سمات في شخصية الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


أبرز سمات شخصية الملك فيصل بن عبد العزيز:

الصدق والتواضع:

لقد ذكر عن الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ممن تواجد معه في زمنه وتعايشوا معه بأنه شخص متواضع، يفعل ما يقول وصادق الكلمة وحافظ للمواعيد، فقد كان الملك فيصل على اطلاع تام بالمعارف الدينية والدنيوية، وعرف عنه رحمه الله بالمبادرة بكل ما يعود بالخير والنفع على البلاد والعباد من أعمال وطنية إنسانية.

القيادة والحكمة:

بالإضافة إلى ذلك فقد تحدث العديد من المؤرخون والباحثون وممن يختص بذلك الشأن في المستوى العالمي، بأنّ هناك الكثير من الصفات عن شخصية الملك فيصل المتمثلة بالقيادة والحكمة الملهمة في الإدارة والسياسة، ونشير هنا إلى العديد من المضامين التي تتمثل بقيام الملك بندوة عن المدرسة المعروفة باسمه، يتحدث من خلالها أحد أنجاله الكرام صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل عن شخصية والده في العديد من الجوانب، بالإضافة إلى ذكر وسائل الملك فيصل في الإدارة والحكم، والتي كانت مقتبسة من منشورات مؤسسة الملك فيصل الخيرية.

ومنذ صغر الملك فيصل أخذ يتربى على على الصفات الحميدة من والدة الملك عبد العزير رحمه الله، الذي كان حريصاً على تعليم ابنه بالشكل المباشر على الحنكة السياسية وسائل التعامل بكل نجاح مع الناس والمواقف المختلفة، مهما اختلفت صفاتهم أو حاجاتهم، وذلك أثر في سلوك الملك فيصل رحمه الله، حيث عرف بالعزم وحسن التدبير والحنكة بالإدارة، الأمر الذي دفع بالملك المؤسس رحمه الله إلى توليته مناصب قيادية في سن مبكرة.

وقد سار الملك فيصل على نهج والده في سياسة المجال المفتوح، حيث كان الملك ينشأ مجلس مفتوح؛ ليتم به مناقشة  القضايا المختلفة، والعمل على ردع الظلم، بحيث ساعدة شخصية الملك الباهرة وقدرته الكبيرة على التعامل مع أصعب المواقف بأسلوب حكيم عادل، فذلك جعل الملك فيصل شخصية محبوبة في البلاد، فقد عرف عنه على المستوى الدولي إنه  رجل دولة من الطراز الحديث.

الدبلوماسية والحنكة السياسية:

وكان من أبرز سمات شخصية الملك فيصل بأنّه يتمتع بالحنكة السياسية والدبلوماسية، فقد كان من أهم الرجال المثقفين والمطلعين على مختلف كتب المعرفة، وكان محباً للشعر والآداب، وكان الفيصل بالشكل الفطري الذي خلق عليه إنساناً عظيم التواضع والنبل، وكان مسلماً ورعاً ملتزماً متمسكاً بعقيدته، واستطاع أن يطور الدولة السعودية من دون أن يمس ذلك من هويتها الإسلامية.

فقد وجه الملك فيصل اهتمام كبير بالشعب السعودي، وكان كل تفكيره هو توفير أساليب ووسائل تحقق الرفاهية والراحة لهم، وأدرك الملك فيصل بأنّ تحقيق الرخاء والرفاه لبلاده، لن يكون إلا بتطوير القدرات البشرية وتنميتها، واعتبر أنّ المعرفة هي المرتكز الأساسي للقوة، ومن ثم صمم على أن يكون التعليم نقطة البداية للوصول إلى هذه الغاية.

كما أدرك رحمه الله أن رحلة التحديث والتطوير طويلة وشاقة، إلا أنها مهمة وضرورية، ولكن لا بد من بدء الخطوات الأولى في هذه الرحلة الشاقة، بحيث كان الملك فيصل يردد بشكل مستمر مقولة إننا نبدأ الخطوة الأولى، ولا بد من السير على مهل، فلا أحد يستطيع أن يصنع المعجزات بين عشية وضحاها، وقد استطاع الملك فيصل أن يصنع سياسة داخلية ودولية، لها مكانتها، محقق بذلك التوازن بين تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبين متطلبات الحياة العصرية، وتحقيق المصالح العامة للبلاد، من غير أن يكون بينها أي تعارض أو تناقض.

احترام الملك فيصل للمواعيد وتقدير الوقت:

لقد عرف عن الملك الفيصل اهتمامه الكبير بالوقت، فقد كان الملك يقوم بتقسم وقته بحيث يخصص للعمل ساعات محددة من وقته، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان الملك يخصص وقت لأسرته، مشيراً إلى أنّ الساعات كانت على التوقيت العربي، حيث كان اليوم يبدأ في المغرب وينتهي بالمغرب، بمعنى 24 ساعة.

سعة الاطلاع بالقراءة:

لقد ذكر عن الملك فيصل في ذلك الوقت عن سعة اطلاعه على جميع أمور الدنيا المعاصرة، وكان محباً للقراءة في مختلف المجالات، وبالأخص الكتب التاريخية وكتب سرد الأحداث التاريخية وتذوقه للكلمة الجميلة شعراً كان أو نثراً أو قولاً، فقد عرف أيضاً عن الملك فيصل بأنه ينصت بكل جد إلى الآخرين في مجلسه دون مقاطعة، كما كانت الصحف والمجلات والكتب موجودة دائماً إلى جواره، سواء في مجلسه أو كان ذلك في الطائرة أثناء رحلاته.

اهتمامات الملك فيصل بن عبد العزيز:

الاهتمام بأمور التنمية والاقتصاد:

أما فيما يتعلق بالأمور المخصصة للصعيد الداخلي في عهد الملك فيصل، فقد اهتم الملك اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع التعليم، وبجانب ذلك اهتم الملك في تطوير المشاريع الإنمائية كالمواصلات والمستشفيات والتجارة وتنمية القطاع الخاص كالكهرباء أو في بعض المصانع البتروكيماوية.

الاهتمام بالتعليم:

لم يغب عن فكر الملك فيصل الاهتمام بالجانب التعليمي في البلاد، وكذلك اهتم الملك بالطلبة المتفوقين، فقام على الرغم من قلة ميزانية الدولة في ذلك الوقت بإرسال البعثات إلى الخارج ، وكان من أبرزها ما بعث إلى مصر، وهناك أيضاً عدد لا بأس به في بيروت، ودمشق وأمريكا، وهؤلاء الطلبة حينما عادوا إلى الوطن شغلوا شواغر كبيرة كانت في الجهاز الحكومي أو في التجارة الخاصة، والشيء المهم كان هو تطوير العملية التعليمية فجلب عدد كبير من المعلمين من مصر.

الاهتمام بشبكة المواصلات:

إنّ الملك فيصل كان مؤمناً بأنّ المواصلات ستكون هي الطريقة والمرتكز الأساسية لخدمة المجتمع، وأنها ستربط الدولة السعودية كلها ببعضها، فكان يحرص على المشاريع الداعمة لذلك مثل مشروع جبل كرا في الهدا على أساس أنه سيختصر المسافة بين المنطقة الشرقية ونجد مع مكة وجدة بساعات قليلة، وقال ابنه تركي: قام الملك فيصل على تطوير وبناء الخطوط الجوية العربية السعودية، وإنشاء المطارات في جميع أرجاء المملكة؛ لتوفير التواصل بين المواطنين وتوصيل خدمة الحكومة للمواطن في مكانه بدلاً من الانتقال.

الدعوة إلى التضامن الإسلامي:

وبخصوص ذلك الشأن ذكر تركي ما حدث عندما قام الملك فيصل رحمه الله في زيارة الصومال، بحث كان في ذلك الوقت تتواجد حكومة في الصومال، وأثناء الحفل الرسمي تقدم رئيس وزراء الصومال ودعا الملك فيصل للقيام بتجميع الدول الإسلامية في إطار تعاون، ورد عليه الملك فيصل: شكر لك هذه المبادرة وسأطرح هذا الموضوع على إخواني العرب في المؤتمر القادم.

وفي ذلك الوقت كانت فكرة المؤتمر العربي تلوح بالآفاق في المملكة المغربية، وبالفعل قام الملك فيصل في اقتراح ذلك على الحكام، وتم موافقتهم على أن يقوم الملك فيصل بزيارة الأقطار الإسلامية؛ ليطرح عليهم فكرة التضامن مع إخوانهم العرب في ذلك الحين، وتمت زيارات بدأت بإيران، حيث بايع شاه إيران الملك فيصل بأن يقود التضامن الإسلامي، وتبع ذلك زيارات لإفريقيا، وبدأت تتبلور فكرة التضامن الإسلامي


شارك المقالة: