اقرأ في هذا المقال
العلاقة التي تربط الملك عبد العزيز آل سعود والأتراك:
اشتهر رجل آل سعود منهم عبد العزيز بن عبد الرحمن عندما استطاع بجيش قليل العدد والمعدات أن يسترد الرياض في الخامس من شهر شوال ۱۳۱۹ هجري الموافق (۱۹۰۲ ميلادي) وكان ذلك يوماً معروفاً في حياة الملك عبد العزيز، كان بداية الكفاح ومعارك امتدت عشرات السنين . ولقد تنبهت الدولة العثمانية إلى خطورة ذلك عليها، وقد كانت تسيطر على أجزاء من جزيرة العرب، في داخل إطار الدولة العثمانية التي كانت قد ضعفت ضعفاً شديداً، فيما بدأ نجم عبد العزيز آل سعود يظهر في سماء الجزيرة العربية، وكانت سياسة الدولة العثمانية تسعى إلى القضاء على الدولة السعودية منذ قيامها في عهد أسلاف الملك عبد العزيز.
وحينما وقف ابن رشيد مع الخلافة العثمانية عده العثمانيون سنداً لهم، وخصماً لآل سعود، قام الأتراك العثمانيون بتزويد ابن رشيد في الأسلحة لمقاتلة عبد العزيز آل سعود في عام ۱۳۲۲ هجري الموافق 1904 ميلادي في معركة البكيرية كان أحد أطرافها ابن رشید ومعه أحد عشر سطراً من جنود الدولة العثمانية وقبائل شتى، والطرف الآخر عبد العزيز آل سعود.
تسلسل أحداث الصراع بين الملك عبد العزيز والأتراك:
تواجه الجيشان غربي القصيم في سهل البكيرية، كان جيش ابن رشيد والدولة العثمانية أقوى من حيث العدد والأسلحة، وانتهت المعركة بفوز ابن سعود ودخوله البكيرية واستمرت بعد ذلك التنازعات والمنازلات بمدة تقدر بنحو ثلاثة أشهر، ثم كانت المعركة الحاسمة التي انتصر فيها ابن سعود وحصل على غنائم كثيرة، وذلك في وقعة الشنانة الموافق من ۱۸ رجب سنة ۱۳۲۲ هجري في سبتمبر 1904 ميلادي وبعد هذه المعركة استقر حكم ابن سعود في معظم بلاد بحد.
وقد حدثت بعد تلك المعركة مناقشات بين الأتراك وبين ابن سعود، وكان آخر ما تم بينه وبين سامي الفاروقي الذي لم يقم في محادثة الملك عبد العزيز بطريقة حسنة؛ ولذلك واجهه الملك بأن العرب لا يطبعون صاغرين أبداً، وهم الفاروقي بحرب عبد العزيز معتمداً إلى ابن رشید ولكن عبد العزيز آل سعود حذره من القيام بذلك وأنذره بسحب جيشه فرضي غصباً عنه بذلك وسمح عبد العزيز للجنود الأتراك بالانسحاب سالمين. وأرسل السلطان عبد الحميد الخليفة العثماني في ذلك الوقت يشكر الأمير الخطير والزعيم الكبير عبد العزيز باشا آل سعود على معاملته لعساكر الدولة العثمانية.
قام السلطان عبد الحميد بالطلب من عبد العزيز آل سعود أن يرسل فرقة من رجاله إلى الآستانة، فقام عبد العزيز وأرسل الوفد فتم مقابلة بحسن الضيافة وأنعم عليهم السلطان بالألقاب كان عبد العزيز آل سعود يعرف الأتراك حق المعرفة بينما لم يكونوا يعاملون العرب المعاملة الحسنة. لقد نصح عبد العزيز أحد الولاة العثمانيين على البصرة حينما ذكر له شقاق العرب، و خلافهم مع الدولة فقال له: ” إنكم لم تحسنوا إلى العرب ، ولا عاملتموهم معاملة العدل “. وقال الملك في مشورته وقال الملك في مشورته ” إنكم المسؤولون عما في العرب من خلاف ونزاع فقد اكتفيتم بأن تحكموا، وما تمكنتم حتى من ذلك، وفاتكم أنّ الراعي مسوول عن رعيته، وأن صاحب السيادة لا يستقيم أمره إلا بالعدل والإحسان ” .
ولما تقوى السلطان عبد العزيز في أغلب بلاد نجد كان الأتراك متواجدين في الأحساء والقطيف، ومن الطبيعي أن يمتد بصر ابن سعود إلى ما في يد الأتراك ليقم في تحرير بلاده منهم. ولما استبد الغرور بوالي بغداد السفاح جمال باشا ” هدد باختراق نجد بصفين من جنده ” فرد عليه الملك بأدبه وحلمه ” سنقصر لكم الطريق إن شاء الله وفي 5 جماد الأولى سنة ۱۳۳۱ هجري الموافق ۱۹۱۳ ميلادي دخل الملك عبد العزيز الأحساء، انسحبت حامية الأتراك بعد أن أذن لها عبد العزيز، وخرجت بسلاحها من الأحساء.
ولما وقعت الحرب العالمية الأولى في سنة ۱۳۳۲ هجري الموافق 1914 ميلادي كان ابن رشيد بصف الدولة العثمانية ضد البريطانيين وحلفائهم باعتباره تابعاً للدولة العثمانية، وكان الشریف حسين قد عين سلطان وثار ضدهم لمصلحة البريطانيين نظير لما قاموا بوعودهم له، وكان عبد العزيز بحكمته السياسية وذكائه وبحسه العربي الأصيل يريد أن يجنب العرب خراب الحرب، لقد استطاع الملك عبد العزيز أن يحتفظ بحياده بين الفرقاء المتحاربين ومع ذلك ظفر باحترام البريطانيين له حتى أنهم منوه بخلافة المسلمين حيث قام في قاتل الترك معهم، لكنه بحسه الإسلامي العربي أبى أن يكون تابعاً في حرب كما فعل غيره.