يواجه علماء الاجتماع في الأغلب مشكلة متعلقة بالظواهر الاجتماعية تبعاً لشكل وطبيعة هذه الظواهر، ويواجهون مشكلة في النظرة المحدودة للمعرفة المتعلقة بالظاهرة الاجتماعية.
كما أن الباحث أو الدارس الاجتماعي لديه نظرة شخصية، تؤثر على الموضوعية العلمية، كما أن الظاهرة الاجتماعية من سماتها التغيير المستمر.
حيث يرى العلماء من وجهة نظرهم أن الظاهرة الاجتماعية لا توجد في الغالب في شكل ثابت ونقي ولها خصائص ثابتة ومطلقة مما يولد مشكلة لدى الباحث، وهي توجد على الأغلب في واقع عملي يتجه أو يقترب من النماذج والأشكال المثالية والصور النمطية المعروفة.
المقارنة بين المجتمع الريفي والحضري:
تَعتَبر الإحصاءات الأمريكية أن المجتمع الريفي هو المجتمع التي يكون فيها عدد التجمعات السكانية فيها أقل من 2500 نسمة.
ولكن عند استخدام مصطلح المجتمع الريفي يجب الأخذ بعين الاعتبار أمرين مهمين هما:
1- أن كل ما يتعلق بالمجتمع الريفي بالمقارنة مع المجتمع الحضري هو في تغير نسبي بشكل مستمر، حيث يقل التمييز النسبي بينهما أكثر كلما اتجهت المجتمعات نحو التصنيع.
2- يجب الإشارة إلى أن مصطلح المجتمعات الريفية في أمريكا يصعب وصفها بشكل عام وإنما تتمتع بصفات عامة للمجتمع الريفي تطبق عليه في كل زمان ومكان.
كما يجب على علماء الاجتماع الريفي النظر إلى المشاكل المتعلقة بالتنظيم الاجتماعي الريفي في مجال الثقافة المحلية والموقف الاجتماعي.
وبالتالي فإن إطلاق الحكم على مجتمع معين إن كان ريفي أو حضري يختلف من مجتمع إلى آخر، أو من عالم إلى آخر مثال: يرى زيمر مان وسوركين أن المجتمع الريفي بطبيعة الحال مرتبط بشكل كامل بمهنة الزراعة، حيث يريان أن الأساس في المجتمع الريفي مرتبط بشكل وثيق بالإنتاج الزراعي والحيواني.
كما يريان أن الزراعة تمثل المعيار الأساسي للتمييز بين المجتمعات الريفية والحضرية، كما يستعملان “زيمرمان وسوركين” معيار آخر في التمييز بين المجتمعات الريفية والحضرية، ولكنها ترتبط مع الزراعة هو حجم سكان المجتمع والكثافة السكانية والتدرج الطبقي والتمايز الاجتماعي والانتقال المكاني، والبيئة وطبيعة العلاقات بين الأفراد والتفاعل بينهم في داخل المجتمع.
ومن وجهة نظر “لويس ويرث” أن المعيار الذي يمكن اتباعه للتمييز بين المجتمع الريفي والمجتمع الحضري هو معيار يعتمد على الخصائص الديموغرافية حيث يرى أن المجتمعات الحضرية تتكون من جماعات كبيرة العدد والحجم والكثافة السكانية فيه عالية كما أنَّ الأدوار التي يقوم بها الأفراد في المجتمع تحدد شكله.