تاريخ دولة البحرين القديم

اقرأ في هذا المقال


تاريخ مملكة البحرين:

لقد قام العرب بتسمية جزيرة البحرين باسم أكبر الجزر وهو اسم جزيرة (أوال) وما يتصل بها من الجزر، فقد كانت جميع تلك الجزر على ترابط مع غيرها مثل: منطقة القطيف ومنطقة الأحساء، وفي العهود القديمة عُرفت البحرين باسم (ندوکی) وهو من أقدم الأسماء التي اشتهرت بها مجموعة جزر البحرين، فقد تم الإشارة إلى هذا الاسم في الرسوم والنقوش السومرية والأكدية، وكذلك تم الإشارة إلى ذلك الاسم في ملحمة جلجامش المعروفة.

وقد أُطلق اليونانيون على البحرين اسم أولوس، وبعد فترة من الزمن أُطلق عليها اسم آخر في العديد من كتاباتهم، وهو اسم تیلوس، فقد ظهر ذلك الاسم بعد قيام الاسكندر الكبير في غزو أرض بابل. حيث قام الاسكندر بإرسال ثلاثة سفن حربية إلى ساحل شبه جزيرة العرب في الخليج العربي، فقد وصلت واحدة من تلك السفن إلى جزيرة تيليوس وهي جزيرة البحرين، فقد كانت تلك السفينة بقيادة أرخیاس وأندروس وثناس.

وبعد ذلك عرفت البحرين في الكتابة البابلية باسم دلمون أو تلمون؛ وذلك بسبب وجود علاقات وثيقة ربطت بين البحرين وبين الدولة البابلية والدولة الآشورية، فقد كانت بعض تلك العلاقات سياسية وتجارية ودينية، فقد استمرت تلك العلاقات على ذلك حتى سنة 500 قبل الميلاد.

حكم البهلول للبحرين:

وفي أثناء فترة حكم البهلول لجزر البحرين ظهر ابن عیاش في منطقة القطيف واستولى عليها، فقد كان البهلول يرغب بالسيطرة على البحرين، ولكن لم يحقق ما كان يرغب به بسبب وفاته، حيث تولى بعده ابنه زکریا بن يحيى بن العياش، وكان الزکریا في ذلك الوقت وزیرًا يسمى العكروت.

وبعد فترة من الزمن، راود زکریا رغبة السيطرة على منطقة الأحساء التي كانت واقعة تحت حكم العيونيون، واستعدادًا لذلك جهز زکریا بن يحيى العياش جيشًا لمقاتلة العيونيين، حيث تمكن من هزيمتهم وبعدها زحف إلى القطيف، فقد تبعه العيونيون إلى القطيف، حيث قام بالسيطرة على البحرين بعد العيونيين أحد الزنج واسمه أبو بكر سعيد الزنجي في عام 1230 ميلادي.

أبرز ما اشتهرت به البحرين في القدم:

لقد اشتهرت البحرين تيلمون في تمورها الجيدة عند العراقيين القدامى، وقد ورد ذكر تمر دلمون في العديد من المصادر التاريخية منذ قديم الزمن في عصر الألف الثالث قبل الميلاد، ولعل مصدر تمر البحرين الذي اشتهر عند العراقيين قد جاء من الواحات التي تقع  في وسط الجزيرة الكبيرة، وكذلك من منطقة القطيف والهفوف، بالإضافة إلى اشتهار الأحساء بالتمر الجيد. ويشير الباحثون إلى أنّ أصل النخيل هو شبه جزيرة العرب.

وتشير المصادر التاريخية أنّ تاريخ البحرين شامل، فقد وجد في البحرين مدفنًا مهجورًا ذات مساحة واسعة يقع في وسط منطقة فيها الآلاف من القبور المتراصة في طريقة بنائها، فقد تشبه التلال الهابطة أو الجبال المنخفضة، وفي تلك المنطقة لا يستطيع السائح الذي يذهب إليها من رؤية أحد من الناس ولا حتى حيوانًا ولا بعض النباتات، وكذلك لا يستطيع رؤية آثار الأبنية، فإنّه لا يرى سوى تلك القبور العظيمة، وهي تمتد أميالاً كبيرة.

إنّ بعض تلك القبور يُقدر ارتفاعه إلى خمسين قدماً، وبعضها الآخر يمتد إلى 30 قدماً والباقي منها يصل ارتفاعه إلى 20 قدماً، والعديد من تلك القبور لا تختلف عن بعضها إلا اختلاف قليل من حيث الحجم. وقد كتب عنها كثيرون وقاموا بذكرها في الكثير من المناسبات.

لقد قيل أنّ هذه القبور ترجع إلى الفترة التي سيطر بها الفينيقيون على البحرين، فقد رحلوا من أوطانهم، وبعد وصولهم إلى تلك البلاد قاموا في بناء خط البحرين الذي يقع في القرب من القطيف الحديثة عند بداية الخليج الذي يقع فيه ارخبيل البحرين، فهي مدينة عظيمة فيها أسواق تجارية كبيرة اسمها الجرعاء أو کرحاء التي يضنها البعض نفس مدينة أوفيرا التي عُرفت بكثرة ذهبها وبكثرة توافر المعادن بها.

فقد ورد هذا في العهود القديمة من ذلك التاريخ، فقد اعتبروا سكان الجرعاء أنّ مملكة البحرين لها قدسية خاصة. فقد كانت الجنائز تنقل إليها وتدفن فيها اليوم، بالإضافة إلى قيام العديد من المسلمين بنقل جنائزهم إلى بعض الأماكن المقدسة؛ لأنّها قريبة من البحر، وتعد تلك المدافن من الأماكن المخصصة لقبور السكان الذين رحلوا من بلاد الهند الى الخليج العربي، بحيث أصبحت هذه المنطقة مدفنًا لهم بعيدًا عن الساحل وتأثيراته، فقد حفظت هذه القبور مثل غيرها التي حفظتها الصحراء في البلاد.


شارك المقالة: