تاريخ الخطوط البرية والجوية في دولة الكويت

اقرأ في هذا المقال


تاريخ الخطوط البرية والجوية في دولة الكويت:

تشير المصادر التاريخية إلى وجود العديد من الطرق التي تمر في أرض الكويت، فقد تم تقسيم تلك الطرق إلى خمسة مسارات، منها 4 طرق برية وواحدة بحرية، وفي بداية الأمر يجب الإشارة إلى أنّ الطرق تتغير في كل فترة؛ بسبب العديد من  العوامل مثل جفاف بعض الآبار، وفقدان الأمن في مناطق محددة أو تعامل المسافرين مع قبائل مختلفة ينتج عنها أنّ كل قبيلة تأخذ القافلة إلى أراضيها.

إنّ الطرق تتغير بحسب المواسم، فتنقسم منها لطرق تصلح للشتاء والخريف، وطرق أخرى تسلك في الربيع والصيف، فلم نجد مصدر تاريخي ذكر جميع طرق أرض الكويت، ولكن اكتفى كل مؤلف بذكر مجموعة من الطرق، فنجد الأصفهاني قد وصف طريق كاظمة، بينما اهتم الحربي أو الأصمعي بوصف طريق الحج البصري الذي كان يمر بفلج، وكان قسم منهم قد اهتم بمناطق القبائل في العدان التي تتواجد في جنوب أرض الكويت.

إقليم كاظمة في شرق أرض الكويت:

فيما يخص ذلك الشأن المتعلق بتحديد الموقع الدقيق لكاظمة، من الملاحظ أنّ كاظمة كانت تابعة لإقليم وليس لمدينة أو لقرية. ومن الدلائل على ذلك استخدام المصادر التاريخية للعديد من الأسماء لها وكان منها: الكواظم وكاظمة وكظيم وكاظمة البحور، بالإضافة إلى وجود المياهوالجبال فيها، ولوجود أماكن منسوبة لكاظمة، مثل غضي والمقر والصليب والخرم، ويوجد أيضًا دليل على أنّ علماء الآثار قد اكتشفوا عددًا كبيرة من الأماكن الكبيرة التي تقع على الخط الساحلي الموازي لغرب و شمال خليج الكويت.

وفي ذلك الوقت قام سلطان الدویش بدراسة آثار وتاريخ إقليم كاظمة، حيث قام بنشر كتاب خاص به، فقد وضع به آخر المكتشفات الأثرية مرفقها بالصور والخرائط، ووصف الأبنية والفخاريات والعملات والآبار والشواهد القبرية الحجرية، فتواجد هناك مستوطنة في منطقة تسمى في الوقت الحالي الخرفشي، نسبة لأحد الأشخاص الذين حفروا بها، فقد كانت تتضمن عدد من المباني والمدافن الإسلامية. حيث كانت هناك مستوطنة أخرى في المدينة تحوي حصنًا ذات مساحة كبيرة يعد أكبر مبنى حجري تم اكتشافه حتى الوقت الحاضر، ومستوطنة ثالثة في منطقة تسمى غضي، بحيث تكثر فيها المباني التي قد تعتبر أماكن سكنية.

ومن الممكن إضافة جزيرة عكاز في منطقة ميناء الشويخ في الوقت الحالي، باعتبارها واحدة من مناطق إقليم كاظمة، والتي تم اعتبارها بأنها ميناء للإقليم، حيث عثر فيها على فلوس نحاسية عباسية من سك مدينة السلام وكان ذلك في عام 157.

ومن الناحية الأثرية بينت الدراسات أنّ النشاط البشري بدأ في منطقة الصبية من إقليم كاظمة في حوالي القرن الخامس أو السادس الميلادي، ثم جاء بعده حركة استيطان حضاري، خلال مدة زمنية طويلة من التطور في النهج المعيشي؛ فقد بدأت في ممارسة التجارة والأعمال الحرفية، وقد كان المرتكز الأساسي للاقتصاد في تلك الفترة الاعتماد على توفير خدمات للحجاج، وبسبب عملية الاستيطان توقف في منتصف القرن التاسع الميلادي عندما هاجر السكان الحضر منها.

وعلى ما يبدو أنّ منطقة كاظمة تعتبر من أكثر المناطق النشطة في أرض الكويت؛ وذلك لأنها مرتبطة بجميع خطوط السفر بأرض الكويت، بالإضافة إلى تواجد منفذ بحري لها، الذي يتم من خلاله إيصالها بفيلكا والأهواز وفارس. فكاظمة تتصل من الشمال مع البصرة عبر طريق الحرم، ثم النجفة، ثم جبل الصليب، ثم أيرمي الركبان التي تكون قريبة من أم العيش، ثم المعرقبة المتقاربة من الروضتين، ثم الحزيز.

تاريخ الخطوط الجوية في دولة الكويت:

في عام 1953 تم تأسيس شركة الخطوط الجوية في دولة الكويت، وكان أبرز مؤسسيها أثنين من رجال الأعمال المشهورين في دولة الكويت، وكانت الميزانية المقدرة لذلك بحوالي 150 ألف دينار كويتي، وفي عام 1954 بدأت الشركة في أول رحلاتها إلى العديد من البلدان مثل بيروت، دمشق وغيرها، وبعد فترة من تأسيسها وقعت العديد من المشاكل الاقتصادية للشركة، مما أدى إلى تدخل الحكومة الكويتية وشرائها لنسبة 50% من رأس مال الشركة.

المحطات التي تمر بها القوافل باتجاه أرض الكويت:

لقد ذكر المؤرخون والجغرافيون العديد من المحطات التي تمر بها القوافل بعد خروجها من البصرة إلى أرض الكويت، وفي أثناء طريقها وقبل وصولها إلى الرقيعي، وهي منطقة متواجدة في الوقت الحالي في الدولة العربية السعودية. وليس واضحًا حتى الآن ما إذا كانت المنجشانية هي أول المناطق الداخلة في حدود دولة الكويت.

وبخصوص ذلك الشأن، تشير المصادر التاريخية أنّ المسافة بين كل محطة وأخرى قدر بنحو 50 کیلو مترًا، وتلك المسافة نفسها بين البصرة وحدود الكويت من الجهة الشمالية، فقد تبين أنّ بين المنجشانية والبصرة 8 أميال، وهي ما تعادل 15 کیلو متر، إذًا فهي لا تدخل ضمن أرض الكويت.


شارك المقالة: