تاريخ دولة البحرين الحديث

اقرأ في هذا المقال


بداية العصور الحديثة في البحرين:

كانت دولة البحرين من ضمن التطورات التي حدثت على منطقة الخليج العربي، فقد أشار الكثير من المؤرخين أنّ القرن الثامن عشر هو البداية الحقيقية لتاريخ البحرين الحديث، بدأت دولة البحرين في عملية تأسيس البلديات في عام 1919 ميلادي، ثم عملت على إنشاء دوائر المتعلقة بالأراضي، تولى على حكم دولة البحرين كل من سلمان بن حمد وابنه عيسى بن سلمان في ذلك الوقت، حيث شهدت البحرين تغييرات جذرية كان من أبرزها: وجود الانتخابات للبرلمان، ومنح المرأة حقها في التصويت، وفي عام 2002 تحولت البحرين من دولة إلى مملكة.

البداية الفعلية للعصر الحديث:

بناء على ما تم ذكره من قبل المؤرخين بأنّ البداية الحقيقية للعصر الحديث يأتي في بداية القرن السادس عشر، حيث بدأت أوروبا تعمل جاهدة على الخروج من عصورها المظلمة إلى عهد العصور المستنيرة الكبرى، وتمثلت النهضة الأوروبية بالعديد من المظاهر التي كان من أبرزها: التقدم العلمي الذي يتمثل في تطور علم الملاحة والرحلات الاستكشافية التي وصلت إلى الأمريكيتين عبر المحيط الأطلسي وتعدت رأس الرجاء الصالح متجهة نحو المحيط الهندي.

وفي تلك الفترة ظهرت ما تعرف بالدولة الأوروبية الحديثة، وشهدت أيضًا تطور الاقتصاد الرأسمالي على أثر النظام الإقطاعي، بحيث أدى ذلك التطور إلى التنافس بين القوي الأوروبية الحديثة للسيطرة على تجارة الشرق، وفي عام 1498 ميلادي قام الأوروبيين بالانتقال من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، ولذلك فقد شكلت هذه المرحلة نقلة كبيرة لسكان المحيط الهندي، حيث أسهمت الحملات الغربية في توعية هذه الشعوب بالتطورات التي حدثت على علم الملاحة وصناعة السفن، بحيث قامت تلك الشعوب بالدفاع عن نفسها، مما ساعد على نهضتها وانتقالها في ذلك الوقت إلى العصر الحديث بجانب أوروبا.

وفي الفترة الأولى لبداية التاريخ الحديث في القرن السادس عشر، قام مجموعة من المؤرخين بالدعوة إلى مراجعة فترة انتقال المنطقة العربية إلى العصر الحديث، وفي تلك الفترة لم يشهد العالم العربي أي عملية تطور تذكر، وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي كانت المنطقة العربية تمر في مرحلة كساد وفقر، وتعرقلت تجارة الخليج العربي بسبب انعدام الأمن وكثرة التعدي على السفن التجارية.

أما فيما يتعلق بالجانب السياسي فإنّ القوى التي واكبت الاستعمار الأوروبي؛ كالجبور في دولة البحرين والنبهانيين في عُمان ومملكة هرمز والصفويين والمماليك، فقد كانت جميع تلك القوى تنتمي إلى العصور الإسلامية في تلك المنطقة، بحيث لم يعتبر الغزو الخارجي عملية تطورية بالنسبة لها.

وفي ذلك السياق يمكننا القول بأنّ القوى التي تمكنت من مد نفوذها على العالم الإسلامي في فترة القرنين السادس والسابع عشر، لم تتمكن من تحقيق أي عملية تطوير في الشرق الإسلامي، بحيث لم تكن القوى التوسعية كالبرتغال أو حتى بريطانياوفرنسا في تلك الفترة البدائية تتضمن العديد من مبادئ النهضة التطورية لقبائل المحيط الهندي التي كانت تابعة لها.

وإنّ أهم ما نشير إليه هنا قيام العديد من المؤرخين باعتبار أنّ القرن السادس عشر لم يكن فعلاً عصر التطور والانتقال من العصور القديمة إلى الحديثة، باعتبار أنّ المنطقة العربية قد بدأت مرحلة الانتقال إلى العصر الحديث في بداية القرن الثامن عشر، بحيث حدثت هنا نقلة نوعية شملت معظم جوانب الحياة.

التطور السياسي الحديث:

لقد أدت مجموعة الهزائم العثمانية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر إلى الانعكاس على سيطرة الدولة على أقاليمها العربية، بحث بدأت تسير في نهج الاستقلال السياسي والإداري عن إسطنبول، وفي تلك الفترة ظهر في كل إقليم مجموعة من الأنظمة التي يتولى حكمها قيادات محلية، حيث تركزت القبائل العربية في كل من: البصرة والأحساء.

التطور الاقتصادي الحديث:

لقد شهد القرن الثامن عشر تطورات اقتصادية كبيرة، عملت في ازدياد الحركة التجارية عبر الخليج العربي والبحر الأحمر، وقد صاحب ذلك النشاط ظهور طبقة كبيرة من التجار المحليين وكذلك التطور في الحركة الصناعية. مما أدى ذلك إلى تكون كيانات سياسية على سواحل الخليج العربي تتبع في نهجها سياسة التجارة الحرة.

التطور في الكيان الاجتماعي:

لقد تمثل التطور الاجتماعي في عملية هجرات كبيرة من وسط شبه الجزيرة العربية إلى الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، حيث أوجدت تلك الحركات الكبرى للقبائل العربية تطور اجتماعي يتمثل في زيادة النفوذ العربي القبلي في المنطقة.

ونشير إلى أنّ منطقة الخليج العربي لم تحدث بها أي تطورات كبرى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، في فترة وجود البرتغاليين والهولنديين في المنطقة، وفي القرن الثامن عشر تمتع إقليم الأحساء باستقلالية تامة تحت حكم بني خالد الذين خرجوا من تحت النفوذ العثماني.


شارك المقالة: