البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز

اقرأ في هذا المقال


وجد علماء الاجتماع أن البشر يعيشون في عالم من العلامات والرموز والأشارات، وهناك وعي متزايد بأحدث هذه المواضيع.

البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز

في العقود الأخيرة من القرن العشرين كان هناك تغييراً هائلاً في منظور طبيعة الواقع ذاتها، وأجبر المرء على ذلك التعرف على احتمالية أن الواقع لا يكمن في الأشياء نفسها، ولكن في العلاقات التي يدركها بين الأشياء؛ وليس في العناصر ولكن في الهياكل، وفي استكشاف هذه الأفكار والسعي لتعزيزها تحول النقاد إلى طرق التحليل ويطلق عليها بشكل فضفاض البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز.

وأدى هذا العمل إلى ثورة في النظرية النقدية، ويناقش علماء الاجتماع هذا الدليل الكلاسيكي بطبيعة وتطور البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز، داعيين إلى إدراك نقدي جديد للطرق التي يتبعها التواصل ولفت الانتباه إلى آثارها على المجتمع، ونُشر في عام 1977 أول دراسة في البنيوية والسيميائية، جعلت العلماء في النظرية النقدية في متناول هؤلاء بدون معرفة مسبقة بالمجال، مما أحدث ثورة صغيرة خاصة بهم، ومنذ ذلك الحين استخدم جيل من العلماء ليس فقط كمدخل في البنيوية والسيميائية، ولكن في نطاق واسع من الثقافة والنظريات النقدية التي تدعمها هذه الأساليب.

وتظل البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز أوضح مقدمة للبعض ومن أهم الموضوعات في النظرية النقدية الحديثة، وخاتمة جديدة واقتراحات لمزيد من القراءة تضمن أن هذا الإصدار الجديد سيصبح مثل سابقه، ونقطة البداية الأساسية لأي شخص جديد في هذا المجال، ويبدو أن مصطلحات مثل البنية والبنيوية لها تعبيرات مجردة ومعقدة وجديدة التشابك وربما شرط تقليدي لأسباب لا جدال فيها لأعمق المصطلحات، ولكن مهما كانت جاذبية مثل هذه الأحكام المسبقة فإنهم يفعلون ذلك.

وتبين أن البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز لها ما يبررها بشكل خاص، كمفهوم الهيكل فمفهوم مختلف المواقف البنيوية تجاه العالم الذي يمكن أن يطلق عليه بشكل جماعي البنيوية ليس كذلك غريبة تمامًا عن طرق التفكير الموثوقة.

هدف البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز

كان هدف البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز باختصار بناء فيزياء الإنسان، ويكمن المفتاح الرئيسي لهذا العلم الجديد في الإدراك الحاسم أن ما يسمى بالإنسان البدائي عند تقييمه بشكل صحيح يكشف عن نفسه ليس بجهل طفولي وبربري ولكن بشكل غريزي ومميز وبشاعرية في استجابته للعالم، ومن حيث إنه يمتلك الحكمة الشعرية المتأصلة التي تُعلم ردود أفعاله إلى بيئته ويلقي بها في شكل ميتافيزيقيا استعارة ورمز وأسطورة، وهذا الاكتشاف تم تحقيقه فقط بصعوبة بالغة لأن مع الطبيعة المتحضرة لا يمكن الحديث على الإطلاق عن الطبيعة الشعرية لهؤلاء الرجال الأوائل.

وتكشف البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز عن روايات الخلق السخيفة والخيالية على ما يبدو وتأسيس المؤسسات الاجتماعية التي ظهرت في المجتمعات المبكرة، ولم يكن المقصود أن تؤخذ حرفياً إنهم يمثلون وليس مثل الأطفال الاستجابات البدائية للواقع ولكن الاستجابات بترتيب مختلف تمامًا التي كانت وظيفتها في نهاية المطاف وبشكل جدي الإدراك، وهذا هو وهم التجسيد لأكاذيب حول الحقائق، ولكن طرق ناضجة ومتطورة للمعرفة والترميز وتقديمها، وهم لا يشكلون مجرد تطريز الواقع ولكنه طريقة للتعامل معه.

ويترتب على ذلك أن يجب أن يكون العلم الأول الذي يتم تعلمه هو علم الأساطير أو تفسيره للخرافات، لأن كل تواريخ الأمم لها، كما سيتم رؤية بدايات في الخرافات، ويمكن بالتالي اعتبار الأساطير إذا تم تفسيرها بشكل صحيح على أنها تواريخ مدنية للشعوب الأوائل الذين كانوا شعراء بالفطرة في كل مكان.

ويرى العالم جان بياجيه إنه إذا كان الناس جميعًا بنائيون فعليهم أن يعرفوا ما هو الهيكل، وبعد ذلك يمكن أن يكون هذا المفهوم الرئيسي بعيد المنال بشكل غير مريح، ويجب عليهم الآن محاولة الاقتراب أكثر منه، وتم إجراء واحدة من أكثر المحاولات المثمرة في وضع تعريف بواسطة جان بياجيه يجادل بأنه يمكن ملاحظة الهيكل في ترتيب الكيانات التي تجسد الأفكار الأساسية التالية:

1- فكرة الكمال.

2- فكرة التحول.

3- فكرة التنظيم الذاتي بالكمال ويعني الشعور بالتماسك الداخلي.

والترتيب من الكيانات ستكون كاملة في حد ذاتها وليست شيئًا مجرد ومركب، ويتكون من عناصر مستقلة بخلاف ذلك مكونه من الأجزاء مع مجموعة من القوانين الجوهرية التي تحدد طبيعتها لهم، وتمنح هذه القوانين الأجزاء المكونة للهيكل خواصًا عامة أكبر من تلك التي يمتلكها كل على حدة خارجها، وبالتالي يختلف الهيكل تمامًا عن التجميع، ولا تتمتع الأجزاء المكونة له بوجود مستقل حقًا خارج الهيكل بنفس الشكل الموجود بداخله.

والقوانين التي تحكمها تعمل على النحو الواجب إنها ليست منظمة فحسب بل هيكلية، وبالتالي من أجل تجنب التخفيض إلى مستوى الشكل السلبي فقط يجب أن تكون البنية قادرة على الإجراءات التحويلية، حيث تكون المواد الجديدة باستمرار تمت معالجتها بواسطتها ومن خلالها، إذن البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز بنية بشرية أساسية قادر على تحويل الجمل الأساسية المختلفة إلى أكبر مجموعة متنوعة من الأقوال الجديدة مع الاحتفاظ بها في نطاقها الخاص وهيكل معين، وأخيرًا الهيكل منظم ذاتيًا بمعنى إنه لا يفعل ذلك ويناشد ما وراء نفسه من أجل التحقق من صحة إجراءاتها التحويلية.

وتعمل التحولات للحفاظ على القوانين الجوهرية التي تخلقها، وإغلاق النظام من الإشارة إلى أنظمة أخرى، وأن تأخذ السابقة حيث لا تبني تكويناتها من الكلمات بالإشارة إلى أنماط الواقع، ولكن على أساس قواعدها الداخلية والاكتفاء الذاتي، وسلوك الكلمة مشتق من الحالة الهيكلية المتأصلة كاسم بدلاً من كونها مرجعية فعلية، والهياكل مغلقة بشكل مميز بهذه الطريقة.

ويترتب على ذلك أن البنيوية في علم العلامات والدلالة والرموز هي في الأساس طريقة للتفكير العالم الذي يهتم في الغالب بالإدراك ووصف الهياكل، وعلى النحو المحدد أعلاه كمصدر قلق متطور للمفكرين المعاصرين وهو نتيجة تاريخية بالغة الأهمية تحول في طبيعة الإدراك التي تبلورت أخيرًا في وقت مبكر من القرن العشرين، ولا سيما في مجال العلوم الفيزيائية ولكن بزخم انتقل إلى معظم المجالات الأخرى، وانطوى التصور الجديد على إدراك إنه على الرغم من المظاهر على العكس من ذلك، فإن العالم لا يتكون من وجود مستقل للأشياء التي يمكن إدراك سماتها الملموسة بوضوح وبشكل فردي.

ويمكن تصنيف طبيعتها وفقًا لذلك، وفي الواقع يمكن إظهار أن طريقة الإدراك لدى المدرك تحتوي على متأصل التحيز الذي يؤثر على ما هو مدرك إلى حد كبير، كليا وبالتالي فإن التصور الموضوعي للكيانات الفردية غير ممكن أي لا بد للمراقب أن يخلق شيئًا مما يلاحظه، ووفقاً لذلك العلاقة بين المراقب تحقق نوعًا من الأسبقية.

ويصبح الشيء الوحيد الذي يمكن ملاحظته، يصبح أشياء من الواقع نفسه، علاوة على ذلك يجب أن يستثمر المبدأ المتضمن في كل الواقع، ونتيجة لذلك يمكن قول الطبيعة الحقيقية للأشياء وأن يتم الكذب ليس في الأشياء نفسها ولكن في العلاقات التي هم يبنونها.


شارك المقالة: