الحرب الإنجليزية الماراثية الأولى والثانية والثالثة

اقرأ في هذا المقال


أنثاء تواجد الشركة الشرقية الهندية البريطانية في الهند سَعت إلى السيطرة على جميع الأراضي الهندية وكما سَعت السيطرة على التجارة البحرية في الهند، الأمر الذي أدى إلى خوضها صراعات بينها وبين إمبراطورية مارثا التي كانت تسيطر حينها على أراضي واسعة في جزيرة الهند.

الحرب الإنجليزية الماراثية الأولى

بدأت الحرب الإنجليزية الماراثية الأولى في عام 1775 ميلادي والتي استمرت لمدة سبعة أعوام وتعد تلك الحرب من أول الصراعات التي قامت بين إمبراطورية الماراثا المتواجدة في الهند وقد بدأت الحرب بناءً على معاهدة سورات وانتهت بمعاهدة صلبي.

الحرب الإنجليزية الماراثية الثانية

تعد الحرب الإنجليزية الماراثية الثانية هي ثاني الصراعات التي قامت بين شركة الهند الشرقية البريطانية وإمبراطورية المراثا وقد بدأت الحرب في عام 1803 ميلادي واستمرت حتى  عام 1805 ميلادي.

الحرب الإنجليزية الماراثية الثالثة

بدأت الحرب الإنجليزية الماراثية الثالثة بين إمبراطورية ماراثا وشركة الهند الشرقية البريطانية في عام 1817 ميلادي واستمرت لمدة عام وتعد تلك الحرب هي أخر الصراعات بين الطرفين والتي نتج عنها القرار الحاسم بينهما، حيث تمكنت الشركة من السيطرة على معظم أراضي الهند، وقد بدأت الحرب عندما قامت قوات شركة الهند الشرقية البريطانية بغزو أراضي إمبراطورية مارثا وكانت الشركة قد أرسلت أكبر القوات العسكرية لديها وكما قامت البنغال بدعمها عسكرياً وأرسلت إليها مجموعة من القوات العسكرية الكبيرة.

كانت بداية العملية العسكرية ضد البندرايس وهم عبارة عن مجموعة من المسلمين المرتزقة الذين كانوا يقيمون في وسط الهند، في بداية الحرب تمكنت قوات القائد بيشا باجيروا من الانتصار على شركة الهند الشرقية البريطانية وتقلى الزعيم المارثي الكثير من المطالبات والضغوطات بأنّ يبقى حيادياً في الحرب، على الرغم من ذلك تمكنت بريطانيا من تحقيق الانتصارات المتتالية، الأمر الذي أدى إلى فقدان إمبراطورية مارثا استقلالها وأصبحت ضعيفة أمام شركة الهند الشرقية البريطانية.

قامت بريطانيا بإلقاء القبض على البيشوا ووضعته في مقاطعة بعيدة وتمكنت من السيطرة على جميع الأراضي التابعة لإمبراطورية مارثا وحتى وصلت إلى مومباي، وقامت بريطانيا بعد ذلك بهزيمة هولكار وبهونسل لتتمكن من خلال ذلك السيطرة على جميع أراضي مارتا مارثا الموجودة في ناجبور وإندور وغيرها من المناطق التي أصبحت تحت السيطرة البريطانية، وأثبتت بريطانيا من خلال تلك الحرب قدرتها على صنع الحرب الهندية وتمكنها من تحقيق انتصارات سريعة في ساتارا وكوريجون وماهي دبور وخادكي.

بداية الصراع بين بريطانيا وإمبراطورية ماراثا

في عام 1674 ميلادي اكتشفت إمبراطورية مارثا بأنّ سلالة بهوسل الموجودة في الهند تعود أصولها إلى إمبراطورية مارثا وذلك كون شعب تلك السلالة كانوا يتحدثون اللغة الماراثية وديانتهم نفس الديانة لسكان الإمبراطورية وسَعت حينها للعمل على تحرير الهندوس من المغول وومنحهم الاستقلال وضمهم إليها كونهم يحملون نفس ديانية إمبراطورية مارثا، وقد تعرضت الإمبراطورية للكثير من الهزائم ومن ثم تعرضت لغزو الإمبراطورية المغولية، ليتم وضعها بعد ذلك سلطة رئيسة في الهند.

في القرن الثامن عشر ميلادي كانت الصراعات قائمة بين إمبراطورية مارثا وإمبراطورية المغول وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا تسيطر على مناصب تجارية صغيرة في كالكوتا ومومباي ومادراس، في ذلك الوقت خاصت إمبراطورية مارثا صراعاً ضد البرتغال وتمكنت من هزيمة البرتغاليين في الحرب، الأمر الذي زرع الخوف لدى بريطانيا، لتقوم بتحصين الميناء البحري لمومباي، وفي عام 1739 ميلادي أرسلت بريطانيا مبعوثين للتفاوض مع إمبراطورية مارثا؛ وذلك من أجل عقد معاهدة بينهما وتعهد الماراثيين من عدم اقترابهم من مومباي.

تم عقد المعاهدة بين الطرفين وتمكنت بريطانيا من خلال تلك المعاهدة من التجارة الحرة في أراضي إمبراطورية مارثا، في ذلك الوقت قام حيدراباد بطلب الدعم من فرنسا في حربه في الجنوب ضد المهاراتا وقامت فرنسا بدعمه عسكرياً، كما قام بطلب الدعم من بريطانيا لكنها رفضت، وكانت القوة البريطانية في ذلك الوقت بتزايد، وعلى الرغم من ذلك تمكنت إمبراطورية مارثا من هزيمتها في البداية.

مع بداية عام 1761 ميلادي قامت بريطانيا بهزيمة شركة الهند الشرقية الفرنسية، ومع بداية عام 1973 ميلادي قامت بتأسيس شركة لها في البنغال وفي المناطق الجنوبية والشرقية، ولم تتمكن بريطانيا من الوصول إلى مناطق الغرب؛ وذلك بسبب سيطرة إمبراطورية مارثا عليها، مع ازدهار إمبراطورية مارثا قام الماراثيون بالزحف نحو ما وراء نهر السند وعند وصولهم إلى تلك المناطق قاموا بعدة قرارات ومنها عزل الحكام الهندوس من الحكم.

لم تكن إمبراطورية مارثا تمتلك القوة التي تملكها بريطانيا، الأمر الذي أدى إلى هزيمتها بشكل سريع أمام القوات البريطانية، لم يتمكن إمبراطورية مارثا من تحقيق انتصارات في المناطق الشمالية ولعل السبب في ذلك؛ هو السياسات المتناقضة التي كان يتبعها هوكار وشندي، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي كانت تعاني منها أسرة البيشوا والتي أدت إلى مقتل بيشوا وناريانراو، وقد أدى ذلك إلى هرب الماراثيون من المناطق الشمالية الهندية وطلبوا المساعدة من بريطانيا.

في عام 1775 ميلادي تم توقيع معاهدة سورات بين بريطانيا وإمبراطورية الهند والتي نصت على تقديم بريطانيا المساعدة العسكرية للماراثيين مقابل سيطرتها على قلعة ياسين وجزيرة سالسليت، أدت تلك المعاهدة إلى فتح حوار بين أوروبا وبريطانيا والهند؛ وذلك بسبب القوة الكبيرة التي كان يتمتع بها الماراثيين، بالإضافة إلى انذ مجلس مومباي أصبح صاحب سلطة دستورية بعد توقيع تلك المعاهدة، ولعل هذه المعاهدة هي السبب الرئيسي في بداية الحرب بين بريطانيا وإمبراطورية مارثا والتي كانت نهايتها في عام 1782 ميلادي بعد توقيع معاهدة سالاباي.

عندما وصل الحاكم الجديد في عام 1786 ميلادي  للأراضي الواقعة تحت حكم بريطانيا إلى الهند، كان الماراثيون ما زال يتمتعون بالقوة، وتم بعد ذلك توقيع معاهدة سالاباي والتي قامت بريطانيا من خلالها باتباع تظام التعايش في المناطق الشمالية، وعاش البريطانيون والمارايون لفترة من السلام وذلك بعد توقيع الإمبراطور الماراثواني معاهدة السلام مع بريطانيا، لكن تغير الوضع بعد وفاته، حيث بدأت الصراعات على الحكم بين شنطي وهولكار وكانت بداية الصراعات في عام 1800 ميلادي.

في عام 1801 ميلادي قام هولكار بمهاجمة البيشوا؛ وذلك بسبب وقوف البيشوا إلى جانب شندي أثناء مطالبته بالحكم، فقام البيشوا بالهرب بواسطة السفن العسكرية إلى بريطانيا وشكل معهم تحالف، وقد أدى ذلك إلى نشوب الصراعات من جديد بينهم.

مع استمرار الصراعات وعلى الرغم من القوة التي تمتعت بها إمبراطورية مارثا تم هزيمتهم بالنهاية؛ وذلك لعدم وجود الأسلحة الكافية التي تساعدهم للاستثمار في الحرب، بالإضافة إلى ضعف نظام التجسس، ففي الوت التي كانت قوة شركة الهند الشرقية البريطانية في ازدياد كانت قوة إمبراطورية مارثا تضعف.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-1997تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -1994موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-1979مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: