها لتكون مركز الحضارة الإسلامية في الغرب، لكن الخليفة هشام بن عبد الملك كان قد نجح أيضًا بإنهاء التمردات هناك.
وذلك تحت قيادة الجنرال القدير عبد الرحمن الغافقي، أعيدت المحافظة إلى النظام ولكن تم التحقق من التوسع الإضافي في أوروبا بعد الهزيمة في معركة بلاط الشهداء في عام (732 م) ضد الفرنجة تحت حكم تشارلز مارتل (حكم 718-741) م).