تاريخ الحياة الثقافية في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


تعلم دولة البحرين قواعد ومبادئ الإسلام:

ترجع البداية الأولى لتعلم الفكر والدين الإسلامي في دولة البحرين إلى فترة مبكرة، بحيث تبدأ منذ قيام المسيحي الأشج وهو المنذر بن عائز وابن اخته وزوج ابنته عمر بن عبد القيس بإرسال مبعثٍ إلى مكة المكرمة عام الهجرة؛ ليتم إحصاء أمر ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم لقائه مع الرسول بعد أن تأكد من نبوته من العلامات التي عرفها، فبذلك الوقت دخل عمر الإسلام، فقد تعلم من الرسول القرآن الكريم.

حيث تشير المصادر التاريخية بقيام الرسول صلى الله عليه وسلم تعليمه سورة الحمد وسورة العلق، بعد ذلك رجع عمر بن عبد القيس إلى دولة البحرين وهو مسلم، وعند وصوله أخبر خاله الأشج بما علم وعرفه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأسلم الأشج بشكل سري في ذلك الوقت.

إنّ عمر بن عبد القيس كان يقوم في تعليم المسلمين المتواجدين في دولة البحرين القرآن الكريم الذي تعلمه من الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان أول من تعلم منه وأسلم على يديه هو خاله الأشج، ثم بعد ذلك تذكر المصادر التاريخية بقدوم وفد للمسلمين في دولة البحرين كان الأول من نوعه وكان بقيادة الأشج إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بحيث كان يقوم الرسول بتعليمهم وتدريسهم القرآن الكريم في المدينة، بالإضافة إلى تعليمهم مسائل وأمور الدين الإسلامي وكان ذلك قبل فتح مكة المكرمة.

فتذكر المصادر التاريخية أنّ الوفد طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم تعليمهم جميع مبادئ وقواعد دينهم الإسلامي وتبين ذلك من خلال قولهم: “يا رسول الله إنّا حيينا في ربيعة، وإنّا نأتيك من مكان بعيد، وإنّه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنّا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر فصل ندعو إليه من ورائنا وندخل به الجنة”.

وتشير المصادر التاريخية أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم علمهم أركان الإسلام وقام بأمرهم بأشياء ونهيهم عن أمور أُخرى محرمة. فقال عليه الصلاة والسلام: “آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان؟ شهادة أنّ لا إله الا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وأنهاكم عن أربع: عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت”.

فقد نلاحظ أنّ وفد عبد القيس قد تعلم على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وإنهم تعلموا أركان الإسلام وهي الشهادتين والصلاة والزكاة وصيام رمضان، كما تعلموا من الرسول المحرمات ومنها المسكرات التي كانت منتشرة عندهم بشكل كبير.

إنّ الوفد أقام في المدينة المنورة لمدة عشرة أيام، كان يتم خلالها تعلمهم القرآن وشعائر الإسلام في مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وهو المسجد النبوي، وكان الأشج خلال هذه المدّة يسأل الرسول عن مسائل الدين في الحلال والحرام ويتعلم منه الفقه، كما کان يتعلم القرآن على يدي الصحابي بن  کعب، وبعد عودة الوفد إلى دولة البحرين قاموا في تطبيق جميع ما تعلموه من الرسول صلى الله عليه وسلم في بلادهم.

في تلك الفترة قاموا في بناء مسجد خاص بهم في قرية جوائن بالبحرين وهو المسجد الذي تمّ ذكره كثيراً في المصادر التاريخية بأنّه أول مسجد أُقيمت به صلاة الجمعة بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، حيث ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه قال: ” أول جمعة جمعت بعد جمعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجوائن في دولة البحرين” .

قدوم الصحابة لدولة البحرين ودورهم في تعليم أهل البحرين المبادئ الدينية:

لقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تحث على نشر العلم وترفع من شأن طالبيه وكان من أبرزها: قوله صلى الله عليه وسلم: ” من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع”. وكان الصحابة يحثون المسلمين على طلب العلم ويرفعون قدر صاحبه، وكان دليل على ذلك ما ذكر عن الصحابي أبو الدرداء قوله:“من رأى الغد والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه”.

فقد قام الصحابة في جميع الدول الإسلامية في القيام بحلقات تعلم في المساجد؛ ليقوموا في تعليم الناس أمور دينهم وأحاديث رسولهم صلى الله عليه وسلم وهي المدارس الأولى التي تعقد بها حلقات العلم والتعليم. لقد جاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثين إلى أهل البحرين يدعونهم إلى الإسلام وكان على رأس البعثة الصحابي أبو العلاء بن الحضرمي ومعه الصحابي أبو هريره الدوسي وغيرهم، وكان هدفهم هو الدعوة للإسلام وتعليم أهل البحرين القرآن وأمور دينهم.


شارك المقالة: