الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي:
في عام 1506 ميلادي، أرسل الملك البرتغالي أسطولاً جديداً إلى الشرق؛ من أجل تعزيز الوجود البرتغالي في السواحل الشرقية، وقد كان من ضمن قادة الأسطول القائد “الفونسو البوكيرك” والذي كُلّف بسدّ منافذ التجارة التي يستخدمها المسلمون، فبدأ البوكيرك باحتلال جزيرة سومطرة والواقعة في مواجهة الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية وفي منتصف الطريق تماماً بين الخليج العربي والبحر الأحمر.
فعندما قام البوكيرك باحتلال جزيرة سومطرة والتي كانت جرداء لا تحتوي على مظاهر الحياة، قام وجعلها قاعدة لإغلاق باب المندب والنزول في مدينة عدن، وتمكَّن حينها من محاصرة باب المندب تماماً ومنع التجار العرب من دخول الهند، إلا أنهم فشلوا في احتلال عدن، وبذلك استطاعوا احتكار التجارة والقضاء على الرخاء الاقتصادي العربي وقطع أرزاق الآلاف من العرب، وبعد إغلاق البحر الأحمر بوجه التجارة العربية، توجه البرتغاليون بقيادة الفونسو البوكيرك في السيطرة على منطقة الخليج العربي في عام 1507 ميلادي.
ومن ثم بدأ البوكيرك بوضع الخطط لاحتلال جزيرة هرمز في مدخل الخليج العربي، وذلك إيماناً منه بأهمية تلك الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الكبير، ومن ثم بدأ البوكيرك بحملة على الخليج العربي ومعه سفناً كبيرة ذات أسلحة نارية لم يكن لأهل المنطقة قبل منها، فقام بمهاجمة السفن العربية في الموانئ العربية، فأحرق في رأس الحد ثلاثون قارباً من قوارب الصيد، ومن ثم توجه إلى مدينة قلهات ومن ثم إلى مدينة قريات والتي استعد أهلها للدفاع عنها.
ومن ثم حدثت مقاومة عربية بطولية ضد الغزاة، فقام البرتغاليون بقتل كل من يقع في أيديهم من أهل المدينة دون التمييز بين الأطفال والنساء والرِجال، فقد كانت مجزرة كبيرة قام بها البرتغاليون بقطع آذان وأنوف أهل البلدة وانطلقوا بعد ذلك في عمليات السلب والنهب، ومن ثم قام البوكيرك بمهاجمة مسقط والتي كانت ذات موقع سوقي خطير يتحكم في مدخل الخليج العربي ووصفت بأنها مدينة كبيرة كثيفة السكان كما أنها مدينة أنيقة ذات منازل كبيرة، وقد كانت تمر فيها جميع السفن لمزاولة الملاحة في تلك المناطق.
فقد واجه البرتغاليون مقاومة عنيفة من أجل اسقاط مسقط، فقام البوكيرك بضرب المدينة بالمدافع وقام بحرق مدنها وجوامعها وحرق جميع السفن التي كانت راسية في موانيها، وكما يقال أن مساعدي البوكيرك قاموا بدور كبير في القتل والاعتداء على الحرمات، إلا أن البوكيرك كان أكثرهم قسوة وهمجية وإجراماً.