بات من الضروري التركيز على درجات النص، فهي رئيسية لظهور عالم النص وفتح مغالقه، ومن هنا نرى أن النص الموازي، بأساليبه الكثيرة ووظائفه المتنوعة هو كل نص شعري أو نثري تكون فيها العلاقة، مهما كانت خفية أو معلنة، متباعد أو مقترب بين نص حقيقي وهو المتن ونص آخر يعطي له أو يتخلله مثل العنوان غير الحقيقي والعنوان والمقدمة، والإهداء والخلاصة والهوامش والنقوش.
البنية الأيقونية في علم العلامات
العبارة الموازية هي عبارة عن نصوص ملاصقة، ترافق النص في صورة المتلقي الذي يجب أن يتجاوز العتبة حتى يصل إلى النص الأصلي، وملحقات قد تكون داخلية أو خارجية لها عدة وظائف إرشادية، وتشاوريه وجذابة، ويقصد سعيد يقطين بالنص الموازي بأنه عبارة عن تلك التكوّن النصي التي تتعاون، وتكوّن نص حقيقي في مركز وسياق محددين، وتجاورها حماية على تكوينها شاملة ومنفردة، وهذا تكوّن وتوجيهه حتى يضمن القراءة المنتجة.
ولا يمكن أن تكون العبارة الموازية كلية، فهي تكوّن نص جزئي تقوم بمهامها داخل النص بغض النظر عن سياقاتها الحقيقية، ويتضمن هذا النص للمتلقي عتبة يجب تجاوزها للوصول إلى النص، وملحقات تساهم على إدراك خصوصية النص الأدبي، وتعين معانيه الإرشادية والتشاوريه ومعرفة الارتباد الموجود بينها وبين الوظيفة، وهي محفل نصي يتمكن من تحقيق المقصد وتكوين الدلالة عن طريق عملية التفاعل النصي، لذا فللعتبة الدور التواصلي المهم الذي تشغله في توجيه القراءة، وتشكيل خطوطها الكبيرة.
كما أن للنص الموازي مهمتين، مهمة جذابة تتضمن في تزيين الكتاب وتريبه، ومهمه تشاوريه تكمن في معفة وفهم المتلقي وإغوائه، بل إن المظهر العملي لهذا النص الملاصق يختصر، كونه خطاباً رئيسياً، مسانداً، منشغلاً لمساعدة شيء آخر يؤكد وجوده الأصلي، وهو النص مما يمنحه قوة.
أقسام النص الموازي في علم العلامات
إذن فالعتبة لها أهمية كبيرة في معرفة وإدراك النص، وتوضيحه وبيانه من كافة النواحي والإحاطة به إحاطة شاملة، وذلك من خلال الإلمام بكافة تفصيلاته البنيوية الملاصقة، من الداخل والخارج التي تكوّن عامية النص ومدلوليته الإنتاجية، ويمكن تقسيم النص الموازي إلى جزئين، أولاً النص الموازي الداخلي، والنص الموازي الخارجي.
