اقرأ في هذا المقال
- الجهود التي تبذل لتطوير تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية
- أوجه القصور في تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية
الجهود التي تبذل لتطوير تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية:
هناك جهود عديدة تبذل حالياً لتطوير تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية وتتبلور أهم تلك الجهود في المظاهر التالية:
- المظهر الأول: اتجاه بعض المتخصصين في الخدمة الاجتماعية لترجمة بعض المراجع الأجنبية الخاصة بالبحث في الخدمة الاجتماعية، واستثمار ذلك في إصدار كتب عن منهجية البحث في الخدمة الاجتماعية وتطبيقاته، مع اهتمامهم بعرض بعض نماذج البحوث الميدانية التي أجريت في المجتمع ارتباطاً بكل خطوة من خطوات البحث العلمي وتطبيقاتها في الخدمة الاجتماعية.
- المظهر الثاني: إسناد كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية تدريس مقرر البحث في الخدمة الاجتماعية وحلقات البحث، إلى أساتذة متخصصين في البحث في الخدمة الاجتماعية، بما يعتبر مؤشراً على استفادة الطالب من تدريس تلك المقررات واكتسابه المعارف والمهارات البحثية التي تعده باعتبار أخصائي باحث.
- المظهر الثالث: قيام مجموعات طلاب مشروع التخرج في بعض كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية بتوجيه دراساتهم وبحوثهم نحو مشكلات مجتمعية، ودراسة بعض الظواهر الموجودة في المجتمع كأساس للمساهمة في مواجهتها تحقيقاً لهدف المهنة في توجيه البحوث لخدمة المجتمع.
- المظهر الرابع: اتجاه بعض الباحثين في الخدمة الاجتماعية ﻹجراء دراسات وبحوث خاصة بمناقشة القضايا المهنية والمشكلات المهنية في تعليم الخدمة الاجتماعية أو مدى الاستفادة من تطبيقات المنهج العلمي في الخدمة الاجتماعية أو اختبار بعض نماذج الممارسة كخطوة أولى نحو التوصل لنظرية الممارسة نابعة من واقع الخدمة الاجتماعية.
- المظهر الخامس: اهتمام أغلب كليات الخدمة الاجتماعية بعقد سيمنارات وحلقات نقاشية لمناقشة الأطر البحثية المقدمة من الطلاب، وتوجيههم لما يشوبها من جوانب ضعف في اتجاه لتعليمهم للمهارات البحثية.
أوجه القصور في تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية:
بالرغم من الجهود الفردية التي تبذل لتطوير تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية فإن هناك أوجه قصور تحد من فاعليته ويرجع ذلك إلى عوامل منها:
- العامل الأول: عدم الاهتمام بإعداد المراجع التي تدرس للطلاب في مقرر البحث في الخدمة الاجتماعية، حيث أن بعضها يأخذ شكل المذكرات الدراسية التي يغلب عليها طابع الكم على الكيف، وعدم تضمين تلك المناهج قدراً كافياً من التطبيقات العملية اللازمة للطلاب، مع عدم تقسيم محتويات المقرر على الساعات المخصصة للتدريس، واقتصار المنهج على الجانب العقلي من خلال آلية الحفظ والتذكر وإهمال باقي الجوانب العقلية كالتفكير والإبداع.
- العامل الثاني: اعتماد بعض كليات الخدمة الاجتماعية ومعاهدها على غير المتخصصين في الخدمة الاجتماعية في الخدمة الاجتماعية للقيام بتدريس مقررات البحث في الخدمة الاجتماعية نظرياً وعملياً، مما يعني عدم توافر القدرات اللازمة لاستخدام استراتيجيات التدريس تبعاً للموقف التعليمي سواء كانت تلك الأساليب محورها المعلم، أو محورها المتعلم، أو الأساليب التي محورها كل من المعلم والمتعلم، واستخدام نمط التدريس المباشر وغير المباشر.
- العامل الثالث: قيام بعض كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية بإسناد تدريس وتطبيقات حلقات البحث للمعيدين والمدرسين المساعدين أو لغير المتخصصين في الخدمة الاجتماعية، أو البحث دون إعدادهم لتدريس هذا المقرر، مما يكون سبباً في عدم إمكانية قيامهم توجيه الطلاب أثناء إعدادهم لتلك البحوث، وعدم قدرتهم على التصرف في المواقف الطارئة التي تواجههم أثناء عملهم مع الطلاب أو تنظيم الطلاب في قاعات الدرس، وعدم استفادة الطلاب من هذا المقرر.
- العامل الرابع: الاعتماد في أغلب الأحيان على أساليب تلقينية نظرية في تدريس مقرر البحث في الخدمة الاجتماعية غير مجدية في تعليم الطلاب المهارات اللازمة لممارسة عملهم البحثي بعد التخرج وفقاً للهدف والفلسفة التي وضع في ضوئها هذا المقرر في لوائح كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية.
- العامل الخامس: قيام بعض كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية بتوزيع ما يسمى دليل الطالب في تصميم وتنفيذ البحوث الميدانية، على طلاب الفرقة الرابعة ضمن مقرر حلقات البحث أو مشروع التخرج دون الاستفادة مما يتضمنه هذا الدليل في تعليم الطلاب المهارات البحثية، حيث أنه يتضمن في أغلب الأحيان عرضاً لبعض الدراسات التي أجريت دون التعليق عليها، كما يتضمن جزءاً نظرياً مكرراً لما درسه الطالب في مقرر البحثث في الخدمة الاجتماعية، وهدفه توزيعه على الطلاب فقط في أحيان كثيرة.
- العامل السادس: اختزال عملية التعلم في البحث في مصدر واحد وهو الكتاب المقرر الذي يجب أن يلزم به الطلاب، مما جعلهم الطلاب وشغلهم الشاغل هو إقناع الأستاذ بحذف بعض صفحاته، وهذا الأسلوب يتعارض مع جوهر وفلسفة تعليم البحث في الخدمة الاجتماعية الذي يجب أن يسعى لتكوين شخصية الطالب القادر على البحث والتفكير الحر المبدع والانتقاء والاختيار وإبداء الرأي والمناقشة، كسمات للباحث الجيد في الخدمة الاجتماعية.