من أين يبدأ التغير الاجتماعي الإيجابي؟

اقرأ في هذا المقال


التغير هو علامة على الإنسانية، جميع الأفراد يتغيرون في كل لحظة وفي كل حدث، وما يتم رؤيته وسماعه والأشياء التي يتم الالتقاء بها والأشخاص الذين نلتقي بهم والتجارب الماضية وتجربة العقبات والأشياء التي اكتسبها الفرد من المعرفة والخبرة على حد سواء جميعها تغير اجتماعي، والتغير هو عملية ديناميكية مستمرة دائمة.

التغير الاجتماعي الإيجابي:

قد يكون استعداد البشر للتغير مختلف من شخص إلى آخر، فلا يوجد تغير واضح ويؤثر العمر أيضًا على عملية التغير، فمع تقدم الفرد في السن يصبح مقاوم للتغير تصبح القوة المعارضة للتغير قوية جداً، كما قال أحد المفكرين فهذه قاعدة عامة مع العديد من الظواهر الشاذة.

التغير المقصود هو التغير الإيجابي فهو عبارة عن سلسلة من الإجراءات التي تمكن الأفراد من الوصول إلى مستوى أعلى في جانب واحد أو آخر من جوانب الحياة المختلفة.

يعتقد ويليام جلاسر في نظريته “أسس الإرشاد الواقعي” أن الدافع الأهم هو جهوده لتلبية احتياجات الأفراد وإثبات جهودهم، لذلك يجب أن يعرف الفرد أسس التغير الإيجابي من أجل الحصول على الفوائد والتغيرات الأفضل والتغيرات الإيجابية والمثمرة وفقًا لسلسلة من المعايير من خلال ما يلي:

1- تشمل التغيرات أمور مهمة وترتبط بتطويرها.

2- يستخدم التغير أساليب العمل والأداء الأكثر فعالية.

3- يؤدي التغير  إلى التحسين المستمر.

4- إن التغير يحفز الأفراد على إجراء تغييرات أساسية فعلية.

5- يؤدي التغير ويهدف إلى تحسين النتائج واتساقها المتبادل.

خطوات التغير الاجتماعي الإيجابي:

إذا كان الإنسان عازمًا على التغير الفعال والتوصية بنفسه فعليه أن يبدأ بجدية وأن يكون شغوفًا بمراحل التغير الإيجابي، وينبغي على الجميع العمل بجد لتطوير أنفسهم، حتى يهلك الذين لا يطورون أنفسهم، وهذا ما ذكره العلماء، ويمر التغير الإيجابي بمجموعة من الخطوات منها ما يلي:

1- خطوة الاسقاطات: يكون الإنسان في أول خطوة للتغير الإيجابي عليه أن لا يلوم نفسه على عيوبه  ولكن أن يحاول إيجاد حل لكل مشكلة مثل لوم عائلته أو مجتمعه يجب عليه التخلص من تلك الأوهام ومعرفة المشكلة والسبب الجذري حتى يُعرف الحل.

2- خطوة الاستيعاب: هذه خطوة تتجاوز الإنكار وهي خطوة الاعتراف بوجود المشكلة وسببها الجذري، وهذا بالطبع منطقي؛ لأنه إذا لم يعترف بوجود المشكلة لن يتم حلها.

3- خطوة التحضير: هذه هي خطوة التشاور والاستفسار والتخطيط.

4- خطوة التطبيق: هذه أحد أهم المراحل التي يمر بها التغير الإيجابي؛ لأنه بمعنى أنه يمكنك رؤية الأشياء الملموسة والتنفيذ هو جوهر الإنجاز والأشخاص النبلاء المطمئنين الطيبين الذين يسعون إلى التغير هم الأشخاص الذين يكافحون فالناس الذين لا يريدون تنفيذه لن يتوقعوا أبدًا أي نتائج.

5- خطوة المحافظة: وهي مرحلة العزم والتحمل والصبر والتأكد من الحصول على النتائج لضمان استمرارية النجاح أو لضمان سلامة الشفاء والتغير.

6- خطوة التخلص من المشكلة: هذه هي مرحلة التغير الفعلي؛ لأنه يحدث تطابق حقيقي وكامل بين السلوك والقيم في هذه المرحلة، وفي هذه الخطوة يتم تحديد حدوث التغير والوصول إلى الهدف وتتم مراجعة الخطوات السابقة لإكمال عملية التغير.

من أين يبدأ التغير الإيجابي؟

الخطوة الأولى على طريق التغير هي الاعتراف بوجود مشكلة والشعور بالحاجة إلى التغير هذه خطوة أساسية؛ لأن مشكلة الكثير من الناس لا تدرك أهمية ذلك، على العكس من ذلك  يعتقد البعض أن مجرد التفكير في هذا سيقلل من قيمتها أو يتم وصمهم بالضعف وعدم الكفاءة، ربما لا يعمل الشخص الذي تقابله جيدًا في العمل لكنه لا يدرك المشكلة.

عندما يشعر الفرد بالحاجة إلى التغير من الضروري أن يقوم بتحديد خصائص المجال بشكل واضح، وذلك في المجال الذي يسعى إلى تغيره أو تغير الوضع الحالي في هذا المجال.

لا شك أن التغير الفعلي يبدأ بتغيير قرارات الفرد وسلوكياته لكن هذه القرارات والسلوكيات تحدث نتيجة طبيعية لأشياء أعمق وأساسية في شخصية الفرد، وهي فلسفة خاصة تتكون من معتقدات وآراء وقيم وعادات وتقاليد، هذه الفلسفة الخاصة هي نظام تشغيل بشري أو برنامج يتحكم في أفكارهم وقراراتهم وأفعالهم.

لأن الطريقة الصحيحة الوحيدة لإصلاح العالم هي البدء فعليًا في الإصلاح الذاتي من الداخل، هذا ما يجب أن يتم تأكيده دائمًا؛ لأن التغييرات من الخارج لن تجلب أي شيء دائم وصحيح، وبشكل دائم يطلب الفرد التغيير من الآخرين حتى تصبح ثقافة التبعية واللوم الثقافة العالمية في مجتمعنا.


شارك المقالة: