التنمر الإلكتروني وتأثيره على العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية

اقرأ في هذا المقال


التطور التكنولوجي الهائل الذي شهدناه في العقود الأخيرة قد أحدث تغييرات جذرية في مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك طرق التواصل والتفاعل مع الآخرين، وفيما يبدو أن الاتصال الإلكتروني قد جلب العديد من الفوائد، إلا أنه للأسف فإنه أحيانًا يستخدم كأداة للتنمر الإلكتروني.

التنمر الإلكتروني وتأثيره على العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية

يُعرف التنمر الإلكتروني بأنه استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الآخرين أو التنمر عليهم عبر نشر الشائعات أو الإساءة اللفظية أو التهديدات الإلكترونية، وهو أمر يمكن أن يؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمعات بأكملها.

تجربة التنمر الإلكتروني قد تكون مدمرة بالنسبة للأفراد المشاركين في الأنشطة التطوعية والمشاركة المجتمعية، ففي ظل هذه الظاهرة السلبية، قد يشعرون المتطوعون بالعجز والإحباط وقد يقللون من تفاعلهم وتقديم جهودهم في المجالات التي يعملون بها.

الأفراد المستهدفون قد يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه الهجمات الإلكترونية وتأثيرها على نفسياتهم، ويمكن أن تؤدي إلى تدهور نوعية مشاركتهم في الأنشطة المجتمعية.

تأثر المنظمات التطوعية بالتنمر الإلكتروني

بجانب الأفراد، يمكن أن يتأثر المنظمات التطوعية أيضًا بالتنمر الإلكتروني، فالهجمات الإلكترونية المستهدفة على المنظمات التطوعية والمؤسسات المجتمعية يمكن أن تؤثر على سمعتها وشهرتها، مما يؤدي إلى تقليل المساهمات والتبرعات، وبالتالي تقلص قدرتها على تحقيق أهدافها.

كما يمكن أن تؤدي الهجمات الإلكترونية إلى تقليل عدد المتطوعين الذين يتطوعون في تلك المنظمات، حيث يمكن أن يكون الأشخاص مترددين في الانضمام إلى جهود تطوعية تعاني من مشاكل التنمر الإلكتروني.

التصدي لظاهرة التنمر الإلكتروني

إن التصدي لظاهرة التنمر الإلكتروني يتطلب تعاونًا من جميع المستويات: الأفراد، والمجتمعات المحلية، والمنظمات التطوعية، والحكومات.

من المهم زيادة الوعي بأضرار التنمر الإلكتروني وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام عبر المجتمع، يجب على المنظمات التطوعية تبني سياسات وإجراءات تساعد في التصدي للتنمر الإلكتروني وحماية متطوعيها وموظفيها منه، ويمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا دورًا هامًا في توعية الجمهور بخطورة التنمر الإلكتروني وتشجيع المشاركة المجتمعية الإيجابية.

في النهاية، يجب أن نتذكر أن العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية يعتبران أساسيين لنمو المجتمعات وتطورها، لذا يجب أن نعمل جميعًا على إيجاد بيئة إلكترونية آمنة ومحفزة لدعم جهودنا المشتركة في خدمة المجتمع والعمل التطوعي.

إن مكافحة التنمر الإلكتروني وتعزيز ثقافة التعاون والاحترام يسهمان في بناء مجتمع أكثر تكافلًا وتلاحمًا، ويحققان أهداف التنمية المستدامة.


شارك المقالة: