الافتراضات الخاصة بطبيعة الواقع الاجتماعي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الافتراضات الخاصة بطبيعة الواقع الاجتماعي في علم الاجتماع:

1- الافتراضات المتعلقة بالتغير أو الثبات في النظام الاجتماعي:

هناك بين علماء الاجتماع يؤكدون أن الواقع الاجتماعي في حالة تغير دائم، وأن النظام الاجتماعي ليس ثابتاً ولكنه يكون دائماً في حالة تكوين. وفي مقابل هذا الافتراض نجد فريقاً آخر من علماء الاجتماع يرون أن الواقع الاجتماعي في حالة ثبات واستقرار، وهذا الاتجاه الأخير هو السائد في علم الاجتماع المؤسسي في الغرب.

ويتصل بهذا الافتراض المتعلق بالتغير أو الثبات افتراضات متعارضة فيما يختص بقدرة الفرد على التحكم على بيئته، فأصحاب الاتجاه الأول الثبات يرون أن الفرد لا يفعل أكثر من أن يستجيب للنظام القائم أي يتناسب معه، أما أصحاب الاتجاه الثاني التغير فيسلمون أن في وسع الفرد أن يغير دائماً من بيئته.

2- الافتراضات المتعلقة بالتكامل أو الصراع:

يرى أصحاب النظريات التي تفترض مسبقاً أو تسلم بفكرة التكامل من أمثال تالكوت بارسونز، أن الإنسان يسعى بطبعه إلى الاتساق والتعاون وأنه يتجنب التوتر والصراع، ووجهة النظر هذه تتناقض تماماً مع وجهة نظر علماء آخرين من أمثال كارل ماركس وزيميل، الذين افترضوا أن الإنسان في حالة صراع دائم مع بعضه البعض ومن المؤكد أن وجهة النظر الأخيرة هذه سوف تؤدي بالباحث إلى تحليل النظام الاجتماعي بطريقة مختلفة تماماً عن تلك التي يتبناها علماء الاجتماع الذين يؤكدون على التكامل والتعاون، كما أن الباحث في هذه الحالة سوف يتبنى في الغالب المنطق الجدلي في تحليلاته، وسوف يهمل تماماً فكرة التوازن على عكس أصحاب الافتراضات التكاملية.

3- الافتراضات المتعلقة بالمادية أو المثالية:

على الرغم من أن العلماء الفيزيائيين علماء الطبيعة، يعتمدون كلية على افتراض الأساس المادي للواقع فإن العلماء الاجتماعيين مازالوا يجدون صعوبة في التسليم بأن العلم المادي هو الواقع النهائي، وقد كان الماركسيون هم الذين قدموا التفسير المادي للواقع.

وهناك جدل شديد بين علماء الاجتماع حول هذا الموضوع، ولكن يجب أن نشير هنا إلى أن بعض علماء الاجتماع قد يسلمون بالأساس المادي للواقع الاجتماعي، ولكنهم لا يسلمون بكفرة الصراع، كما أن معنى الأساس المادي يختلف من عالم ﻵخر، فعلماء الاجتماع في ميدان الإيكولوجيا البشرية يعتبرون الأساس المادي هو التكنولوجيا والبيئة والسكان، بينما يعتبر علماء الاجتماع الماركسيون، أن هذا الأساس يتمثل بصفة رئيسية في القوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج في المجتمع.

وهناك فريق آخر من علماء الاجتماع يتبنون فكرة الثنائية، أي المادية والمثالية في آن واحد، مثل علماء الاجتماع الظواهراتيين أو الفينومينولوجيين ومنهم الفرد شوتز، حيث يرون أن الواقع ليس هو العالم المادي أو نسق المفهومات لدى الفرد ولكنه الرابطة بين الأثنين.


شارك المقالة: