الاتجاه التشكيلي الثقافي

اقرأ في هذا المقال


الاتجاه التشكيلي الثقافي:

يتركز ويتمحور هذا الاتجاه للعالمة الأنثربولوجية روث بنيديكت التي استمدت وأخذت خبراتها الميدانية من خلال دراستها عن قبائل وشعوب بيما كانت تهدف من هذه الدراسة، أن تفهم الأفرراد من خلال تحليل خصائص الأنماط الثقافية التي يتميزون بها. من خلال بحثها الأنواع السيكولوجية في ثقافات الجنوب الغربي سنة 1928، ثم ظهرت هذه الفكرة بعد ذلك بصورة واضحة في كتابها الأنماط الثقافية سنة 1934.

وقد كانت للمشاهدة والرؤيا المتكاملة التي عرفت واشتهرت بها العالمة بنيديكت أثر كبير في منظورها الشامل الذي يختص بالثقافة، حيث في محاولة تفسير وتوضيح الثقافة تبين لها أن التحليل المنفرد للصفات الثقافية لم يساعدها إلا قليلاً في محاولة تفسير الثقافة.

ولذلك فهي تؤكد مع العملين من أمثال مالينوفسكي على ضررورة دراسة الثقافات كوحدات متكاملة على قدر الإمكان ولكنها في هذا المنظور تختلف عن مالينوفسكي.

حيث أن هذه العالمة بدأت بدراسة الأوضاع الثقافية وتنظر إلى السلوك الفرردي على أنه متطابق بدرجة كبيرة مع المتطلبات الثقافية، بينما يبدأ مالينوفسكي بدراسة الفرد، وينظر إلى الظاهرة الثقافية على أنها مشتقة من حاجات الفرد. وقد أوضحت روث بنيديكت منظورها في تحليل ودراسة الثقافة في كتابها.

الأنماط والأشكال الثقافية تبين بأن الثقافة تتكون من صيغ ثقافية تتكامل تحت سيطرة نمط رئيسي وعام فإن أي ثقافة، إنما تشبه الكائن الفردي من حيث تكوينه على أنه نمط من الفكر والفعل، حيث يمكن استخدام المصطلحات السيكولوجية في تحليل وتلخيص الخصائص الثقافية.

وفي دراسة وبحث العالمة بنيديكت لمنطقة الجنوب الغربي من دولة أمريكا الشمالية، توصلت هذه العالمة إلى نوع من التناقض الذي يعمل بشكل أو نمط مسيطر سيكولوجي عند شعوب هذه المنطقة التي يسودها ويعمّها على تنظيم الظواهر الإنسانية المتكررة والمختلفة والمتنوعة كالميلاد والوفاة ومكان الولادة وغيرها، ويتميز كل منها بنمط وشل ثقافي يختلف عن غيره من الأشكال والأنماط الثقافية.

وقد قامت هذه العالمة باستخدام الثقافة في مقارنتها بين تلك الثقافات والأسلوب الديونياني والأسلوب الأبولونياني وغيره من الأساليب الأخرى، ويمكن اختصار تحليل النمط والشكل الثقافي لهذه المجتمعات ودوره في تشكيل الشخصية.


شارك المقالة: