التحولات التي طرأت على السياسة والمجتمع في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التحولات التي طرأت على السياسة والمجتمع في علم الاجتماع:

1- بدأ الفكر الاجتماعي السياسي يركز على التباين بين النظم السياسية والنظم المدنية، فالمجتمع المدني أصبح في نظر المفكرين السياسيين كياناً مستقلاً متميزاً يشتمل في داخله على النظام السياسي كأحد العناصر المكونة.ولقد ساهم في تطوير هذه التفرقة على أساس علمي علماء الاجتماع في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من أمثال سبنسر وباريتو ودوركايم وماكس فيبر.

2- بدأ الاهتمام باختلاف أنماط السلوك الفردي واختلاف التوجيهات التي تحكمه باختلاف النظام السياسي الاجتماعي واختلاف نظام حياة الأفراد أنفسهم، وترتب على ذلك إمكانية النظر إلى الأفراد لا على أنهم من طراز واحد، وانما على أنهم مختلفون من حيث التوجهات والالتزامات التي تحكم سلوكهم، وأن هذا الاختلاف لا يمكن أن يفسر في ضوء خضوع هؤلاء الأفراد لنظم اجتماعية وسياسية ذات طبيعة ميدانية، وترتب على ذلك ظهور الاعتقاد بأنه لا يوجد نظام سياسي اجتماعي كامل تماماً، وبالإمكان المقارنة بين النظم المختلفة وفقاً لدرجة توافقها مع أنماط مثالية، ولقد ساهم مفكرو العقد الاجتماعي من أمثال روسو ولوك في تدعيم هذه الفكرة كما ظهرت في أعمال فيرجسون وآدم سميث.

3- ترتب على ذلك أن إدراك الفكر السوسيولوجي مدى التنوع في أنماط النظم الاجتماعية والسياسية، ودرجة قبول النظم للتغيرات في ظل مواقف تاريخية معينة، ولقد استفاد تراث علم الاجتماع في هذه النقطة من أعمال أرسطو، ولكنه تجاوز أرسطو عندما نظر إلى هذا التنوع دون الخلط بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي مع الاهتمام بالعلاقات المتبادلة بين الأطر الثقافية ونمط النظام السياسي، وتفسير التغيرات التي تعتري النظام السياسي كأحد المكانيزمات الفاعلة في تنوع النظم السياسية.

4- اهتمت النظرية السوسيولوجية في السياسة بأهمية العوامل البيئية في التأثير على النظم السياسية على تنوعها، وقد أدت هذه التحولات إلى أن يهتم علم الاجتماع لا بالبحث عن الظروف الطبيعية للنظام الاجتماعي فقط، أي بالبحث عن الخصائص العامة للمجتمع العامة للمجتمع كحقيقة أخلاقية طبيعية، وإنما بالبحث أيضاً عن الظروف والميكانيزمات الداخلية للنظام الاجتماعي، ومدى تغيره أو استمراره في الوجود، وبدأ علماء الاجتماع في القرن التاسع عشر يتجهون ببحوثهم ودراساتهم نحو رصد التحولات التي طرأت على المجتمع الرأسمالي، وتغير نظمه الاجتماعية والسياسية على إثر تحوله من النظام الإقطاعي القديم إلى النظام الحديث.


شارك المقالة: