الثقافة عامل أساسي في التنمية الشاملة

اقرأ في هذا المقال


الثقافة عامل أساسي في التنمية الشاملة:

من الممكن أننا لا نبالغ بشكل كبير إذا أفصحنا بالأمر الذي يشتمل على أنه لا يوجد اتفاق بين العلماء حول طبيعة الرابطة بين الثقافة والتنمية، كذلك في معظم الدراسات قد تم الإفصاح على أن للثقافة في التنمية الشاملة دوراً مميزاً للبُعدين الاجتماعي والثقافي.

كذلك لا بد من عملية دمج دور الثقافة في التنمية، إلاّ أنه قد تمت عملية الربط بينهما كبعد من أبعاد علم الاجتماع، وإنما يتم دمجها في البعد الاجتماعي الذي يسمّيه أحياناً بالبعد الثقافي ­الاجتماعي، كذلك لا يمكن دراسة الثقافة بمعزل عن دراسة التنمية.

إنّ دراستنا في هذا المقال تهدف إلى عملية البحث والتركيز حول كيفية جعل الثقافة ركيزة مهمة من ركائز التنمية، وفي هذا جواب لكل ما ورد في الزمن الماضي من أجل التنمية والثقافة.

لكن في الزمن الحديث نلاحظ أن للثقافة أهدافاً معتمدة للتنمية متعددة، وكذلك لا بدّ من العمل على رعايتها وبناء ركائزها في المجتمع الثقافي العصري، ومن أبرز أهداف ثقافة التنمية العمل على إعداد الإنسان وبناؤه بناء ثقافياً معنوياً.

كذلك بدأت مجموعة وفيرة من المؤتمرات والندوات تختص في دراسة الثقافة والتنمية، سواء كانت هذه الدراسة على الصعيد الداخلي لدولة ما أو على صعيد المجموعات الدولية، فعلى الصعيد الداخلي قد بدأت مجموعة الدول التي تعرف بأسم وزارات الثقافة بالعمل على تخطيط وتصنع السياسات الثقافية والعمل على تنفيذها.

التنمية الثقافية على المستوى الدولي:

كذلك على المستوى الدولي فقد جاءت معظم الدول التي عرفت طريقة بناء تنمية ثقافية، وأن المصادر المدخرة والمساعدات المالية التي تأخذها الدولة من الخارج غير وفيرة وحدها للعمل على التخفيف من حالة التخلف الثقافي، وكذلك من الأمر الصعب استيراد كل ما هو متطوّر عند الدول المتقدمة ثقافياً وكأنّ الأمر قد جاء على هيئة تصوير مستندات.

ولا بد وبالضرورة قبل البدء بأي أمر لدعم التنمية الثقافية، القيام بعملية الإنماء الثقافي، وتكون هذه العملية عن طريق الإنسان المثقف الذي يجيد استعمال التكنولوجيا لتنمية الثقافة، كذلك بدأت أكثر من مؤسسة ثقافية عملياً بالتحرك على خط التنمية الثقافية بصورة تمادت فيها مسألة العمل على إرسال خبراء في حقل الإنماء الثقافي إلى الدول النامية على مسألة الدعم المادي لها.

كذلك من الأمر المحبب الإدراك الكامل أن الرابطة القائمة للتنمية الثقافية هي رابطة مركبة، وإن دور الثقافة في التنمية رئيسي، وقد ظهرت أهمية التنمية في الثقافة عن طريق تحسين ظروف المعيشة للأفراد وهذا التحسين لم يعد فقط بزيادة المداخيل، بل يفرض تحسيناً مستمراً لنوعية الحياة نفسها، كما يفترض الانفتاح إلى قيم ثقافية جديدة.

ولا بد من عملية الإدراك الكامل لقيم التنمية الثقافية، وهي بالنتيجة عبارة عن عملية لنمط ثقافي مختص بمجال ثقافي واحد، يستطيع الفرد عن طريقه أن يتقدم بالتعبير عن ثقافته الأساسية وكيفية تساويه مع الآخرين عبر الاتصال بين الثقافات وإعطاء معنى للحياة.

ولعل من أبرز الأمور التي تدل على ضرورة الثقافة في التنمية، ما قد يتم ملاحظته في المفاهيم التي أعطيت لكلا الأمرين، فالثقافة عبارة عن أمر يتصف بالمرونة، وقد تم إعطاء الثقافة أكثر من مئة وخمسين تعريفاً.

لا بد من معرفة أن في البداية كانت الثقافة عبارة عن عملية ثراثية، إذافة إلى مجموعة من العادات والتقاليد التي تعود كل منها لمجموعة من الأفراد، كما شملت الثقافة أيضاً كافة الأعمال الفنية لهذه الجماعة، ثم توسع المفهوم حتى أصبحت الثقافة تتعلّق بكل جوانب حياة الإنسان، ولكن لا يصح أن ننظر إلى الثقافة كمجرد معلومات وتراكم للمعرفة، بل هي مجموعة من المواقف الحيّة والمتحرّكة.

لا بد من الحديث عن الرابطة التي تربط الثقافة بالتنمية هو أيضاً يضاهي أمر الحديث عن أمور ثقافية مستقبلية وتحديداً الأمور المتعلقة بشكل رئيسي بالخطط التنموية والدور الكبير لمجموعة الفئات الشابة في تحقيقها، ولا بد من التأكيد في القول أن الثقافة تلعب دوراً حيوياً في حركة التغيير وتنمية المجتمع عن طريق بناء المواطن الصالح الواعي والحكيم.

لا بد أن يتطلّب التفكير في المسارات الثقافية التي تهدف إلى ترجمة أهداف التنمية في الدول إلى مسارات ثقافية حقيقية متنوعة، ومن هنا يأتي دور ما يسمى بثقافة التنمية الناتجة عن تفاعل ما بين المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية.


شارك المقالة: