التنافس في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التنافس في العمليات الاجتماعية في علم الاجتماع:

التنافس هو سباق للحصول على شيء لا يتعادل العرض فيه مع كثرة الطلب عليه، فمثلاً تظهر المنافسة في بعض المجتمعات التي تتميز بوفرة في عدد الأفراد القادرين على العمل، ولكن فرص العمل المتاحة بهذا المجتمع أقل كثيراً من أن تستوعب كل هؤلاء الأفراد فيها.

والمنافسة موجودة في كل مجالات الحياة، فنجدها في مجالات العمل وتكسب لقمة العيش ونجدها في مجالات الدراسة والدارسين، ونجدها تتعدى ذلك إلى أشياء أقل أهمية، كالحصول على القوة والنفوذ والمراكز والجاه والصداقة والشهرة والحب، كما تتجه المنافسة إلى أمور تتعلق بالألعاب الرياضية والتسلية والنشاط الاجتماعي.

تأثير التنافس في العمليات الاجتماعية:

التنافس عملية محببة إلى النفوس، ﻷنها تؤدي إلى إطلاق القوى الكامنة في الأفراد وأعمالاً لقدراتهم المبتكرة والخلاقة واستغلالها في أكمل صورة ويعتبر التنافس منشطاً للقوى والإمكانات دافعاً إلى الرقي والازدهار ما دام في حدود المعقول، أما إذا خرج عن حدوده انقلب إلى صراع مخيف، ويظل التنافس عملية الأفراد نحو الأجود والأفضل، ومن موازنة أنفسهم بغيرهم، أما إذا انقلب التنافس ليحقق أهدافاً فردية دون التزام بقيم الجماعة وأخلاقها ومصلحتها، وأصبح منبعاً للشقاق والتفرقة حينئذ يصبح عملية سلبية مفرقة.

ولكي يؤدي التنافس وظيفته الاجتماعية يجب أن يكون بين قوتين متعادلتين، ﻷن عدم التعادل والتكافؤ بين المتنافسين يؤدي إلى انتصار الأقوى، وإخراج الضعيف من الميدان دون مقاومة تذكر، فإذا كان المهزوم فرداً، فإن الهزيمة تقل قوته وتقضى على معنوياته، وإن كان جماعة، كمصنع أو شركة تجارية أو نادي أو غيره، فإنه يترك الميدان فسيحاً للمنافس القوى الذي قد يحتكر الميدان، ويسيطر في مصائر الناس بالمجتمع، وفي كلا الحالتين الفرد أو الجماعة يخسر المجتمع كثيراً.

والتنشئة الاجتماعية مسؤولة عن دفع الأفراد إلى التنافس، كما أنها مسؤولة عن تعاونهم، وذلك وفقاً للعادات والاتجاهات والقيم التي تكتسبها للأفراد، ففي بعض الدول نجد أن التنافس على أشده لجمع الثروات بينما نجد في بعض الدول الأخرى كانوا يتنافسون في انفاق ثرواتهم ومن العار عندهم أن يموت الواحد منهم غنياً.

تنقسم المنافسة في العملية الاجتماعية إلى منافسة إنشائية، إذا كانت وسيلة لتنشيط القوى والقدرات والإمكانات واستغلالها على خير وجه، يعود على المتنافسين بالصالح العام، ويستلزم هذا النوع من المنافسة التعاون وتنسيق الجهود والتضامن بين أفراد الجماعات المشتركة في المنافسة على نحو ما نشاهده في المباريات الرياضية، وأيضاً إلى المنافسة الهدامة إذا كان هدف المتنافسين أن ينجح على حساب خسارة الآخرة أو هلاكه، وهنا يتحول التنافس من إسعاد للجميع وتساوي في الرضى عن الإنجاز والتحصيل إلى صراع التفوق أو الاستئثار بالمركز المرموق.


شارك المقالة: