في عام 1270 ميلادي خضعت التبت لحكم سلالة يوان المغولية والتي تعد أحد السلالة المغولية وقامت بالانفصال عنها عسكرياً وسياسياً، وقد بدأ حكم المغول فيها في عام 1240 ميلادي وذلك بعد أنّ قام ساكيا بانيتا بالسيطرة على الأمور السياسية والعسكرية في التبت واستمر حكمهم فيها حتى عام 1345 ميلادي.
التبت تحت حكم سلالة يوان
قامت الإمبراطورية المغولية بغزو التبت وذلك قبل أنّ يتم تأسيس سلالة يوان الحاكمة وكان الغزو المغولي الأول للتبت بقيادة الإمبراطور غودان خان والغزو الثاني كان بقيادة مونكو خان، وقد أدت تلك الغزوات غلى وقوع جميع أراضي التبت تحت حكم المغول وقام قوبلاي خان بضم تلك المناطق إلى مملكة يوان ولكنه لم يقوم بتغير النظام القضائي فيها، وتم تعيين دراغون فاغيا المعلم البوذي زعيماً في التبت.
على الرغم من أنّ التبت كانت خاضعة إدارياً تحت حكم مملكة يوان، إلا انّه كان للعلماء عدة أراء في ذلك واختلفت ما بين العلماء، حيث أنّ هناك بعض المصادر كانت تقول بأنّ أراضي التبت خضعت لحكم مملكة يوان بشكل مباشر وغير مباشر ومنهم من قال انّها كانت عبارة عن منطقة مستقلة بحكمها الذاتي، وتعد علاقة التبت بمملكة يوان شبيهة بعلاقة الإمبراطورية البريطانية بالراج البريطاني أثناء الاستعمار في الهند.
تم الذكر في الكتب المغولية عن فترة حكم مملكة يوان للتبت وعن القوانين التي تم اعتمادها في تلك الفترة، وقد كان هناك العديد من القوانين، حيث كان منها قوانين علمانية وبعضها الأخر يعتمد على الدين، ليؤدي ذلك في النهاية إلى قيام الدولة على قوانين الدين والعلمانية وجعل الدول تعتمد عليهما ولكل منهما وظيفته الخاصة في الدولة ويبقى أمر إدارة الدولة في يد الإمبراطور.
على الرغم من سيطرة مملكة يوان على التبتن إلا أنّها كانت تتمتع بالحكم الذاتي المختلف عن باقي الممالك الخاضعة لحكم مملكة يوان، على الرغم من أنّ أراضي التبت كانت مقسمة إدارياً وبشكل منفصل، إلا أنّها في النهاية كانت خاضعة لحكم مملكة يوان والتي كانت تتدخل فيها فقط في حال تعرضها للغزوات والعمل على حمايتها، وتعرضت التبت في عام 1277 ميلادي إلى غزو المغول من جديد واستمرت الغزوات المغولية عليهم حتى عام 1290 ميلادي.