التاريخ الديني في فلسطين

اقرأ في هذا المقال


المراحل التسلسلية في تاريخ الأديان في فلسطين:

فلسطين هي إحدى المناطق التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط بين سورياومصر والبحر المتوسط ونهر الأردن، استمدت هذه المنطقة التاريخية قدسيتها من خلال تمثلها وسيلة اتصال وترابط بين قارتي آسيا وافريقيا، اسمها مستمد من قبائل الفلست التي جاءت إلى هذا المكان من خلال البحر، في أثناء هجرتها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

لقد جاء إلى هذا المكان الكثير من القبائل على مختلف العصور واستقروا فيها، والعمالقة هم أول القبائل التي سكنت هذه المنطقة، وهم كما ورد ذكره في التوارة من أقدم الأمم المتواجدة في العالم، وهم أجداد العرب كما يرى المؤرخون العرب وبعض الباحثين، وعاش في هذه المنطقة في عصور ما قبل الميلاد الكنعانيون وهم من الأقوام السامية، كما سكن الفينيقيون والآراميون بعض مناطق الساحل أيضاً.

إنّ الحضارة الزراعية والتجارية تطورت في عصر دیار كنعان، وظهرت فيه أول أبجدية، ثم جاء إلى المنطقة جماعات الفلست وهم من أقوام البحر، وبعد مدة من الزمن وقعت المنطقة تحت نفوذ الاحتلال، في أثناء هجرة القبائل إليها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بحيث أسست هذه الجماعات قطاع غزة، وخمس مدن أخرى مجاورة له واتخذوا منها جميعا موطناً خاص بهم.

لقد اختلط الفلست الذين أثير الجدل في مسألة عُرفهم بعد مدة من الزمن بسكان البلاد الحاليين، وفقدوا جميع مقوماتهم الذاتية فيما بينهم، وفي أثناء استقرار الفلست فيها على ضفاف البحر المتوسط هاجر إليها بنو إسرائيل الذين كانوا في مصر، وفروا بقيادة سيدنا موسی عليه السلام من ظلم فرعون إلى أرض الميعاد.

إنّ بني إسرائيل دخل في حرب مع أصحاب الأرض الأصليين ومع القبائل المختلفة وأقوام الفلست، بحيث نجح بني إسرائيل في السيطرة على قسم كبير من الأرض في المنطقة، وأقاموا عليها أول دولة لهم في نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وفي تلك الفترة سلم العرش إلى سيدنا داود بالعوض عن شاؤل (طالوت)، وهو أول ملوك بني إسرائيل، فقام في فتح القدس واتخذها عاصمة لدولته، بالإضافة إلى قيامه بضم جميع الجماعات في المنطقة إليه، واستمر في حكمه مدة 33 عاماً.

إنّ مملكة بني إسرائيل عاشت أبرز أيامها في أثناء حكم سيدنا سليمان قبل الميلاد، فقد ضم سيدنا سليمان محكمة فلسطين وسوريا، وأسس في القدس أول معبد عُرف باسم معبد سليمان، ولكن وحدة الدولة تفتت بوفاة سيدنا سليمان، وانقسمت إلى مملكتين مستقلتين، فقد ظهرت مملكة بني إسرائيل في الشمال وعاصمتها سامرية (سامانا)، ومملكة يهوذا في الجهة الجنوبية وعاصمتها القدس (أورشليم).

إنّ تلك المملكتين لم يستمران لفترة طويلة، بحيث وقعت الأولى تحت تبعية الآشوريين في عام 721 قبل الميلاد، وقام بالقضاء على حاکم بابل بختصر في عام 586 قبل الميلاد، ولم يكتف الآشوريون والبابليون بالقضاء على هذه الممالك، بل قاموا بطرد آلاف السكان منها إلى ما بين النهرین.

استولت الإمبراطورية الفارسية بعد ذلك على فلسطين، وفي عام 539 قبل الميلاد منح العبرانيون في تلك الفترة حرية مطلقة بشكل كبير، ورجع 40000 شخص من أسر بابل بعد أن حررهم الإمبراطور الفارسي قورش، وتم إعادة تأسيس أسوار المدينة ومعبد سليمان الذي دمره البابليون، وبعد وفاة الإسكندر الأكبر الذي احتل سوريا ومصر، تحول حكم المنطقة بعد عام 323 قبل الميلاد من سيطرة الإغريق إلى البطالمة في مصر والسلوقيين في سوريا.

قدسية مدينة القدس في فلسطين:

بعد مولد سيدنا عيسى عليه السلام استعادت مدينة القدس قدسيتها بشكل جديد في بلدة الناصرة الفلسطينية، في أثناء فترة الحكم الروماني، بحيث كان مرسل بالشريعة المسيحية، وفي تلك الفترة اعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين مركزاً للمسيحية في عام 312 ميلادي، إذ عمل على تأسيس بيوتاً مختصة للعبادة بها، وأصدر أمره بإقامة أول کنیسة كبيرة هناك، عرفت باسم مرقد عیسی للقدس.

إنّ القدس تشكل أهمية كبيرة جداً في نفوس المسلمين؛ لأنها مكان عروج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، بحيث تم ذلك من المسجد الأقصى في القدس، وقد غزا المسلمون فلسطين بشكل مستمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بداية من حكم الخليفة سيدنا أبي بكر ثم سیدنا عمر، فكانت القدس تفتح أبوابها أمام المسلمين في الحرب التي تمت في منطقة أجنادین الواقعة بين الرملة وبين جبرين، وفتحت بعدها مباشرة مدن أخرى مثل سباستیه ونابلس وغيرها.


شارك المقالة: