اقرأ في هذا المقال
التواكل يرتبط ارتباط وثيق بقوى التراث المنتشر، حيث أنه في المجتمعات غير الصناعية لم تستطع تحقيق السيطرة على القوى الطبيعية.
التواكل ودوره في حدوث التغير الاجتماعي:
إن القوى الطبيعية وما ينسب لها من فيضانات وجفاف إلى القوى التي تعد ما فوق الطبيعة، من الممكن أن تؤثر على حياة الإنسان، سواء كانت بسبب آلهة أو أرواح شريرة وبالتالي فإن على الإنسان استعطاف هذه القوى وليس التحكم بها.
في حين أن الأشكال الاقتصادية والتكنولوجية كما الفلاح يفعل عندما يقيم الأود فيبقى خاضع لها، ويدل ذلك على أن الإنسان لديه قصر نظر، كما أكد على ذلك هيرسكوفيتس فإن التواكل يعد بمثابة عملية التكيف مع الأفضل الذي يقوم به الإنسان هو الخضوع والقنوط وكل ما يعجز عنه الإنسان.
في مدينة كولومبيا قامت الباحثة والدراسة فيرجينيا دي بدراسة العوامل الاجتماعية والثقافية التي بسببها ترتفع نسب ومعدلات الوفيات بين الأطفال في الريف الكولومبي، فربطت ذلك بعدم المبالاة عند الآباء التي قامت بفرضها العوامل الاقتصادية والاجتماعية، فالآباء يعدان نفسيهما بنسبة 50% من أجل وفاة الطفل.
وبالتالي فإن الباحثين والناشطين الاجتماعيين وجدوا صعوبة في زيادة وتوثيق الثقة بين الطبيب وبين أفراد المجتمع، حيث أنهم يرون أن مصير هؤلاء الأطفال هو الموت وعدم النمو.
الاتجاه التواكلي ودوره في حدوث التغير الاجتماعي:
ينتشر الاتجاه التواكلي في الريف الأمريكي الجنوبي، كما قام العالم بيرسون بوصف قرية كروز داز الماس في البرازيل التي يسود فيها الاعتقاد بأن المرض الذي يصيب الإنسان هو عقاب على ما يرتكبه الإنسان من آثام.
ويسود الاتجاه التواكلي في القرى العربية أيضاً حيث نجد التواكل موجود في العديد من المجالات باستثناء المجال الطبي، إذا يسارع المرضى بأنفسهم من أجل الشفاء باستخدام الطب الشعبي والرسمي ففي المجتمعات العربية الطفل شديد الجمال والذي يموت يقال له “هذا الطفل إبن موت وليس للحياة” وهذا يدل على التواكل.
حيث أن ثورة التغيرات الاجتماعية قد حدثت العديد من التغيرات الاجتماعية والثقافية وتغير الأفكار والاتجاهات التواكلية، وأن ثورة المعلومات ووسائل الاتصال قد ساعدت على حدوث التغيرات الاجتماعية في حياة الأفراد ومعتقداتهم موروثاتهم التي تشكل ثقافة الأفراد والمجتمعات.
ّ
