تاريخ التطور التعليمي في سلطنة عمان

اقرأ في هذا المقال


النهضة التعليمية في سلطنة عُمان:

أولت سلطنة عُمان قطاع التعليم اهتماماً كبير اً على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث عملت على نشر العلم في جميع التجمعات السكانية مهما كان حجمها وأينما تواجدت سواء في الجبال أو البوادي أو في النجد والسهل، وهي من أهم السمات المميزة لعملية النهضة وللنهج الذي يسير عليه جلالة السلطان قابوس المعظم لبناء الانسان العُماني وتطوير قدراته ليقوم بدوره المطلوب منه كشريك قادر على تحمل مسؤوليته في إطار عملية البناء الوطني.

فقد كان التعليم في بدايته في السلطنة محدود كماً ونوعاً، ومع مرور الزمن تطور التعليم بشكل واضح، حيث تضاعف عدد المدارس بأكثر من 322 ضعفاً وازداد عدد الطلاب أكثر من 510 ضعفاً، ولكن باعتباره التعليم السبيل الضروري لتوثيق قدرة الإنسان العُماني على خدمة وطنه، ومن ثم أكد جلالته على أنّ التعليم والثقافة والوعي هي المرتكز الأساسي للنهضة، فقد تتبلور مهمتنا الأولى في إنشاء المدارس وتعليم المواطنين، بالإضافة إلى الانفتاح على الحضارة الحديثة.

التعليم وبداية النهضة الحديثة في سلطنة عُمان:

لقد اعتبر التعليم البداية الحقيقية لعملية النهضة الحديثة والتنمية البشرية المتواصلة، وهي عملية مستمرة لسد احتياجات التنمية من الكوادر الوطنية، بالإضافة إلى التجهيز للدخول إلى القرن القادم بوعي متكامل حول الهوية الوطنية، بحيث يصبح المواطنين قادرين على التفاعل واستخدام وسائل العصر في جميع المجالات.

وفي تلك الفترة ارتفع عدد المدارس في السلطنة من 3 مدارس إلى 967 مدرسة في العام الدراسي 1996/1997، ارتفع العدد إلى 1039 مدرسة مع نهاية الخطة الخمسية في عام 1996/ 2000، تم خلالها إقامة 233 مبني من المباني المدرسية، منها 136 مبنى مخصص للمدارس الابتدائية التي كانت تعمل في الفترة المسائية.

أما بالنسبة لعدد الطلاب فإنّه ارتفع في العام الدراسي 1996 إلى 909 طالباً وتطور العدد ليصل إلى 503529 طالباً وطالبة في العام الدراسي الحالي، وفي ذلك دليل على أنّ 25% من السكان في السلطنة يتلقون تعليمهم في أحد مراحل التعليم الثلاث.

فقد وفرت الحكومة وبتوجيه من السلطان قابوس أنواع مختلفة من المدارس، منها ما هو مختص في التعليم العام والفني والإسلامي وعلى نسق يستوعب جميع الأطفال في سن التعليم، بحيث يتم الآن التجهيز لتطوير العملية التعليمية في السلطنة، حيث تم تقسيم مرحلة التعليم الأساسي والتي تقدر مدتها 10 سنوات إلى قسمين الأولى 4 سنوات، والثانية ٦ سنوات، وتأتي بعدها مرحلة التعليم الثانوي التي تستمر لمدة عامين.

وبتلك الفترة ومع ظهور أنواع مختلفة من المدارس عملت الحكومة على تطوير المناهج العُمانية وتطوير تدريس اللغات والمواد الاجتماعية والعلوم والتربية الإسلامية وتعميم استخدام الحاسب الآلي. بالإضافة إلى قيامها في زيادة مدة اليوم والعام الدراسي؛ وذلك من أجل جوهرة مهمة العملية التعليمية وزيادة فاعليتها، حيث تم اعتماد خطة لإعداد المعلمين على المستوى الجامعي وذلك لتعمين مهنة تدريب المرحلتين الإعدادية والثانوية بعد استكمال التعليم في المدارس الابتدائية.

وفي العام الدراسي الحالي وصل عدد المعلمين إلى 226693 مدرساً ومدرسة، فقد كان المعلمون العُمانيون يغطون النسبة الأكبر من بينهم، وبالنسبة للكليات الجامعية المختصة في إعداد المعلمين والتي قُدرت بست كليات.

إنّ عملية الإشراف يقع تحت مسؤولية وزارة التعليم العالي، أما عن التعليم الخاص فإنّه تم اصدار القائمة التنظيمية لمدارس التعليم الخاص، حيث بلغ عدد المدارس الخاصة خلال العام الدراسي الحالي 1997 إلى 106 مدرسة، تضم 12627 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 6452 مدرس يدرسون في مرحلة قبل الابتدائي.

وجهت وزارة التربية والتعليم جميع وسائل وأساليب الدعم التي تناسب القطاع الخاص الذي يعمل في مجال الخدمات التعليمية، فقد عملت على منح الفرصة لمن فاتهم التعليم، حيث بلغ عدد الشعب العاملة في مجال محو الأمية خلال العام الدراسي الحالي إلى 254 شعبة، في حين يدرس 6782 طالب وطالبة، وبلغ عدد المراكز المختصة بتعليم الكبار بنحو 180 مركزاً.

أما عدد المنتسبين للدراسات الحرة، فإنّه بلغ خلال العام الدراسي الحالي 1997 إلى 7880 طالباً وطالبة، وبناءً على ذلك تتاح الفرصة الكاملة للإنسان العُماني التسلح بالعلم ليشارك في عملية تطوير وتحقيق رفاهيته بالبلاد .

التعليم العالي في سلطنة عُمان:

اهتمت حكومة السلطان قابوس بشكل كبير في مجال التعليم العالي، باعتباره أداة ضرورية للتنمية الفعالة، فقد أمرت الحكومة بتأسيس جامعة السلطان قابوس في عام 1986، بحيث كانت تعتبر وسيلة شاهدة لعملية التطور في القطاع التعليمي بالسلطنة، فقد تم ظهور التعليم الجامعي وما بعد الجامعي كمرحلة أساسية لتطوير الكوادر العُمانية في مختلف مستويات عملية التنمية الوطنية.

أكد جلالة السلطان قابوس المعظم على إنّ الهدف السامي من إقامة جامعة السلطان قابوس هي تكوين جيل من الشباب العُماني المؤمن بوسائل التطور والتقدم، القادر على استخدام قدراته ومواهبه الفكرية والعلمية والفكرية لخدمة وطنه والسير به بنهج التطور التاريخي العريق.


شارك المقالة: