فرض مفهوم التضخم الحضري نفسه على علماء الاجتماع المتخصصين في علم الاجتماع الحضري والمهتمين في الدراسات الحضرية.
عوامل التضخم الحضري:
إنَّ الارتفاع المتزايد والسريع في معدلات النمو الحضري قد أدى إلى وجود أنواع جديدة من المشاكل ومنها مشكلة التضخم الحضري، والتي أصبحت واضحة المعالم وتمثل أهم وأخطر المشكلات التي تواجهها المدن في البلدان والمجتمعات النامية وبشكل خاص العواصم.
حيث أنّ هناك مجموعة من العوامل البنائية التي تُعَد مسؤولة بشكل أساسي عن مشكلة التضخم الحضري ومن هذه العوامل:
عدم القدرة الاقتصادية والإنتاجية في المدن في تلك البلدان والمجتمعات النامية على استيعاب وتوفير الأيدي العاملة المتزايدة بشكل مستمر، وهذا بالإضافة إلى أنَّ نسبة كبيرة من السكان المهاجرين يتركزون في مدينة واحدة وهي العاصمة وتُمثّل أكبر مدينة في البلد، كما أنَّ هناك مظاهر جديدة تعبر عن مشكلة التضخم الحضري في المجتمعات النامية منها ارتفاع وازدياد معدلات الفقر الحضري والفقراء الحضريين وارتفاع معدلات البطالة في المجتمع الحضري وانتشار أنماط السكن الحضري الفقير، وبشكل خاص في المستوطنات العشوائية أو الأحياء الفقيرة.
كما ارتفعت معدلات الجريمة والسلوك المنحرف بأشكالها المتعددة والمختلفة مثل: السرقة والتسول والتشرد والمخدرات والأحداث المنحرفون وأطفال الشوارع والكثير من الأنواع الأخرى.
هذا بالإضافة إلى وجود أنواع من التداخل في المباني المتباينة والمختلفة من حيث التخطيط والبناء، والشكل التي تعكس أشكال التشوه الحضري.
هناك مشاكل بيئية والتي أصبحت واضحة وتُعَد من أخطر المشاكل الحضرية التي تعاني منها البنية الحضرية في البلدان أو المجتمعات النامية، والهجرة الريفية الحضرية والزيادة الطبيعية لسكان المناطق الحضرية تُعَد من أهم العوامل والأسباب التي تُشكّل ظاهرة التضخم الحضري.
هناك عوامل أخرى متعلقة في برامج وسياسات التخطيط والتنمية الحضرية، والتي تمثل التحيز الحضري أو المركزية الحضرية من قبل الحكومات والسلطات المحلية المسؤولة عن وضع الخطط التنموية والبرامج التنموية، وهذا الأمر أدى إلى زيادة الفجوة بين المدن والعواصم والأقاليم الأخرى الريفية والحضرية.
كما أنَّ عوامل الطرد الريفي وعوامل الجذب الحضاري خلقت المشكلة الحضرية وما تعكسه من مشكلات اجتماعية أخرى، حيث أصبحت تهدد البناء الحضري بصفة خاصة والبنية القومية بشكل عام على مستوى المجتمعات والبلدان النامية.