تعدُّ الظاهرة المشينة للتسول أحد الظواهر الاجتماعية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث يلجأ البعض إلى التسول للحصول على النقود والدعم المادي، يُعاني المتسولون غالبًا من ظروف معيشية صعبة وفقر مدقع، مما يجعلهم يبحثون عن سبل لكسب لقمة العيش بأي وسيلة، إلا أن هناك علاقة مرتبطة بين التسول والإدمان على المخدرات والكحول، حيث يجد بعض الأشخاص في التسول منفذًا للهروب من واقعهم المأساوي ومعاناتهم اليومية.
علاقة التسول بالإدمان
يعتبر الإدمان على المخدرات والكحول مشكلة صحية واجتماعية خطيرة تؤثر على الأفراد والمجتمعات بشكل كبير، ومن المعروف أن الإدمان يعكر النظر ويؤثر على الوظائف العقلية والجسدية للفرد، مما يؤدي إلى تدهور وضياع الحياة الاجتماعية والعائلية والمهنية للمدمنين، يعتبر التسول، في العديد من الحالات، بدايةً لمسار التدهور الاجتماعي والصحي للأفراد الذين ينخرطون فيه.
التسول قد يعتبر مصدرًا للدخل للأفراد المدمنين، حيث يستخدمون المال المحصل من التسول لشراء المخدرات والكحول التي تتسبب في الإدمان، هذا الدور التدميري للتسول يؤدي إلى دوامة من التكرار الخطير، حيث يستدرج الإدمان الفرد لمزيد من التسول لتلبية حاجياته المستمرة للمخدرات والكحول، بالتالي يُصبح التسول والإدمان في هذه الحالة نوعًا من الدوامة الخطيرة التي يصعب الخروج منها.
تتطلب مكافحة ظاهرتي التسول والإدمان جهودًا مشتركة من المجتمع والجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، يجب على المجتمع أن يبذل جهودًا في توفير الفرص العملية والتعليم والرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر ضعفًا، كما يتطلب مكافحة الإدمان توفير العلاج والدعم النفسي والطبي للأفراد المدمنين، لمساعدتهم على التغلب على الإدمان والاندماج مجددًا في المجتمع بشكل صحي.
في الختام يجب على المجتمع أن يتحد في مكافحة التسول والإدمان على المخدرات والكحول، بتوفير الدعم والمساعدة للأفراد الذين يعانون من هذه الظواهر المدمرة، علينا أن نتذكر أن خلف كل متسول قد يكون إنسان يعاني ويحتاج إلى مساعدة للخروج من دوامة الفقر والإدمان، لنعيد لهم الأمل والفرصة لبناء حياة أفضل وأكثر إنسانية.