التحولات البنيوية والصراعات في الحركات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


إن عمليات التحوّل البنيوي في الحركات الاجتماعية، تسهم بوسائل كثيرة في إضعاف قواعد الصراعات الاجتماعية التقليدية، وظهورها مرة أخرى في الآونة الأخيرة في صور جديدة، حيث باتت إمكانية تكوين توصيف عالمي للصراعات الحديثة على هذا الأصل أكثر عرضة للجدل والنقاش.

التحولات البنيوية والصراعات في الحركات الاجتماعية

تدل مجموعة مختلفة من التحوّلات في الحركات الاجتماعية إلى وجود عنصرين مشتركين، الأول هو وجود زيادة واضحة في الأنشطة المرتبطة بالإنتاج المعرفي والمعالجة الرمزية، والثاني هو عنصر التماهي الكامن في الهيمنة على تلك الأنشطة كأحد المحاور الكبرى في الصراع، إن ظهور قطاع إداري خدمي متطور إنما يعكس في الواقع الأهمية المتنامية لمعالجة المعلومات في الميدان الاقتصادي، مقابلة بالأهمية التي يشغلها تحويل الموارد الطبيعية.

كما أن التوسّع نفسه في مجالات تدخل الدولة، والذي يؤدي إلى مضاعفة الهويات والمصالح التي تستند إلى السياسة، يزيد من الأهمية البالغة لدور أخذين القرار والإعلاميين الذين يمكنهم الدمج الفعال بين القضايا والقيم المختلفة.

أما العنصر الثاني، وهو عنصر التماهي الكامن فيتضمن في أن كثيراً من التغيرات الأخيرة قد أوجدت إمكانية لخلق صراعات تتجاوز الفروق التقليدية بين الميدانين الخاص والعام، والدليل على ذلك عديدة، منها التأثير الذي تزاوله أنماط محددة من المعرفة العلمية وأساليب محددة لتنظيمها على السلامة النفسية والجسمية للشخص.

على سبيل المثال في الأساليب العلاجية والخدمات الصحية، وفي المقابل قد يفكر الشخص في الأهمية العامة والجمعية للأداء الاستهلاكي الفردي وأنماط الحياة الفردية والتي كانت فيما مضى تنحى داخل دائرة الحياة الخاصة، أو ربما ينظر بعين الاعتبار، إلى أهمية الصفات التي تنتسب إليها كالعرق أو النوع في تنازعات ترتبط بتوسيع نطاق حقوق المواطنين ونيلها كاملة.

العمليات التي تدل على التنازعات غير المادية في الحركات الاجتماعية

تدل هذه العمليات في الحركات الاجتماعية إلى زاوية معينة من التنازعات غير المادية، ويتضمن دورها في الهيمنة على الموارد المنتجة للمعاني، والتي تعطي للأطراف الفاعلة التدخل ليس فحسب فيما يتصل ببيئتهم، بل فيما يتصل أيضاً بدائرة الحياة المختصة، وفوق ذلك فيما يتصل بالصلة بين هذين المستويين.

فبدلاً من أن تتخذ من السلطة الاقتصادية أو السياسية مقصداً تدور حوله، تنشغل التنازعات الاجتماعية المعاصرة، حسب هذه النظرة، بإنتاج المعلومات وتداولها، والشروط الاجتماعية للإنتاج والاستفادة من المعرفة العلمية، وإنشاء الرموز والنماذج الثقافية المعنية بتعريف الشخص والهويات الجمعية.


شارك المقالة: