التعاون الثقافي في عهد الملك سعود ين عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


التعاون الثقافي:

ترتبط الدولة السعودية في الدول المجاورة في علاقات ثقافية تستلزم التعاون المتبادل، ومن مظاهر هذا التعاون في عهد الملك سعود الزيارات المتواصلة لمدارس الدول الأخرى العربية والإسلامية بصفة خاصة والأجنبية بصفة عامة، وتبادل المعلومات بين المؤسّسات العلمية في الخارج ومقابليها في الداخل، كما أدرك الملك سعود إنّ هناك دولاً عربية وأجنبية سبقت الدولة السعودية في قطاع التعليم، وأنّه من الضروري الاستفادة من تلك الدول عن طريق الاستعانة بالخبراء والمعلمين.

قام الملك بتشجيع على الرحلات العلمية والمؤتمرات الدولية. لذا عملت وزارة المعارف برئاسة الأمير فهد بن عبد العزيز ومن جاء بعده من الوزراء على الاستفادة من تلك الدول بعدد من الطرق ومنها: المدرسون؛ عندما قامت وزارة المعارف في توسع نشر التعليم الابتدائي في المدن والقرى، وأصبحت بحاجة للمدرسين. وقد لجأت الدولة في علاجها لهذه المشكلة إلى قيامها في التعاقد مع مدرسين من الدول العربية المجاورة مثل مصروسورياوالعراق، بالإضافة إلى كل من يحصل على الشهادة الابتدائية أو من يحترف القراءة والكتابة من الشعب السعودي.

كذلك قامت الوزارة في قرار توزيع الزائد من المدرسين في إحدى المدارس إلى المدارس المحتاجة إليهم؛ لوجود قلة وضعف كبير لديها. وعندما أدركت الوزارة قلة مستوى المعلمين الوطنيين قبل فتح المعاهد والكليات وانعكاس ذلك على العملية التعليمية اضطرت الحكومة في الدولة السعودية إلى طلب المدرسين المتعاقدين، سواء كان ذلك عن طريق التعاقد الرسمي من وزارة التربية والتعليم، أو عن طريق التعاقد المباشر معهم، وذلك لمواجهة مطالب المدارس والمعاهد المتزايدة لتتغلب على مشكلة المعلمين.

بلغ عدد المتعاقدين حوالي 400 مدرس لتدریس علوم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والرياضيات والعلوم الحديثة وغيرها في عام 1374/ 1954 ميلادي. وارتفع العدد إلى 128 مدرساً  في عام 1375/ 1955 ميلادي، وفي عام التالي بلغ عددهم حوالي 1130 مدرس. وذلك من أجل زيادة وتقوية الروابط الثقافية بين الدولة وغيرها من الدول العربية الإسلامية، فقد قامت الوزارة في طلب أحد كبار الأساتذة في الجامعة السورية لاستشارته في العديد من المشاكل المتعلقة في النواحي التربوية والتعليمية.

كما قامت في طلب المربي الكبير الأستاذ إسماعيل القباني الذي كان في منصب وزير المعارف المصرية في السابق، ليقوم في أخذ رأيه في بعض المشاكل التعليمية. وتعاقدت الوزارة مع عدد من رجال التعليم المصري ممن يعرفون في خبراتهم العملية في مختلف مجالات التعليم والتربية، ليكونوا خبراء في شؤون التعليم الابتدائي ومكافحة الأمية والتعليم الثانوي وفي الامتحانات.

المؤتمرات العلمية في الدولة السعودية:

لقد قامت الدولة في عقد المؤتمرات العلمية، وزيادت الوزارة في الحرص على تقوية علاقاتها بالدول العربية، قامت الدولة السعودية في كثير من المؤتمرات العلمية والتعليمية والكثير من القطاعات الأخرى. وكان الوزير في ذلك الوقت سمو الأمير فهد حريصاً على نشر الثقافة كل أفراد المجتمع، فاستطاع أن يقنع اللجنة الثقافية للجامعة العربية بعقد دورتها التاسعة في المملكة تقديراً منه بقيمة العلم، فعقدت اللجنة الثقافية اجتماعاتها في مدينة جدة.

وفي عام 1375/ 1955 ميلادي أرسلت وزارة المعارف مندوبين عنها إلى مؤتمر تدريس العلوم الاجتماعية بالجامعات الذي أقيم في بيروت تحت إشراف لجنة اليونسكو الدولية، وفي العام نفسه شاركت الدولة السعودية في مؤتمر الكشافة العرب المنعقد في بلودان تحت إشراف جامعة الدول العربية. كذلك بعثت وزارة المعارف مجموعة من رجال التعليم للاشتراك في المؤتمر العلمي العربي الثاني الذي أقيم في القاهرة لمناقشة قرارات وتوصيات المؤتمر العلمي العربي الأول الذي تم في الإسكندرية.

وفي العام نفسه قامت الوزارة في إرسال مجموعة من كبار رجال التعليم في معاهدها إلى مؤتمر التعليم الإلزامي المجاني للبلاد العربية الذي تمّ إقامته في القاهرة، وذلك لتقوية وزيادة الروابط بين العلماء والمربين والمفكرين في مختلف الدول العربية والغربية.

وأرسلت الدولة السعودية مجموعة من كبار موظفيها إلى عمان بالمملكة الأردنية لحضور مجموعة الدراسات الاجتماعية الخامسة، لتحاور مواضيع النمو الاجتماعي في المجتمعات صغيرة العدد. كما أنّها بعثت مندوبيها للاشتراك في اجتماعات اللجنة الثقافية التابعة الجامعة الدول العربية في دورتها 10 و11 المنعقدتين بمقر الأمانة العامة بجامعة الدول العربية، يضاف إلى ذلك أنّها بعثت مجموعة لحضور مؤتمر المعلمين العرب بالإسكندرية.

وبسبب زيادة المتخرجين من المدارس الثانوية في كل سنة، ولحاجة البلاد في تحديثها المتواصل إلى كفاءات علمية ونظرية عالية، قامت الحكومة في الاهتمام الكبير في إرسال الطلاب إلى الخارج لاستكمال دراستهم، ولقد توسعت وزارة المعارف، وأخذت تبعث في كل عام الكثير من الطلاب إلى مختلف الجامعات العربية والجامعات في الدول الغربية.


شارك المقالة: