اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن مظاهر التطور في عهد الملك سعود بن عبد العزيز
- تطوير بناء المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز
- مراحل تطوير المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز
- استكمال مراحل التطوير للمسجد الحرام
نبذة عن مظاهر التطور في عهد الملك سعود بن عبد العزيز:
تولّى الملك سعود الحكم، في الدولة العربية السعودية بعد والده الملك عبد العزيز، وأخذ ولاية العهد فتمّت البيعة له من قبل من كبار العلماء وبموافقه الشعب عليه وبسط نفوذه على البلاد مدة أحد عشرون سنة. نهضت البلاد في عهده نهضة ملحوظة في جميع مرافقها الحيوية وذلك بفضل زيادة الدخل من النفط، وروح التعاون بينه وبين ولي عهده الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي أنابه الملك سعود عنه في رئاسة مجلس الوزراء.
فأطلق فكره ويده في إدارة الملك في الحكم. وكان سبب التعاون المخلص بينهم أثر كبير في أخذ أمور البلاد في طريق التطور وشهدت أعمال وإصلاحات كثيرة في ميادين النشاط الاقتصادي والعمران الداخلي والتعليم والطرق والمواصلات وحققت نجاحات في مجال السياسة الخارجية.
كما ازدهر التعليم في عهد الملك سعود؛ لاهتمامه بالعلم وتوجيه الشعب إليه، فقد أسّس وزارة المعارف وافتتحت المدارس في العديد من المدن والقرى واستقدم المدرسين من مصر والشام والعراق للتدريس، وأرسلت البعثات المتتالية من أبناء السعودية إلى الجامعات في مصر وأوروبا. وأمر الملك سعود بإنشاء أول جامعة الملك وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية وهي جامعة الملك سعود التي بدأت بكلية الآداب. وبعدها بسنة واحدة أنشئت كلية العلوم. وفي عام 1379 / 1959 أنشئت كلية التجارة.
فقد تم تأسيس كلية الصيدلة لتصبح الكلية الرابعة في جامعة الملك سعود. ثم أمر الملك سعود بإنشاء معهد ديني للطلاب القادمين من الدول الإسلامية وغدت نواة للجامعة الإسلامية التي أسست في المدينة المنورة في 25 ربيع الأول عام 1381/1961. وقام في الأمر في إنشاء كلية البترول والمعادن بالظهران في 11 جمادى الأولى 1383 / 29 سبتمبر 1963، ثم افتتحت في 8 شوال 1384، واتجهت بالتعليم العالي نحو التقنية الواسعة. وهي اليوم بعد أن توسعت وأنشئت فيها كليات تقنية أخرى تسمی جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وأمر الملك بتأسيس أول جامعة المملكة في منطقة الخليج وهي جامعة سميت باسمه، وكانت أول الكليات فيها هي كلية الآداب ذلك في عام 1957/1377. وبعد مرور سنة أسس كلية العلوم. وفي عام 1379 / 1959 أسس كلية التجارة. وبعدها تم تأسيس كلية الصيدلة فقد أنشئت في العام الدراسي 1380 -1381 / 1960- 1961، لتصبح الكلية الرابعة في جامعة الملك سعود.
أولى الملك سعود اهتمامه في مجال التعليم وبالأخص تعليم الفتيات، وخطى أول خطواته نحو تعليمهم وعندما فكرت الدولة أن يشمل قطاع التعليم في المملكة الفتيات في التساوي مع حقوق البنين في التعليم، ظهرت فئات معارضة لذلك في المجتمع وفي المقابل كانت هناك فئة مؤيدة لذلك القرار بشرط إلا تتولى هذه المهمة وزارة المعارف حتى لو تم تأسيس مدارس خاصة في تعليهم.
وبعد الكثير من المباحثات قرر السماح في تعليم الفتيات في الدولة السعودية، حيث قام الملك في إنشاء مدارس خاصة بهم وتم تأسيس مجلس عام لتلك المدارس يترأسه أحد الشيوخ، وكان مهمة هذا المجلس هو إدارة شؤون تلك المدارس، وكان يقوم في الإشراف عليه هو المفتي العام في الدولة، وفي عام 1380 بدأت تلك المدارس عملها في تعليم الفتيات، واهتم أيضاً الملك في جانب الكادر التعليمي وقام في إنشاء معاهد خاصة في المعلمات؛ للإسراع في عملية تخريج المدرسات.
كما قام الملك في لفت أنضاره إلى الاهتمام في الإذاعة في الدولة السعودية في مكة المكرمة في عام 1377-1957، حيث قام في افتتاح قناة خاصة في مكة المكرمة وقام بذلك بعد عملية تقويتها إلى خمسين كيلو واط. وأيضاً اهتم الملك في الصحافة وقام في التشجيع عليها، حيث أصدرت جريدة اليمامة في الرياض وصحيفة الدولة السعودية في جدة.
وشهدت الحركة الأدبية تطوراً واضحاً وذلك من خلال توفر وسائل النشر المناسبة في الصحف وفي الإذاعة. وأصبحت الصحف تعالج مواضيع أدبية واجتماعية كثيرة. وصدر في عهده نظام يدعي المقاطعات أي نظام الإدارة المحلية في مقاطعات البلاد عام 1383 / أكتوبر 1963، وقد أسسته الحكومة التي كان على رأسها الأمير فيصل ولي العهد.
ومن أهم وأبرز التطورات في عهد الملك سعود هو ارتباط البلاد بشبكة من الطرق البرية وكذلك اهتم بالطرق الزراعية التي تخدم القرى والمزارع. وقام في التوجه إلى تحديث المطارات في الرياض والظهران وجدة والطائف وتبوك وحائل والقصيم وكان مطار الرياض هو المطار الرئيسي ومطار جدة ومطار الظهران دوليين .
وافتتح الملك سعود في مدينة الدمام أكبر الموانىء على الخليج العربي في عام 1961. وظهر الاهتمام بالجيش من خلال إرسال الفرق للتدريب والدراسة في الخارج وخصوصاً إلى مصر وتزويده بالأسلحة وتقوية سلاح الطيران وإنشاء كلية الملك عبدالعزيز الحربية بالرياض في عام رجب 1374 / مارس 1955. وتطورت الخدمات الصحية بإنشاء مستشفى الرياض المركزي والمختبر المركزي في الرياض وإنشاء مستشفيات عامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والدمام ومستشفى الأمراض العقلية بالطائف.
لقد تم إنشاء أول صرح صحي في مدينة الرياض وكان في عهد الملك سعود وذلك في عام 1985، ثم توسعت الدولة في هذه المعاهد، فأسس معهد في جدة، وثالث في صفوي بالمنطقة الشرقية. واهتمت الدولة عهد الملك سعود بالزراعة فتأسس البنك الزراعي؛ لتقديم القروض الميسرة للمزارعين بدون فوائد وأعفيت المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية وأقيمت السدود على الأودية؛ لحجز مياه الأمطار. وأقامت الوزارة عدداً من المشاريع؛ لتوفير مياه الشرب للمدن.
تطوير بناء المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز:
لقد وجّه الملك اهتمامه في توسيع المسجد الحرام في مكة المكرمة وعمارته مباشرةً بعد الانتهاء من توسيع الحرم النبوي التي بدأت في أواخر عهد الملك عبد العزيز واستمرت ثلاث سنوات وانتهت في 1375 / أكتوبر 1955.
وأصدر الملك سعود أمره إلى ولي عهده الأمير فيصل بالبدء في توسعة بيت الله العتيق وأصدر لذلك بياناً ملكي بتعيين هيئة علياً؛ للإشراف على توسعة المسجد الحرام برئاسة الأمير فيصل رئیس مجلس الوزراء. كما صدر مرسوم ملكي باعتماد الخارطة النهائية لمشروع توسعة الحرم الشريف التي تجري بموجبها أعمال صيانة جميع البيوت المحيطة بالحرم الشريف بعد أن اشتراها الملك من أصحابها لهذه الغاية.
مراحل تطوير المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز:
كان البيان الملكي موجهاً من الملك إلى رئيس الوزراء الأمير فيصل ويأمر بتكليف الشيخ محمد بن لادن مدير عام الأبنية والإنشاءات بتحمل مسؤولية القيام بهذا العمل الخالد على النحو المخطط له. وكانت مساحة المسجد المكي الحرام خمسة وثلاثين ألف متر مربع وكان المسعى بين الصفا والمروة منفصلاً عنه. وكان الساعون لا يتمكنوا النظر في الكعبة المشرفة خلال سعيهم ذلك لأن الدور المكدسة والدكاكين القديمة المتراصة كانت تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم.
فكان وجودها يعيق الناس أمام المشعر الحرام. وقد بلغت التوسعة الخارجية الجديدة سبعين ألف متر مسطح فصارت مساحة الحرم الشريف 105 آلاف متر مربع تتسع لعدد من المصلين يبلغ نصف مليون مصلي يشاهدون الكعبة الشريفة ويتراصون حولها من جوانبها الأربعة عند كل صلاة.
استكمال مراحل التطوير للمسجد الحرام:
لقد سمح هذا التعديل العظيم لجميع الساعين بين الصفا والمروة من رؤية الكعبة الشريفة خلال مسعاهم بعد أن جدد المسعى وأدخل في القسم الشرقي من المسجد الحرام، وأزيلت جميع الدكاكين والأبنية والمساكن التي كان وجودها متنافية مع قدسية هذا المشعر الحرام ويعيق الساعين بين الصفا والمروة، وأحاطت بالحرم الجديد الشوارع الواسعة والميادين الفسيحة والأماكن المخصصة لمواقف السيارات، ومجموعات من دورات المياه وأماكن الراحة بحيث تكون بعيدة عن المسجد.
حيث بنيت في الأماكن البعيدة عن المسجد المنشآت اللازمة لخدمة الحجاج والإشراف على راحتهم وخدمتهم. وهذه صورة أولية عن التصميمات الجديدة والتخطيطات الفنية في مشروع عمارة المسجد الحرام وزيادة مساحته، وهذه المواصفات من التوسعة قد شملت المسجد الحرام من جهاته الأريع وأحاطت بالمسجد الحرام بعد توسعته شوارع رئيسية بعرض 20 متراً من جميع الجهات.
حيث تم تصميمها في الجهات في جهاتها الأربع، في أربعة ميادين أساسية منها الميدان الذي يقع في القرب من جهة الصفا، وكان منزل الأرقم الأثرية في وسط الميدان. وتم إدخال المسعى في المسجد الحرام في مساحة تقدر تقريباً 260 متر من أصل 375 الطول الكامل للمسعى، والباقي 115 متر عيّن لإنشاء الحديقة. وتم وضع أبواب ونوافذ من الزجاج الكثيف ليقوم في حجز الصفا والمروة عن المسجد الحرام بحيث يتمكن الشخص من رؤية الكعبة بوضوح.
قدرت مساحة المسجد الحرام بناء على ما تم وصفه في الأخير 80 ألف متر مسطح، وتم بناء طابق أعلى فوق المساحة التي تم زيادتها حيث يصل 40 ألف متر مسطح، وبالنهاية قدرت مساحة المسجد الكلية بنحو 120 ألف متر مسطح. وأيضاً تم تصمم للمسجد أبواب مقابلة للأبواب السابقة التي تم تصميمها ووضعها حسب المخطط الهندسي.