المجلس النيابي الأول في لبنان:
بعد فترة الإعلان عن استقلال الجمهورية اللبنانية، رغب الشعب أن يختبر مدى جدية هذا الاستقلال، فطالب في ذلك الوقت بإجراء انتخابات عامة، بحيث يكون من أبز نتائجها مجلس نيابي وحكومة تعبر عن مطالب المواطنين، فقد قام الجنرال کاترو في اجراء الانتخابات، وكان يفسر سبب تأخرها في معظم الأمور الإدارية، التي من الواجب تنظيمها قبل البدء في عملية انتخابات يتم من خلالها تحديد مصير البلاد.
وفي عام 1942 تجسدت الفكرة لدى الشعب اللبناني حول ضرورة اجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن وفي ذلك الوقت عارض تلك الفكرة كل من الجنرال کاترو والجنرال سبيرس، بحيث اختلفت وجهة نظرهما عنها.
فالجنرال كارتو كان متأكداً بأنّ الانتخابات لا بد وأن تكون نتيجتها وصول أشخاص وطنيين إلى المناصب النيابة، وهؤلاء سوف يطالبون السلطات الفرنسية بتحقيق استقلال کامل وفعلي للبلاد، وفرنسا ليست مستعدة لتستسلم بهذه الطريقة.
حيث كانت فرنسا في تلك الظروف، ليست متأكدة من الطريق الذي ستصل إليه طلبات الشعب، فذلك سوف يؤثر بشكل كبير علی مرکز فرنسا. أما الجنرال سبيرس فقد كان موقفه خلاف ذلك تماماً، فقد وقف مع آراء فرنسا في البداية.
ثم تبين له أن وجهة النظر هذه سوف تؤدى إلى غضب شعبي في كل من سوريا ولبنان، وذلك سوف يهدد سلامة الحلفاء الحربية وهم في معركة مع المحور، لذلك بدأ سبيرس بتراجع عن موقفه، وبدأت معارضته تفقد مقوماتها إلى أن وصل الأمر بأنّه أصبح موقف إنجلترا من هذه المسألة في البلدين محاطاً بالغموض.
إنّ ذلك الموقف أقلق فرنسا، فكان لا بد أمام الإنجليز أن يقوموا بالموافقة على اجراء الانتخابات في البلدين، بحيث أصبحت ضرورة سياسية آنذاك، فضغطت على فرنسا لقبول هذا الوضع، وفي عام 1943 أعلن الجنرال کاترو في بيروت موافقة فرنسا على اجراء انتخابات عامة في البلاد واتخذت الاحترازات اللازمة لذلك.
مجلس النواب اللبناني:
يمثل مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية السلطة التنفيذية في البلاد، بحيث تقع مسؤولية إدارة على الطائفة الشيعية، فقد تتم عملية انتخاب مجموعة من النواب بشكل متساوي، ومن أبرز مهامه متابعة سير العملية الحكومية، بالإضافة إلى متابعة انتخاب الرئيس.
في عام 1922 تم إنشاء مجلس منتخب اطلق عليه اسم الهيئة التمثيلية للبنان الكبير، بحيث تم ذلك في فترة وقوع الانتداب الفرنسي، وجاء في نفس العام القيام بإصدار قانون شامل مختص بالانتخابات النيابية في الجمهورية اللبنانية.
