التحليل البنائي في علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز

اقرأ في هذا المقال


التحليل البنائي في علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز:

يستخدم تالكوت بارسونز، أشهر علماء الاجتماع الأمركيين المعاصرين، مصطلح النسق الاجتماعي كمرادف لمصطلح البناء الاجتماعي، ويتضمن النسق أو البناء الاجتماعي، مجموعة من الأدوار الاجتماعية المترابطة، التي يقوم بها أفراد يكونون بمكانات معينة، ويتفاعلون لتحقيق أهدافهم ضمن إطار ثقافي من الاتفاقات المشتركة تحدد لهم ما هو شرعي ومقبول ومحبذ.
وطبق بارسونز فكرة النسق هذه في تحليل جميع مستويات الفعل الاجتماعي، سواء أكان ذلك على مستوى الفرد، أو مستوى الجماعات، أو مستوى المجتمع، فكل مستوى من هذه المستويات، يتضمن مجموعة من العناصر المترابطة المتساندة، والتي يتمتع كل عنصر منها بالرغم من ذلك باستقلالية نسبية، وتشكل هذه العناصر والارتباطات بينها بنية ذلك المستوى.
ويقوم كل عنصر بوظيفة محددة داخل هذا المستوى، أو مجموعة من الوظائف، يضمن لهذا المستوى التوازن الدينامي، وبذلك يكون تحليل بارسونز للنسق تحليلاً بنائياً ووظيفياً في الوقت ذاته.

المستويات الفرعية للفعل الاجتماعي ووظائفها عند تالكوت بارسونز:

قسم بارسونز المجتمع إلى أربعة مستويات فرعية رئيسية، وهي المستوى الثقافي، المستوى الاجتماعي، مستوى الشخصية، ومستوى الفرد البيولوجي، حيث تترتب هذه المستويات الأربعة بطريقة تعطي السيطرة للمستوى الثقافي، بينما تتبادل المستويات الأخرى علاقات التأثر والتأثير، فكل منها يؤثر على الآخر ويتأثر به.
وتقوم الثقافة بمهمة السيطرة والتوجيه داخل المستوى، فهي تطبع المستويات الأخرى بطابع محدد، وتوجه هذه المستويات وجهة معينة، أما المستوى الاجتماعي فيقوم بمهمة الدمج الاجتماعي، ويقوم مستوى الشخصية بمهمة تحقيق الهدف واﻹنجازات، بينما يقوم مستوى الفرد البيولوجي بمهمة التكيف وتزويد الفرد بالطاقة، وتشكل هذه المستويات الفرعية الأربعة في ترابطها وتساندها الكل المتكامل وهو المجتمع.
كما يستخدم بارسونز مصطلح الدور الاجتماعي بوصفه حلقة وصل بين الفرد والمستوى الاجتماعي، فالشخص يصبح عضواً في المجتمع من خلال شغله لمكانة، أو مكانات محددة في المجتمع، يحصل عليها عادة من خلال إنجازاته الشخصية، ومن خلال قيامه بالتالي بدوره، أو أدواره نتيجة لشغله هذه المكانات، حيث تؤدي مجموعة المكانات والأدوار هذه، دوراً أساسياً في استمرارية المستوى الاجتماعي، وقيامه بوظيفته في تحقيق الاندماج الاجتماعي.


شارك المقالة: