التصور المنهجي عند فلفريدو باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التصور المنهجي عند فلفريدو باريتو في علم الاجتماع:

يعد فلفريدو باريتو من أقطاب الوضعية الجديدة والحديثة في النظرية الاجتماعية، لعل أهمية آرائه تعود إلى محاولته أن يقيم منهجاً للبحث، يجري على قوانين رياضية، وكذلك إلى عكوفه على الحقائق التاريخية المتشعبة والمتفرعة، واستخراج باريتو للأصول وللقواعد التي يمكن أن نفسر ونوضح بها هذه الحقائق.

ويعني هذا أن فلفريدو باريتو قد استعان والتجئ بالرياضيات والفيزياء والإحصاء والعلوم الطبيعية في دراسة ومعرفة الظواهر المجتمعية والسياسية والاقتصادية، وذلك بهدف نظريات علمية مجردة واصفة لما هو واقعي وحقيقي وتجريبي، علاوة على ذلك، يعني كثيراً بالتجربة الحسية، والتجريب الاختباري، والتنظير الواصف للظواهر، لذا يميز فلفريدو باريتو بين الحقيقة والمنفعة أو بين القيمة العلمية لنظرية ما وقيمتها الاجتماعية أو الواقعية، بل إن هناك من النظريات العلمية ما يهدد ويقلق العلاقات الاجتماعية بأشد الخطر ولهذا يفرق ويميز بين الحقيقة والمنفعة.

ويرفض فلفريدو باريتو كل النظريات والمناهج التي تعلم الظواهر الاجتماعية من جانب واحد فقط، وكذلك التي تحاول أن تجعل من ظاهرة معينة الأصل في كل الظواهر، حيث قرر فلفريدو باريتو أن الظواهر الاجتماعية متعاضدة ومتساندة تسانداً وظيفياً، فكل ظاهرة تؤدي دوراً معيناً يؤثر في الدور الذي تقوم به الأخرى، ومن سلسلة هذه الوظائف والأدوار يخلق ويكون الشكل الكامل الذي يكون عليه النظام الاجتماعي.

الخطوات الإجرائية التي يستند إليها المنهج السوسيولوجي:

ويرى فلفريدو باريتو أن تعقد الظواهر يعود إلى تدخل وظائفها، واعتماد بعضها على البعض الآخر، وعليه يستند المنهج السوسيولوجي عند فلفريدو باريتو على الخطوات الإجرائية التالية:

1- التفريق بين ما هو علمي وغير علمي، باستعمال الملاحظة والتجريب والتجربة.

2- مقاربة الظواهر الاجتماعية مقاربة كلية وشمولية ووظيفية، على أصل أن هذه الظواهر متكاتفة ومتعاضدة وظيفياً.

3- البحث عن العناصر والمسائل والقضايا المشتركة بين أفراد المجتمع في مختلف الحقبة الزمنية والمكانية، وبالأخص في المسائل المرتقبة بالملاحظة الحسية، واستخدام منهج المقارنة العامة.

4- استخدام المناهج الرياضية والإحصائية الكمية، لتحصيل الوقائع العلمية اليقينية عوضاً عن استعمال المناهج الكيفية.

وعليه يتبنى ويتخذ فلفريدو باريتو في دراسته للظواهر الاجتماعية، منهجاً علمياً استقرائياً لتحصيل النتائج والتثبيت منها منطقياً وبرهانياً.


شارك المقالة: