التصورات السوسيولوجية لسيرورة الحضارة عند نوربيرت إلياس في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التصورات السوسيولوجية لسيرورة الحضارة عند نوربيرت إلياس في علم الاجتماع:

يتحدث نوربيرت إلياس عن كتابه حول سيرورة الحضارة، الذي أقره في عام 1939م، إلى ثلاثة فئات وهي حضارة آداب الفعل، ودينامية العرب، ومجتمع البلاط، ومن ثم فهو يعني بتطور البنيات النفسية والذهنية والوجدانية عند الأفراد والجماعات، في علاقة متجانسة ومطابقة مع تطور البنيات السياسية والمجتمعية.

فهو يسعى في كتابه حول سيرورة الحضارة، من علم الاجتماع التاريخي والنفسي، فهو لا يأخذ مقصود الحضارة بتقديرات أوزوالد شبنغلز، بل يتعلم الحضارة في أوروبا الغربية بدون إيمائيات بنّائه أو غير بنّائه، وبذلك فهو يستند على علم الاجتماع العام تجعل البشرية إطاراً عاماً لها، فهو يجعل من الحضارة الغربية موضوعاً للتفكيك السوسيولوجي.

لذلك يركز الباحث بحضارة القيم في الغرب استناداً على النبش التاريخي والسوسيولوجي، بارتقاب آداب الفعل في الحضارة الغربية، بدءً من الفترة الوسطى إلى غاية القرن العشرين أي إلى إقرار هذا الكتاب في ثلاثينيات القرن الماضي، ومن هنا فغاية هذا الكتاب هو تفسير الحضارة الغربية، بالاهتمام بالعوامل الاجتماعية في زمان ومكان محددين، كدراسة الفترة الفروسية، والفترة البورجوازية.

يتعقب نوربيرت إلياس آداب الفعل في أوروبا الغربية من وقت ﻵخر، ومن موقع إلى آخر، مستنداً على علم الاجتماع العام، وتتضمن المقارنة كالتي صفقها بين فرنسا وألمانيا على صعيد المعرفة والحضارة، أو الاستناد على التاريخ من أجل تعقب هذه القيم في مراحلها الزمنية، واللجوء إلى علم النفس لدراسة سلسلة من التعاملات الجنسية والعاطفية والوجدانية والجسدية والانفعالية.

ومن ثم يتتبع الباحث سلوك العري الذي كان معياراً معروفاً في ألمانيا في القرن السادس عشر الميلادي، إذ كانت العائلات يخرجن عارية في ذهابها إلى الحمام العمومي، رجالاً ونساءً وصغاراً، أو التركيز على كيفية استخدام الجسد وعرضه، والتركيز على آداب الطاولة التي كانت فيها الآداب في غاية الليونة والبساطة، وليست معقدة كما هو الحال في عصرنا هذا، إذ كان الرجال لا يستعملون أصابعهم الثلاثة عندما يتناولون قطعة لحم من الأطباق، بل كانت تلك الأطباق تمسح بأكمام من يجلس نحوهم.

فقد بيّنت هذه التصرفات في يومنا هذا عبارة عن استهزاء وسخرية، علاوة على ذلك لم تستخدم شوكة الطعام إلا في القرن الحادي عشر من قبل حاكم فينيسيا، وقد اعترف رجال الدين بهذا التصرف، بين أن هنري الثالث استخدمها بشكل عادي في بلاطه.


شارك المقالة: