اقرأ في هذا المقال
في البداية كانت إمبراطورية المغول عبارة عن إمبراطورية إسلامية حديثة، في بداية القرن السادس عشر ميلادي والقرن التاسع عشر ميلادي سيطرت على جزء كبير من جنوب آسيا، واستمر حكمها فيها لمدة مائتي عام، شملت أراضي الإمبراطورية المغولية حوض نهر السند في الغرب، والمناطق الشمالية من أفغانستان في الشمال الغربي وجنوب الهند وبنغلادش وأراضي آسام.
الإمبراطورية المغولية في ظل حكم باتو خان
تم تأسيس الإمبراطورية المغولية في عام 1526 ميلادي ويقال أنّ هناك زعيم محارب من أوزبكستان يدعى بابور هو من قام بتأسيسها، وطلب المساعدة من الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الصفوية؛ وذلك من أجل أنّ يتمكن من هزيمة سلطان دلهي في معركة بانيبات، والسيطرة على سهول أعالي الهند، على الرغم من ذلك فإنّ تاريخ الإمبراطورية المغولية يعود إلى عام 1600 ميلادي، تمكنت الإمبراطورية المغولية من السيطرة على مناطق واسعة بدأت الإمبراطورية المغولية سيطرتها على شبه القارة الهندية وخسرت بعد ذلك سيطرتها على إمبراطورية المراثا وذلك بعد خوض حروب موغال وماراتا.
بدأت الإمبراطورية المغولية في فقدان أراضيها، وفي عام 1760 ميلادي فقدت أراضيها دلهي القديمة، الأمر الذي أدى إلى حل الإمبراطورية بشكل رسمي من قبل بريطانيا وذلك بعد قيام التمرد الهندي عام 1857 ميلادي، على الرغم من أن الإمبراطورية المغولية تم تأسيسها خلال الحرب العسكرية، إلا أنّها لم تقم بعملية القمع ضد الشعوب التي كانت تحكمها، كانت تقوم بعملية تهدئة الأمور في الدول التي كانت تقع تحت حكمها، كانت الإمبراطورية المغولية تحصل على الأموال من خلال الضرائب الزراعية ، والتي فرضها الإمبراطور المغولي الثالث أكبر، وساعدت تلك الضرائب على دخول الفلاحين في أعلى مستوى تجاري وشاركوا في الأسواق.
خلال القرن السابع عشر ميلادي سعت الإمبراطورية المغولية إلى نشر السلام، وقد ساعد ذلك في توسعة الاقتصاد في الهند، أدى الوجود الأوروبي المتزايد في المحيط الهندي، وبدأت عملية الطلب الكبير على المنتجات الهندية ، إلى خلق ثروة أكبر في المحاكم المغولية، وأدى ذلك إلى الاهتمام بالفنون والأعمال الهندسية وزادت تلك الاهتمامات خلال فترة حكم شاه جهان، يقال انّ الإمبراطورية المغولية أسسها بابور وكان يريد تأسيس الإمبراطورية التيمورية، أشارت الدراسات بأنّ اسم المغول مشتق من اللغة التيمورية، خلال القرن التاسع عشر ميلادي بدأ مصطلح الغول في الانتشار في أراضي الهند، كما يقال أنّ هناك اسم آخر للإمبراطورية وهو هندوستان.
في عام 1526 ميلادي قام حاكم آسيا الوسطى بابور والذي تعود أصوله إلى تيمور بتأسيس إمبراطورية المغول، تم طرده من آسيا الوسطى وتعد تلك الأراضي هي الأرض التي يقيم فيها أجداده، ذهب بابور إلى الهند لتحقيق أهدافه وأقام في كابول ثم تحرك إلى المناطق الجنوبية ووصل عبر أفغانستان إلى الهند، تمكنت قوات بابر من هزيمة إبراهيم لودي في معركة بانيبات الأولى، في ذلك الوقت كانت إمبراطورية لودهي تتعرض للانهيار، وكانت تتكون من اتحاد راجبوت والتي كانت أقوى قوة في شمال الهند تحت حكم رانا سانغا من ميوار، هزمت القوات التيمورية التابعة لبابور جيش راجبوت في سانغا، وتعد تلك المعركة من أقوى المعارك في المنطقة.
بعد انتهاء المعركة أصبحت منطقة أجرا هي مركز قوة المغول وبعد أنّ كان مركز قوتها في كابول، انشغل الإمبراطور الجديد بالحروب، الأمر الذي منعه لم يسمح له بتعزيز قوته في الهند، في عام 1530 ميلادي وخلال حكم همايون أصبحت الإمبراطورية تعاني من عدم استقرار الإمبراطورية، وأجبره المتمردون على النفي في بلاد فارس، تم مقاطعة الحكم المغولي لفترة وجيزة، قام همايون علاقات دبلوماسية في بلاد فارس بين المحاكم الصفوية والمغولية، وأدى ذلك إلى زيادة التأثير الثقافي الفارسي في الإمبراطورية المغولية، في عام 1555 ميلادي عاد همايون حكم المغول في بعض أراضي الهند.
تولي باتو خان الحكم في الإمبراطورية المغولية
ولد باتو خان في عام 1556 ميلادي وعندما بلغ سن الرشد تم تعيينه وصياً على العرش، تمكن خلال حكمه من توحيد إمبراطورية المغول في الهند، وذلك عن طريق الدبلوماسية والحروب، كان لديه قدرة على توسعة الإمبراطورية وسيطر على شبه القارة الهندية، بدأت التجارة بالارتفاع مع الشركات التجارية الأوروبية، وقد أدى ذلك إلى تطوير الاقتصاد الهندي وجعله قوياً، وأدى ذلك إلى التوسع التجاري والتنمية الاقتصادية، وتمكن خلال حكمه من بناء أكبر بحرية عسكرية في المنطقة، وتمكن من إنهاء الصراعات الاجتماعية والسياسية والثقافية في الإمبراطورية المغولية.
كان خلال فترة حكم باتو خان العصر الذهبي للعمارة في الإمبراطورية المغولية، أصبح البلاط المغولي اكثر ازدهاراً، ومن بين المباني كان تاج محل، وتم خلال حكمه دفع الجزية، في عام 1658 ميلادي تم وضع دارا خان وصياً للعرش وذلك بعد مرض والده، سيطر أورنجريت على الحكم، في عام 1659 ميلادي بهزيمة أورنجزيب دارا عام 1659 وحاول خلال فترة حكمه من توحيد الديانات في المنطقة ومنع التعصب ضد الديانة الهندوسية، قام أورنجزيب باتخاذ السياسات الدينية لوالده وحاول القيام بعملية الإصلاح الإداري،في عام 1719 ميلادي عانت سلالة المغول في حالة من الفوضى والصراعات.
في عام 1719 ميلادي تول محمد شاه الحكم في وكانت تلك الفترة هي فترة انهيار الإمبراطورية المغولية، سيطرت سلالة المارثا على مناطق كبيرة في وسط الهند وبعد أنّ كانت تحت سيطرت المغول، استمرت الحملة المغولية وتمكن المغول من السيطرة على أراضي آسيا الوسطى وغرب آسيا والقوقاز، تم نهب مدينة دلهي فيما بعد وإنهاء سلطة المغول، سعى العديد من طبقة النبلاء في الإمبراطورية للسيطرة على شؤونهم، وانفصلوا عن ممالكهم المستقلة، لم يقوم بذلك الأمر فقط طبقة النبلاء، حيث قام حكام المراثا والسيخ الاعتراف بالإمبراطور الجديد بصفته صاحب الحكم على الأراضي الهندية.
في ذلك الوقت كان هناك بعض الأنظمة السياسية داخل الإمبراطورية المغولية والتي أدت والدولة في صراعات خارجية؛ ممّا أدى ذلك إلى خسارة أراضيهم عند قيام حرب البنغال وحرب كارناتيك، في عام 1759 ميلادي حاول الإمبراطور المغولي شاه علم الثاني المحافظة على الإمبراطورية المغولية من الانهيار، وطلب الحماية من أفغانستان.
في عام 1761 ميلادي قامت معركة بانيبات الثالثة والتي كانت بين الأفغان وإمبراطورية المراثا، في عام 1771 ميلادي تمكنت إمبراطورية المارثا من استرجاع المراثا دلهي وذلك بعد أنّ كانت تحكم الحكم الأفغاني، أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية هي المسؤولة عن حماية سلالة موغال الموجودة في دلهي، تمكنت شركة الهند الشرقية البريطانية من السيطرة على مقاطعة موغال الموجودة في البنغال، في عام 1857 ميلادي وقعت سلطنة الهند المغولية تحت حكم شركة الهند الشرقية.