اقرأ في هذا المقال
- أهم مزايا وعيوب التخطيط الاجتماعي قصير المدى
- ما يتضمنه التخطيط الاجتماعي في تحديد الطموح والمجال الزمني للخطة
قد يأخذ المخططون إلى اﻷخذ بالتخطيط قصير المدى، كأداة للعمل على تضييق المدى الزمني، حتى يَلمس المواطنون النتائج السريعة للتخطيط الاجتماعي، ويقول بعض المفكرين إنَّ للتخطيط الاجتماعي قريب المدى له مزايا وعيوب.
أهم مزايا وعيوب التخطيط الاجتماعي قصير المدى:
- إنَّ اإنسان المحروم أو الجائع لا يستطيع الصبر على الحرمان مدة زمنية طويلة؛ مما يستدعي أن يكون التخطيط محدود أو قصير المدى كلما كان ذلك متيسراً.
- إنَّ البلاد المتخلفة اجتماعياً واقتصادياً، بالرغم من حاجتها للتخطيط بعيد المدى، فإنَّ درجة الوعي الثقافي والتخطيطي بها، يكون من التخلف بصورة تحول دون نجاح هذا النوع من التخطيط.
- كثيراً ما يقع القادة تحت ضغط التيارات الشعبية المتطلعة إلى إصلاح عاجل فيأخذون بالتخطيط قصير المدى، حتى يفوزوا بالتأييد الشعبي.
- التخطيط قصير المدى هو بمثابة مُسكّن وقتي أو علاج ظاهري؛ ﻷنه غالباً لا يتعمق وراء الجذور الحقيقية للمشاكل التي يواجهها المجتمع.
ولهذا تأخذ البلاد المُتطلعة لنمو اقتصادي واجتماعي، بسياسة مزدوجة للتخطيط بعيد المدى وقريب المدى في نفس الوقت، أي إعداد خطة بنَّاءة بعيدة المدى وأخرى علاجية قريبة للإصلاح السريع، يمكن بواسطتها مواجهة المطالب الشعبية وتلبية الحاجات العاجلة. - يعتبر التخطيط قصير المدى فرصة لإعداد للتخطيط بعيد المدى، إذ تساعد اﻷخطاء ونواحي النقص التي قد تظهر في الخطة القصيرة على تلافيها أو التخفيف منها في الخطة البعيدة، وبهذا يقوم التخطيط على مبدأ الانتشار والتوسع.
- يستلزم التخطيط بعيد المدى إمكانيات مادية، قد لا تستطيع ميزانية الدولة تحمّلها طوال مدة الخطة، ومهما كان نوع الخطة، فإنَّ الذي يتحكم في طول المدى أو قصره عوامل موضوعية تتصل بطبيعة المسائل موضوع التخطيط، وبنطاق الخطة، وظروف المجتمع وأوضاعه ونظمه، لا نستطيع تحديد المدى الزمني للخطة إلا بعد دراسة تفصيلية للمجتمع، موضوع التخطيط، في وضعية “الديناميكي والأستاتيكي”.
ما يتضمنه التخطيط الاجتماعي في تحديد الطموح والمجال الزمني للخطة:
- التطور التاريخي للمجتمع: من المهم الوقوف على الظروف التي ظهر فيها المجتمع إلى الوجود، وتتبع أقدم الجماعات التي ظهرت فيه، والتعرف على الجماعات التي نزحت عنه، وأسباب هذا النزوح، واﻵثار التي تركها في المجتمع المحلي.
كما أنَّه يدعو إلى معرفة التغيرات التي حدثت في التنظيم الصناعي والصناعات التي أنشئت ولماذا أنشئت، إلى جانب الوقوف على التطور في ظروف اﻹسكان، وأثرها في حالة المواصلات والحالة الصحية. - درجة انعزال أو اتصال المجتمع بالمحيط الخارجي: والانعزال هنا الانعزال الداخلي والخارجي، فالانعزال الداخلي ينشأ عن وجود حواجز دينية، ويؤثر هذا الانعزال في تحديد المجال الزمني للخطة.
فاحتمال وجود حالات من الصدّ المستتر أو المكشوف، واحتمال قيام الصراع الاجتماعي بين الجماعات المختلفة بالمجتمع له أثره في تحديد درجة التعاون المُنتظر لنجاح تخطيط إنشائي طويل المدى.
أما الانعزال الخارجي فمعناه وجود حواجز مادية وثقافية جامدة مما يحول دون تأدية وسائل الاتصال، كالتلفزيون أو الصحف وغيرها، ودورها في تنمية الوعي التخطيطي بسهولة.
ومن المهم معرفة الاتصالات التي يقيمها المجتمع مع غيره من المجتمعات المجاورة، وأثرها في تماسك الجماعات الداخلية، وفي الاتجاهات والقيم والثقافة العامة.
والوقوف على التأثير الذي أحدثه هذا الاتصال، إلى أي مدى تحطم هذه الاتصالات الترابط الاجتماعي في المجتمع، وإلى أي حدّ تساعد على تنمية الابتكار والطموح وتنمية الشخصية الفردية. - النمط الاقتصادي السائد: إنَّ النظام الاقتصادي السائد في المجتمع يؤثر في البنيان الاجتماعي ويتأثر بنوع الحياة الاجتماعية الداخلية في هذا المجتمع، فتقدير المجال الزمني للخطة يستلزم وقوف الباحث على توزيع المراكز الاقتصادية في المجتمع.
ويتعرف على الخصائص المميزة للمراكز الصناعية والتجارية، وأثرها في المراكز السكنية والترويحية والدينية والتعليمية والصحية وغيرها إلى جانب علاقة هذه المراكز بنوع الحياة الاجتماعية السائدة في المجتمع. - الخصائص الديموغرافية: إنَّ تحديد المجال الزمني للخطة يستند على إدراك السِمات الديموغرافية للمجتمع، لا من حيث التوزيع السكاني حسب النوع أو السن أو المهنة، وإنما من حيث العلاقة بين السِمات الديموغرافية السابقة، ونوع الحياة السائدة في المنطقة.
- تحركات السكان: وتتضمن كل ما يتعلق بالهجرات الداخلية والخارجية وأسبابها، ومن المعروف أنَّ تحركات السكان ترتبط بحالة عدم الاستقرار في الحياة المحلية. لهذا تعتبر الزيادة في معدل تحركات السكان دليلاً على وجود تغيير واضح في نوع الحياة في المجتمع؛ فهذه التحركات تعني وجود قوى جديدة أو أفكار جديدة، وتنظيمات جديدة تعمل على الظهور أو الاختفاء من المجتمع.
فعند تحديد المجال الزمني للخطة، على المخطط أن يأخذ في اعتباره اتجاه هذه التحركات وآثارها الاجتماعية والاقتصادية، والمشكلات الناتجة عنها، وكيفية مواجهتها، وأثر ذلك في نجاح أو فشل التخطيط طويل اﻷمد.
