الثقافة المهيمنة والثقافة المهيمن عليها

اقرأ في هذا المقال


الثقافة المهيمنة والثقافة المهيمن عليها:

إن الجماعات الاجتماعية المهيمن عليها لا تفتقر إلى موارد ثقافية خاصة، وعلى الأخص تلك القدرة على إعادة تأويل ما يفترض عليها، إلى هذا الحد من الإنتاجات الثقافية، وهذه الأمور لا تعني العودة إلى تأكيد التساوي بين كافة الجماعات وتأكيد التعادل بين ثقافاتها.

في العادة يوجد دائماً داخل كل فضاء اجتماعي، أمر من الترتيب الثقافي، لم يحظى العالم كارل ماركس مثل العالم ماكس فيبر، بتوثيقهما إن ثقافة الطبقة المهيمنة هي الطبقة المهيمنة الرئيسية، ومن الواضح أنهما لا يزعمان بقولهما هذا أن ثقافة الطبقة المهيمنة لها نوع من التفوق الكامل في ذاتها، أو أن لها قوة انتشار تأتيها من أساسها الخاص وتجعل منها قوة مهيمنة على الثقافات الأخرى.

بالنسبة إلى العالم ماركس والعالم فيبر، تتوقف القوة النسبية الخاصة لمختلف الثقافات خلال التنافس الذي يتواجد بينهما، وذلك على القوة الاجتماعية النسبية الخاصة بالجماعات التي تستند على كافة الثقافات.

عند الحديث عن الثقافات سواء كانت مهيمنه أم مهيمن عليها، يلازم هذا الحديث ضرب من المجاز إذ أن ما يتواجد يكون واقعاً، وهذا الجماعات تكون اجتماعية تربط بينها علاقات مهيمنة وعلاقات تبعية.

الثقافة المهيمنة يمكن أخذها من هذا المنظور على أنها ثقافة مقتبسة، إذ أنها لا تستطيع أن تتماشى في مجال تطورها، ويجب التأكيد والمعرفة الكاملة بأن الثقافة المهيمنة أنها قادرة إلى حد كبير على مقاومة الفرض الثقافي المهيمن.

كما من الواجب المعرفة بأن الهيمنة الثقافية لا تتساوى تماماً ولا بشكل نهائي أبداً، على ثقافة مهيمنة كما تعمل كل مجموعة تجاه غيرها، وذلك يجب أن يكون مصاحب لها عمل تلقيني لا تكون آثاره أحادية الاتجاه، وهي أحياناً تعتبر آثار ناشزة متعارضة مع انتصارات المهيمنين.

علماء الاجتماع والثقافة المهيمنة:

كما يعتني بذلك العلماء الذين يختصون بعلم الاجتماع بأن الثقافة المهيمنة والثقافة المهيمن عليها، تتطلب الشِدّة المنهجية، وأن تتم دراسة ما هو ناتج من الثقافات المهيمن عليها من جراء كونها ثقافات من مجموعات مهيمن عليها، وبالتالي جراء كونها تبني تفسها وتعيد بنائها في وضعية هيمنة ثقافية، مع العمل على المنع من دراستها لذاتها، أيّ بوصفها عبارة عن أنساق تعمل وفق الانسجام الخاص فيها.


شارك المقالة: