التعليم المتوسط والثانوي في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


التعليم المتوسط:

يدخل الطلاب في هذه المرحلة مرحلة جديدة من مراحل النمو، وهي تختلف كثيراً عن الذي قبلها في التعليم الابتدائي وتتميز بتغيرات جسمية وعقلية ووجدانية حيث يقف الطالب على بداية مرحلة الرجولة، لذلك فقد حرصت الوزارة على تنويع هذه المرحلة بطريقة من شأنها أن تتيح الفرصة لكل نوع من أنواع القدرات لديهم.

وقد بدأ التعليم المتوسط الرسمي في المملكة منذ أن أنشأت أول مدرسة ثانوية بها عام 1346/ 1928 ميلادي،  ثم المعهد العلمي السعودي، ثم ثانوية تجهيز البعثات في مدينة مكة عام 1309/ 1934 ميلادي، حيث كانت المرحلة المتوسطة تمثل السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الثانوية وتعد طرفاً منها. وكانت مدة الدراسة في المرحلة الثانوية ست سنوات يلتحق بها الطالب بعد حصوله على شهادة استكمال الدراسة الابتدائية وفي نهاية السنة الثالثة تعقد الوزارة امتحان عاماً لشهادة الكفاءة الثانوية التي يلتحق الطالب بعدها بالسنة الرابعة الثانوية.

وفي السنة الخامسة تنقسم الدراسة إلى العديد من الشعب قدر عددهم ثلاث شعب (شعبة الآداب، شعبة العلوم، شعبة الرياضة فيتخصص الطالب لمدة سنتين في إحدى هذه الشعب، يؤدي بعدها امتحان عاماً فيحصل بعد نجاحه فيه على شهادة إتمام الدراسة الثانوية). لكن ابتداء من عام 1378/ 1958 ميلادي قسمت المرحلة الثانوية إلى مرحلتين هما المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية ومدة الدراسة في كل منهما ثلاث سنوات.

وكانت هذه هي بداية نشوء المرحلة المتوسطة المستقلة بمفردها، حيث يمنح الطالب في نهايتها شهادة الكفاءة المتوسط. وقامت وزارة المعارف في عام 1990/ 1380 ميلادي بتجربة لتأسيس المتوسطات النموذجية في مدرستين إحداهما في الرياض والأخرى في الدمام، حيث تم الزيادة إلى المنهج العام للمرحلة المتوسطة بعض من التطبيق العلمي والثقافي والمهني مع زيادة ساعات المكوث في المدرسة.

كما أدخل مبدأ الاختيار للطالب حسب ميوله ورغبات سواء كانت تجارية أو صناعية لتنمية مواهبهم وقدراتهم والعمل على زيادة الخطة الدراسية إلى (40) حصصاً أسبوعياً وهذه الزيادة للمواد الاختيارية والنشاطات المختلفة والعديدة، ولهذه المدارس قاعدة خاصة تسعى إلى إدخال الثقافة المهنية والتطبيق العلمي، حيث قدرة مدة الدراسة في المتوسطات النموذجية ثلاث سنوات وشهادتها تعادل شهادة الكفاءة المتوسطة العامة.

خطط الدراسة والمنهج:

يدرس الطالب في هذه المرحلة العديد من المواد شاملة  العلوم الدينية من (توحيد، فقه، حديث تفسير) كما يدرس الطالب اللغة العربية وآدابها، والرياضة وأقسامها (الحساب والهندسة والجبر والرسم البياني والميكانيكا)، ويدرس العلوم وفروعها الطبيعية والكيميائية، والنبات والحيوان وكذلك المواد الاجتماعية: التاريخ والجغرافيا وعلم النفس واللغات الأجنبية والتربية الفنية والتربية الرياضية.

وقد أولت الوزارة على الزيادة من حصص المواد الدينية في جداول الطلاب وعلى التعديل المستمر لخططها ومناهجها حسب مستلزمات العصر، حيث قررت في عام 1378/ 1958 ميلادي إدخال بعض التعديلات حيث تدرس العلوم الاجتماعية في الصف الأول والصفوف الأدبية فقط، إضافة إلى إدخال مادة علم النفس للصفوف الأدبية ومادة الرسم تدخل فقط في الصف الأول المتوسط.

وفي عام 1383/ 1992 ميلادي قررت الوزارة قراراً في تدريس مادة الرسم الهندسي على السنة الأولى المتوسطة، حيث عين لها في الأسبوع حصتان إحداهما أخذت من مادة التربية الفنية والأخرى أضيفت إلى الخطة الدراسية. واستمرت التعديلات بالزيادة والنقصان وبإضافة مادة واحدة أو مواد وتقليل عدد الحصص أو زيادتها، فأدخلت الكثير من التعديلات في السنوات التالية.

ويدرس أيضاً العديد من المواد منها العلوم وفروعها الطبيعية والكيميائية والنبات والحيوان، كذلك المواد الاجتماعية: التاريخ والجغرافيا وعلم النفس واللغات الأجنبية والتربية الفنية والتربية الرياضية. وقد حرصت الوزارة على الزيادة من حصص المواد الدينية في الجدول وعلى التعديل المستمر لخططها ومناهجها حسب متطلبات العصر، حيث قررت في عام 1378/ 1958 ميلادي إدخال بعض التعديلات حيث تدرس العلوم الاجتماعية في الصف الأول والصفوف الأدبية فقط، إضافة إلى إدخال مادة علم النفس للصفوف الأدبية ومادة الرسم تدخل فقط في الصف الأول المتوسط.

نلاحظ  ذلك التطور في المدارس حيث زاد عددها من 10 إلى 82 مدرسة. والفصول: ارتفع عددها مع ارتفاع عدد المدارس فوصلت إلى حوالي 491 فصلاً. والطلاب زاد عددهم من 1997  إلى 1930 طالباً. والمعلمون زاد عددهم من 179 إلى 873 معلماً.

هذه الإحصائية تمثل  كلا المرحلتين المرحلة المتوسطة والثانوية قبل فصلها وبعد الفصل فمنذ عام 1378/ 1958 ميلادي، فصلت المرحلتان المتوسطة والثانوية عن بعضهما، لتصبح لكل منهم إدارة مستقلة بها وهما إدارة التعليم المتوسط وإدارة التعليم الثانوي، وبسبب لهذا التطور الكبير في السلم التعليمي كان واجب على الدولة أن توجه كل اهتمامها لجذب هذه الأعداد في بداية مرحلة الانفصال بين المدارس المتوسطة والثانوية، حيث تشاركت بعضها في المبني والإدارة حتى تهيئ لها الدولة الإمكانيات ولذلك زادت حاجتها إلى طلب معلمين مهرةً لمواجهة النمو والتطور.

والإحصائيات توضع الأعداد اللازمة التي كانت الدولة بحاجتها من المدرسين والإداريين والخدم لمواجهة هذا التطور والتقدم في المدارس المتوسطة. وهذا حسب الخطة الخمسية التي وضعتها الدولة منذ عام 1280/ 1990 ميلادي ونتيجة لسياسة موضوعة ومحددة وأهداف واضحة تهدف إلى نشر التعليم المتوسط في مجموعة من القرى والمدن حسب حاجة البلاد وكان نتيجة ذلك طبيعية لانتشار التعليم الابتدائي في جميع أنحاء المملكة. والهدف من ذلك كله هو رفع مستوى الطلاب الثقافي وتنمية قدراتهم ومواهبهم إلى أقصى حد تستطيع أن تصل إليه.

التعليم الثانوي:

ينتقل الطالب بعد نجاحه في امتحان شهادة المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية. وقد كانت البداية  الصحيحة والحقيقية للتعليم الثانوي في المعنى الحديث الذي  يتركز هدفه في فتح المجال أمام الطالب لاستكمال دراسته الجامعية يرجع ذلك إلى عام 1355/ 1935 ميلادي، عندما افتتحت مدرسة (تحضير البعثات) في مكة المكرمة وما طابقها من المدارس بهدف إعداد الطلبة للالتحاق بالكليات الجامعية، حيث قدرة مدة الدراسة بها ثلاث سنوات، ويشترط للقبول فيها أن يكون الطالب حاملاً لشهادة المعهد العلمي السعودي أو ما يشابهها، وأن يكون سعودياً وأن يتعهد في الالتزام في نظام البعثات

وفي عام 1364/ 1944 ميلادي زادت مدة الدراسة في التعليم الثانوي إلى خمس سنوات على مرحلتين هما مرحلة الكفاءة والثانوية، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات والمرحلة الثانوية ومدة الدراسة فيها عامان.

بدايات التعليم الثانوي:

مدرسة تجهيز البعثات، كان صاحب تلك الفكرة هو السيد طاهر الدباغ الذي كان مدير المعارف في عام 1300/ 1930 ميلادي ويعود سبب تأسيس هذه المدرسة إلى أن مديرية المعارف منذ عام 1347/ 1927 ميلادي ركزت إلى إرسال الطلبة لمتابعة دراستهم في الخارج وقد واجه هؤلاء الطلبة  تحديات متعددة في تلك الجامعات بسبب اختلاف المناهج بين الدول ولذلك أسست الدولة هذه المدرسة في مكة لتتيح للطالب الالتحاق بالجامعات.

وفي عام 1372 هجري افتتح قسم المدرسة تحضير البعثات في مدينة الرياض. وكان أول من تولاها هو الأستاذ أحمد العربي، وفي عام 1358/ 1945 ميلادي أصبح لها وللمعهد السعودي إدارة واحدة، واستمر أحمد العربي مديراً لمدرسة البعثات حتى عام 1369/ 1949 ميلادي، حيث تولی  من بعده إبراهيم النوري.

كانت فترة الدراسة بها ثلاث سنوات من بينها سنة إعدادية ويشترط للقبول فيها أن يكون المتقدم سعودياً، حاصلاً على شهادة المعهد العلمي السعودي أو ما يقابلها. وفي عام 1395/ 1945 ميلادي تم إضافة بعض التعديلات على نظام الدراسة، فأصبحت الدراسة فيها  مدة تقدر في ست سنوات بعد أخذ الشهادة الابتدائية مباشرة، وبذلك تكون مدرسة ثانوية.

ثم جعل التخصص بعد السنة الأولى من المرحلة الثانوية، بحيث يتوجه الطالب بعدها وحسب اختياره للقسم العلمي أو الأدبي الذي يريد وكذلك تطورت المدرسة في عام 1378/ 1958 ميلادي، حيث أصبح لكل مرحلة شهادة خاصة بها. وظلت وزارة المعارف تشرف على البعثات إلى أن تأسست وزارة التعليم العالي.

أما مدرسة تجهيز البعثات فقد استمرت قائمة إلى ما يقرب من 17 عاماً منذ تأسيسها حتى تحولت إلى مدرسة ثانوية باسم مدرسة الملك عبد العزيز الثانوية في مكة عام 1374/ 1954 ميلادي وقد خرجت هذه المدرسة كثير من  الأجيال ورجال العلم والفكر في المملكة كان منهم أحمد الجاسر وأحمد جمجوم وحسن نصيف وعبدالله الدباغ وغيرهم.

مدرسة دار التوحيد بالطائف:

تأسّست في عام 1394/ 1945 ميلادي وقد أطلق على هذه المدرسة في البداية اسم مدرسة القضاء، لكن جلالة الملك عبد العزيز غير اسمها وأطلق عليها اسم دار التوحي وكان هدفها هو تأهيل قضاة للمحاكم ومدرسين للعلوم الإسلامية، وكذلك من أهدافها تأهيل الطلاب للالتحاق بمرحلة دراسية أعلى وهي كلية الشريعة بمكة المكرمة التي افتتحت بعد تخرج الطلبة من دار التوحيد.

طلب إلى محمد البيطار في إنشاء المدرسة، فوضع مناهجها وقواعدها وعهد إليه  في القيام في إدارتها فطلب إليها مدرسين مهرةً من الأزهر. ثم تولى إدارتها بعده في عام 1397/ 1947 ميلادي الشيخ محمد بن مانع بالإضافة إلى عمله مديراً للمعارف في ذلك الوقت، وهذا يشير على اهتمام المديرية بهذه المدرسة وقد قام ببعض الإصلاحات والتحديثات في منهج المدرسة ونظامها، فوضع لها منهجاً مشابهاً لمنهج المعهد العلمي السعودي في مكة.

وفي عام 1379/ 1959 ميلادي  تم ألغي القسم الداخلي للمدرسة؛ وذلك لما يحققه إلغائه من مصلحة علمية ومادية ومنذ تأسيس المدرسة حتى عام 1381/ 1991 ميلادي كانت الدراسة فيها لمدة خمس سنوات يوجه الطالب إلى دراسة مواد الدين الإسلامي واللغة العربية والتفسير والحديث والفرائض والتجويد والنحو والأدب والبلاغة والحساب والتاريخ، إلى جانب ذلك اهتمت المدرسة ببعض الأنشطة لمتصفة في غير المنهجية مثل النشاط الكشفي، وأهمها الالتحاق إلى معسكر الكشافة الذي يقام أيام الحج.


شارك المقالة: