التغير بفعل قوة خارجية في نظرية الصراع:
قد تتكوّن القاعدة الحافزية للصراع، وتظهر الأغلبية الواعية المنظمة، وتنكشف تشوهات المعنى مع انحسار الإشباع، لكن الفرصة السياسية لا تنبثق، مما يحول دون الاتصال الفعال، وانتشار الوعي التحرري، وتشكل جماعة صراع فعلية، بل إن أصحاب القوة يشددون رقباتهم وضبطهم، وقد يلجأون إلى القهر المادي الصريح بشكل مستمر.
إن استمرار علاقة القوة على هذا النحو، يكشف عن التوترات والاضطرابات ويجعلها تطفو على السطح، وقد تكون هذه الحالة، قاعدة حافزية شرعية للصراع من قبل قوة خارجية تتعارض مصالحها، مع مصالح القوة المهيمنة، وتفوقها من حيث إمكاناتها الصراعية.
إن التقاء الحافزية الخارجية للصراع مع الحافزية الداخلية للصراع، باﻹضافة إلى انحسار تحالفات القوة المسيطر داخلياً وخارجياً، يسهل من عملية الإطاحة بها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن النقيض الخارجي قد يصبح فعالاً في صياغة حالة نسقية جديدة مستقرة، وقائمة على المصالح الجمعية، بثلاث شروط رئيسية، هي:
- اكتمال ونضج شروط النقيض الداخلي، من حيث الوعي وشموليته والمبادرة الفعلية للتغيير، بالإضافة إلى امتلاك الأفراد اتجاهات إيجابية نحو غايات القوة الخارجية ومقاصدها، إن اكتمال شروط النقيض الداخلي على هذا الشأن، يعني أن القوة الخارجية لا تمتلك دعوة للتغيير مغتربة عن وعي النقيض الداخلي ومطالبه، مما يهيئ فرصة الاتفاق على شروط المرحلة الجديدة واستقرارها.
- أهمية اتفاق النقيض الداخلي والنقيض الخارجي، على معالم المرحلة الجديدة، مع إتاحة الفرصة الحقيقية للنقيض الداخلي لصياغة المرحلة وفق مطالبة الحقيقية، وبذلك تكون معالم المرحلة الجديدة نابعة من متطلبات النقيض الداخلي وطموحاته وليست مغتربة عنها.
- أن يحمل النقيض الخارجي مقاصد ونوايا حسنة إزاء مطالب القوة والعدالة والحرية المتصلة بالنقيض الداخلي، ويقصد ذلك أن النقيض الخارجي لن يحل محل القوة المهيمنة السابقة، ويمارس سيطرتها مما يفضي إلى مرحلة ثبات جديد فعلي.