المملكة المتوكلية في اليمن:
لقد بدأ تاريخ دولة اليمن الحديث عند إقامة الدولة المتوكلة، حيث تولى حكم الزيدية في دولة اليمن الإمام يحيى المتوكل، وعند انتهاء حكم العثمانيين رغب الإمام مد نفوذه ليضم اليمن بشكل كلي، بحيث رغب بإعادة ملك القاسميين أجداده.
وفي فترة حكم الإمام يحيى قام برفض المعاهدات العثمانية التي تنص على رسم حدود دولة اليمن من الجهة الشمالية والجنوبية، وفي عام 1915 قام الأدارسة في منطقة العسير بتوقيع اتفاقية مع إنجلترا، والتي تنص على مواجهة الأتراك وفي المقابل تضمن لهم الاستقلال التام بعد الحرب العالمية الأولى.
تمكن الإمام يحيى في فترة حكمه الأولى بعد انتهاء حكم العثمانيين من زيادة نفوذه واسترجاع سيطرته وتوسعه في الدولة القاسمية، وفي عام 1919 توجه الإمام إلى الجهة الجنوبية من عدن، بحيث تصبح عملة الهجوم على إنجلترا سهلة، وفي تلك الفترة قام الإنجليز بقصف قوات الإمام يحيى بالقنابل، بحيث توجه الإنجليز مسرعين إلى الساحل التهامي، بحيث تمكنوا من مد نفوذهم على منطقة الحديدة، ثم عملوا على تسليمها إلى الأدارسة في عام 1920 في منطقة العسير.
لقد ازداد نفوذ الإنجليز بالمنطقة، فقد قاموا بالتوسع إلى العديد من المشايخ المجاورة بمنطقة عدن؛ ليتم حمايتها، وكان ذلك من أبرز العوامل الاحتياطية لمنع امتداد نفوذ الزيدية في منطقة عدن، وفي تلك الفترة قام الإمام يحيى بمواجهة ومهاجمة الحديدة، وكان بحوزته مجموعة كبيرة من القبائل المتواجدة في المرتفعات، وبذلك اعتبرهم سكان تهامة بإنهم أشخاص جيدين جديرن بالثقة.
تسلسل أحداث ظهور الدولة اليمنية الحديثة:
بعد ذلك توجه الإمام يحيى إلى صبا، وقام بعملية محاصرة الأدارسة، بحيث قامت جيوش الإمام يحيى بالسيطرة على جيزان ونجران وعسير، فقد قام الإدريسي بالعرض على الإمام يحيى بتوحدهم بقوة واحدة وانهاء الخلاف الواقع بينهم في عام 1926، ولكن ذلك يتم بشرط اعتراف الإمام بملكه في منطقة العسير، ولكن الإمام يحيى لم يقبل بذلك وصمم على إخراج الأدارسة من اليمن.
وفي تلك الفترة قام الإمام يحيى بالرجوع مرة أخرى على الجهة الجنوبية باليمن، وفي عام 1926 وعام 1928 قامت قوات الإمام بعدة حروب على المحمية، بالإضافة إلى قيام الإنجليز بمهاجمة تعز من خلال الطائرات، مما أدى إلى خسارة فادحة في صفوف الإمام يحيى .
لقد اعترفت الدولة البريطانية كأول دولة بالإمام يحيى وبملكه على دولة اليمن، وإنّ ذلك الاعتراف سبب قلق للبريطانيين المتواجدين بعدن؛ وذلك بسبب مطالبة الإمام يحيى بحق ملكية محمية عدن؛ وذلك باعتبار اليمن أحد المناطق الجغرافية في شبة الجزيرة العربية، مثلها مثل أي منطقة في الجزيرة، وبذلك يعتبر الإمام يحيى ملك على دولة اليمن ولكن ذلك لم يعجب الإنجليز لأنه يزيد من نفوذه بالمنطقة.