اقرأ في هذا المقال
وُلِد أردوغان في حي كاسيباشا، وهو حي فقير في اسطنبول، انتقلت إليه أسرته من مقاطعة ريزي في ثلاثينيّات القرن العشرين، كان والديه أحمد أردوغان (1905–1988) وتينزيل أردوغان (1924–2011).
قضى أردوغان طفولته المُبكرّة في ريزي، حيث كان والده قبطانًا في خفر السواحل التركي، كان دائمًا يقضى عطلته الصيفيّة في الغالب في غونيسو في ريزي لأنها كانت مدينته المُفضّلة حيث نشأت عائلته. من أبز إنجازات أردوغان أنّه في عام (2015) فتح مسجدًا ضخمًا على قمة جبل بالقرب من هذه القرية (غونيسو).
عادت الأسرة إلى اسطنبول عندما كان أردوغان في الثالثة عشرة من عمره، عندما كان مراهقًا، كانت العائلة فقيرة جدًا لدرجة أنّ الأب كان يُعطيه أسبوعيًا (2.5) ليرة تركيّة، أي أقل من دولار واحد، ومع ذلك كان أردوغان يشتري بطاقات بريديّة ويعيد بيعها في الشارع. وكان يبيع زجاجات المياه للسائقين العالقين في حركة المرور، عمل أردوغان أيضًا كبائع متجول يبيع سيميت (حلقات خبز السمسم)، ويرتدي ثوبًا أبيضًا ويبيع سيميت من عربة حمراء ذات ثلاث عجلات مع لفات مُكدّسة خلف الزجاج.
كان أردوغان يقوم بكل هذه الأعمال في سبيل العيش وتوفير مُتطلبات العيش له ولوالديه في شبابه، كان أيضًا يلعب كرة قدم شبه احترافية في نادٍ محلي، أراد النادي التركي الشهير فنربهشه أنّ ينتقل أردوغان إلى النادي لكن والده منعه من ذلك.
بعد كل هذه المآسي انضم أردوغان إلى مجتمع إسكندر باشا، وهو مُجتمع صوفي تركي من الطريقة النقشبنديّة، وبعدها أصبحت حياته وحياة والديه أسهل وتحسّنت ظروفهم المعيشيّة بعد أنّ انضم أردوغان لهذا المجتمع حيث أصبح يوفّر المال الكافي له ولوالديه.
تخرّج أردوغان من مدرسة كاسيمباسا بيالي الابتدائيّة في عام (1965)، ومدرسة إمام حاطب، وهي مدرسة ثانويّة مهنيّة دينيّة، في عام (1973)، ويتضمن ربع مناهج مدارس إمام حاطب دراسة القرآن، وحياة النبي الإسلامي محمد، والعربية لغة، درس أردوغان القرآن في إمام حاتيب، حيث بدأ زملاؤه في تسميته “هوكا” (“المعلم المسلم”).
حضر أردوغان اجتماعًا لمجموعة الطلاب القوميين اتحاد الطلاب الوطني التركي (Milli Türk Talebe Birliği) الذي سعى إلى تكوين مجموعة مُحافظة من الشباب لمواجهة الحركة الصاعدة لليسار في تركيا داخل المجموعة.
تميّز أردوغان بمهاراته الخطابيّة والجرأة للتحدث أمام الجمهور، حصل على المركز الأول في مسابقة قراءة الشعر التي نظمها مجتمع الرسامين التقنيّين الأتراك، وبدأ في التحضير للكلمات من خلال القراءة والبحث.
وقد علّق أردوغان في وقت لاحق على هذه المسابقات بأنها “تعزز شجاعتنا للتحدث أمام الجماهير”، أراد أردوغان مُتابعة الدراسات المتقدمة في Mekteb-i Mülkiye ، لكن Mülkiye لم يقبل إلا الطلاب الحاصلين على شهادات الثانوية العامة وليس خريجي إمام حاتيب.
اشتهرت مولكية بقسم العلوم السياسية الذي درّب العديد من رجال الدولة والسياسيين في تركيا، ثم تمّ قبول أردوغان في مدرسة Eyüp الثانوية، وهي مدرسة حكوميّة عاديّة، وفي النهاية حصل على دبلوم المدرسة الثانويّة من Eyüp.
وفقًا لسيرته الذاتيّة درس بعد ذلك إدارة الأعمال في مدرسة Aksaray للاقتصاد والعلوم التجارية (التركية: Aksaray İktisat ve Ticaret Yüksekokulu)، والمعروفة الآن باسم كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة، تجادل عدة مصادر تركيّة في أنّه تخرج أو حتى حضر على الإطلاق.
في عام (1976) انخرط أردوغان في السياسة من خلال الانضمام إلى اتحاد الطلاب الوطني التركي، وهي مجموعة عمل مُناهضة للشيوعيّة، وفي نفس العام، أصبح رئيسًا لفرع الشباب في بايوغلو من حزب الإنقاذ الوطني الإسلامي (MSP)، وتمت ترقيته لاحقًا إلى رئاسة فرع الشباب في اسطنبول في الحزب.
شغل هذا المنصب حتى عام (1980)، وكان مُستشارًا وكبير التنفيذيّين في القطاع الخاص خلال الحقبة التي تلت الانقلاب العسكري، عام (1980) عندما تمّ إغلاق الأحزاب السياسية.
في عام (1983)، اتبع أردوغان معظم أتباع نجم الدين أربكان في حزب الرفاه الإسلامي، أصبح رئيسًا لمنطقة بايوغلو للحزب في عام 1984، وفي عام 1985 أصبح رئيسًا لفرع مدينة اسطنبول، انتخب في البرلمان عام (1991)، لكنه مُنع من شغل مقعده.
تزوج أردوغان من إيمان غالبورن (مواليد 1955 ، سيرت) في (4 يوليو 1978)، ولهما ولدان، أحمد بوراك ونجم الدين بلال، وابنتان إسراء وسميّة، توفي والده أحمد أردوغان عام (1988)، وتوفيت والدته تنزيل أردوغان عام (2011) عن عمر يناهز (88) عامًا.
لدى أردوغان أخ هو مصطفى (مواليد 1958)، وأخته فيسيلي (مواليد 1965)، ومن زواج والده الأول من هافولي أردوغان ( 1980)، كان لديه أخوان غير شقيقين محمد (1926-1988) وحسن (1929-2006).