الأنشطة المدرسية:
تعتبر الأنشطة المدرسية تخفيف عن النفس من يوم دراسي متعب وشاق، كما أنها تقوم في الكثير من الخدمات للتربية والتعليم، فتعمل على معرفة میول الطلاب، واستغلال ذلك وتشجيعهم للتعليم ويطلق على النشاط المدرسي بأنه البرنامج الذي يُرتب داخل المدرسة وخارجها ليقوم بتحقيق تكامل البرنامج التعليمي بما يزيد من خبرات الطالب ويحقق رغباته ويطور شخصيتهم من مختلف الأمور الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية.
مراحل النشاط الطلابي:
يقوم النشاط المدرسي في دور هام في العملية التعليمية، فهو يعد أحد وسائلها التي تمنح الطلاب مهارات وخبرات جديدة، وتعمل على تنمية مواهبهم وقدراتهم. وقد مر النشاط الطلابي في العديد من مراحل منها:
المرحلة الأولى: تبلغ في الوقت من عام 1371/ 1951 ميلادي، انحصرت بدايته على ممارسة الرياضة خارج الجدول المدرسي في المدارس الثانوية والمعاهد العلمية فقط.
المرحلة الثانية: بدأت من عام 1374 هجري/ 1954 ميلادي، حتى عام 1376 هجري/ 1956 ميلادي، حيث أسّست إدارة التربية الرياضية والاجتماعية في الوزارة، وزودت في العديد من المختصين، عملت خطة عامة للنشاط مع صدور نشرات تنظيم العمل في المدارس وتنظيم دورات رياضية لمعلمي المرحلة الابتدائية تقدر في مدة 50 پوم.
المرحلة الثالثة: تم عقد مؤتمر تعليمي كبير في عام 1956 ميلادي في مكان الوزارة في مدينة الرياض، اشترك فيه جميع مديري التعليم وكبار موظفي الوزارة ونص على توجيهات كان لها أثر كبيراً في دفع النشاط إلى الأمام، فتحولت إدارة التربية الرياضية الاجتماعية إلى إدارة النشاط والتوجيه الاجتماعي.
المرحلة الرابعة: بدأت في عام 1381 هجري/ 1961 ميلادي تم تحديث وتطوير إدارة النشاط والتوجيه الاجتماعي إلى ما يسمى في إدارة رعاية الشباب، وقسمت أربعة أقسام هي: (التربية الرياضية، التربية الفنية، التربية الكشفية، والتربية الاجتماعية) وفي عام 1384/ 1964 ميلادي انقسم هذا التنظيم إلى إدارتين واحدة للتدريب والبحوث والثانية للتفتيش.
كان هناك العديد من الأنشطة التي حرصت الوزارة على الاهتمام بها في جميع المدارس، وتثبيت جميع الجهود للعمل بها من أول العام الدراسي، وليس في نهايته كما تعمل العديد من المدارس التي تتنافس في إنشاء المعارض، والحفلات والأنشطة في نهاية العام الدراسي فقط. وهذا يتوافق مع سياسة الوزارة في ذلك المجال التي ترى أنه يجب العمل بها مع بداية العام ولا يعرض إلا الأعمال الجيدة التي صممت طوال العام؛ لأن المهارة وهي سر نجاح المعارض ليست غاية في ذاتها، بل هي من الوسائل التعليمية.
أهم الأنشطة المدرسية:
النشاط الرياضي كان أول ما عملت وزارة المعارف إلى توجيه اهتمامها به، حيث قامت في إدخال مادة التربية البدنية في جميع المدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد، ولذا قامت في طلب المدرسين الفنيين من الأقطار العربية المجاورة، وحاولت إعداد مدرسي هذه المادة بإرسالهم إلى الخارج، أو بقيامها في دورة صيفية فيها تؤهلهم للقيام بتدريبها.
أسست وزارة المعارف إدارة جديدة تعرف باسم إدارة التربية الرياضية والاجتماعية لتكون مهمتها مسؤولية النشاط الرياضي والاجتماعي في المدارس ومن ثم أصبحت مادة التربية الرياضية موجودة في المدارس وأدخلت من ضمن المناهج.
تطور هذا النشاط ليضم إقامة المباريات الرسمية التي تعمل على تنظيمها المناطق التعليمية بين مدارسها في العديد من الألعاب في عام 1375 هجري/ 1955 ميلادي، مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة ولعبة تنس الطاولة بالإضافة إلى ألعاب القوى التي أدخلت لأول مرة في تاريخ النشاط الرياضي، مثل سباق الدراجات. وأخذت تأسس الملاعب الرياضية في مختلف المدارس.
هذا أدى إلى تطور وازدهار الرياضة في المملكة في السنوات الأخيرة من خلال تشجيع الحكومة لها، وعلى رأسها جلالة الملك سعود الذي كان يشرف على المناسبات الرياضية، ويقوم بالتجفيز والتشجيع للحركة الرياضية من خلال تقديمه الجوائز، فكان له الدور الأكبر في تنشيط الحركة الرياضية كالفروسية وكرة القدم وغيرها.
تم إصدار نشرة تقوم بالتوجيه من إدارة التعليم إلى معلم التربية الرياضية تنص على طريقة بث روح النظام في الطلاب من خلال عمل طابور الصباح قبل الدخول للحصة، وإلقاء النشيد الوطني، ويرفع علم الدولة العربية السعودية ويهتف بحياة الملك في عام 1376/ 1956 ميلادي.
كانت هناك نواة لبداية الحركة التنظيمية والواسع للتربية البدنية في عام 1380/ 1960 ميلادي، حيث تم صُدور القرار الوزاري الذي ينص على نقل إدارة الشؤون الرياضية إلى وزارة المعارف وأصبحت هي الجهة المسؤولة عن العمل على تنمية النشاط الرياضي في المملكة بعد أن كانت منذ عام 1372/ 1952 ميلادي تابعة إلى إدارة الشؤون الرياضية في وزارة الداخلية.
حيث قامت على تأسيس لجنة لهذا الغرض وتم تسميتها اللجنة الرياضية العليا في عام 1380 هجري/ 1960 ميلادي، وتم فيها وضع الأسس العامة لمناهج دروس التربية الرياضية وتم إضافة تلك المادة ضمن الخطة الدراسية، بحيث خصص لها حصتين في الأسبوع للمرحلة الابتدائية ومعاهد المعلمين، وحصة واحدة للمدارس الثانوية والمتوسطة.
وقد تم وضع القواعد العامة لمناهج دروس التربية الرياضية بناء على أحدث الاتجاهات والمبادئ التربوية، وأصبح درس التربية الرياضية يتضمن التمارين البدنية الوطنية التي تناسب كل مرحلة وكذلك الألعاب والمسابقات الصغيرة والكبيرة وألعاب القوى والسلاح وكان بجانب ذلك القيام في تحديد الاختصاصات الفنية والإدارية لمفتشي التربية الرياضية ومشرفيها في المناطق.
صدر قرار وزاري عن نظام الأندية الرياضية وهو أول قرار تصدرة بعد انتقال مسؤولية الإشراف على الأندية إليها في عام 1381 هجري. حيث أسست الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنحت لها مسؤولية الإشراف على الحركة الرياضية في المملكة وحددت البرامج الزمنية لنشاطات التربية الرياضية، حيث تبدأ المدارس مع بداية العام الدراسي بإجراء مباريات داخلية، ومع نهاية العام يقام احتفال كبير تنظم فيه مباريات في مختلف الألعاب، تشترك فيه جميع مدارس في عام 1382/ 1962 ميلادي
وفي عام 1963 ميلادي أسست الوزارة نادي خاص ليقوم في تدريب المؤهلين من طلابها. ووفرت لهم المدربين المهره، وأخذت الإدارة في ترتيب البطولات الرياضية لألعاب القوى، حيث اشتركت المملكة العربية السعودية في العام نفسه بالدورة الرياضية العربية السعودية في دولة الكويت.
وقد نظمت الإدارة دراسات صيفية لإعداد معلمي التربية الرياضية للمدارس الابتدائية أشرف عليها عدد من المختصين المصريين، كما أنها قامت في طلب بعض من المدرسين السعوديين إلى مركز التدريب الصيفي الذي أسسته جامعة الدول العربية في الإسكندرية في عام 1382/ 1962 ميلادي.
وأسس في عام 1964 ميلادي معهد متوسط للتربية الرياضية، تبلغ مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات، كان الهدف منه إعداد معلمين مطلعون على أعباء ومشاق التربية الرياضية وذلك من أجل إعداد مدرسي الرياضة. قامت الوزارة في طلب من يتوافر لديه الاستعداد من الشباب السعودي من إلى مختلف المعاهد العليا للتربية الرياضية بالدول العربية والأوربية.
وأخيراً فإنه في نهاية كل عام تنظم الإدارة مباريات في مختلف الألعاب بین مناطق المملكة، وتوزع فيها الكؤوس والميداليات على المتفوقين على شرف شخصية كبرى تحضر هذا الاحتفال، إما وزير المعارف أو الملك نفسه أو أحد مندوبي التعليم، كل ذلك من أجل تشجيع العملية التعليمية، ورفع مستوى الطلاب في مختلف الأنشطة. وتعتمد الوزارة في سد النقص بمختلف مدارسها على التعاقد مع المدرسين المؤهلين في التربية الرياضية من مختلف الأقطار العربية.