ثقافة الاستهلاك في المجتمعات الحديثة ودور الإعلام في نشرها

اقرأ في هذا المقال


الإعلام وثقافة الاستهلاك:

أبرزت العديد من الدراسات والأبحاث العلميه عملية التمهيد لثقافة الاستهلاك في زمن العولمة، إذّ أصبح هناك صناعات في غاية الدقة والسهولة في الوقت ذاته، فهي تعتمد على وسائل تكنولوجية معقدة لتفتح المجال أمام التدفق الحر للمعرفة وتحويل إنتاج المعلومات إلى صناعة تنتج سلعاً.

وكما تتطلب الانفتاح بشكل كامل وطرح كل ما هو بسيط وسريع الانتشار، ولقد عملت عملية التأثير في المستهلك على أن يسود مصطلح المنافسة كمحرك جوهري للعولمة الاستهلاكية، فالمنافسة فى السوق العالمي تتطلب التكيف مع ثقافة هذا السوق، ولذلك فهي تؤمن بحرية الإعلام وفتح المجالات الواسعة أمام التقنية الإعلانية.

وتتطلب امتلاك وسائل الإعلام وطرق الدعاية والتسويق للسلع، وتأكيداً لهذه الفلسفة فى الواقع العملي، تدفق الإعلام من خلال أساليب عدة تقوم على اختلاف الرسالة الإعلامية، وذلك يكون بتناسق محتواها مع العديد من الاختيارات، فيخلق بذلك مصطلح حرية الاختيار وفق رغبات ومتطلبات الفرد مما يسبب بزيادة النزعات الاستهلاكية وذلك حسب الرغبة بالإظهار السريع والمتتالي للرسائل الإعلامية والإعلانية مما يخلق ميولاً وتطلعات استهلاكية لدى كافة الشرائح الاجتماعية.

الرسالة الإعلامية ضمن ثقافة الاستهلاك:

تقسيم الرسالة الإعلامية بعلامات الترقيم كالفواصل الإعلانية الحاملة لكل المغريات والمثيرة لكافة الغرائز، وبذلك تتعاظم فعالية التأثير دون وعى المتلقى بهذا التأثير أو بالأحرى التنويم غير المحسوس، فتتضاعف السيطرة الإعلانية وتتغلغل ثقافة الاستهلاك لتتمكن من النفس البشرية.

تسهيل أحذ السلعة وذلك بالعمل بطرق ظاهرة وميسرة وملفته لكي يتم شرائها وكل ذلك بهدف إثارة غرائز الجمهور والتمهيد لشراء السلع ودفع الأشخاص للتسوق وتحفظ ثقافة الاستهلاك وخلق تطلعات ترفيه عن طريق الصور التي تجعل السلع المعلن عنها مرغوباً فيها ومقنعة وميسرة، ويمكن الحصول عليها بطرق ملائمة لمعظم قطاعات المجتمع حتى لو أدى ذلك إلى تدهور أحوالهم المعيشية أو فقدانهم لتراثهم الثقافي أو خفض قدراتهم البشرية أو اعتماد أنظمتهم على الاستيراد من الخارج .

ولا استغراب في أن الرسالة الإعلانية ارتبطت بالتسويق لمنتجات وخدمات المؤسسات الاقتصادية العملاقة في العالم، تلك التي عملت من أجل دعم النشاط التسويقي وتوسيع دائرة الاتصالات وخلق الأسواق وتوسيعها، ومن أجل ذلك امتلكت وسائل الإعلام وآليات التأثير، أو أصبحت الممول الأساسي للمؤسسات الإعلامية، فهي ضانعة ثقافة الاستهلاك والمخططة لترويجها في القرية المستحدثة.


شارك المقالة: