الحرب العالميّة الأولى والثورة العربية الكبرى

اقرأ في هذا المقال


(الحسين بن علي، شريف مكة (1853-1931) ، مؤسس السلالة الحديثة)


قبل الحرب العالمية الأولى، حكم الحسين بن علي الذي ينحدر من السلالة الهاشمية الحجاز نيابة عن السلطان العثماني. لبعض الوقت كانت مُمارسة Sublime Porte لتعيين أمير مكة من بين مجموعة مُختارة من المرشحين. في عام (1908) ، تمَّّ تعيين الحسين بن علي شريفًا لمكة. وكان على خلاف مُستمر مع سيطرة الأتراك الشباب في إسطنبول، وكان يهدف لتأمين أُبنائه كأمراء وراثيين.
ساعد نسب الحسين بن علي وموقعه المتوجَّه إليه كشريف لمكة في تعزيز الطموح لإقامة مملكة وخلافة عربية مُستقلة. هذه الذرائع لفتت انتباه الحُكام العثمانيين وجعلتهم “يدعون” الحسين إلى القسطنطينية كضيف للسلطان لإبقائه تحت الإشراف المُباشر. أحضر الحسين أبناءه الأربعة،علي،عبد الله، فيصل، وزيد، معه. لم يتمكن من العودة إلى الحجاز إلّا بعد الثورة التركية الشابة وعُيّن الشريف رسمياً.

من كان أكثر أبناء الحسين بن علي طموحًا لإقامة الثورة العربية الكًبرى؟


من بين أبناء الحسين الأربعة ، كان عبد الله الأكثر طُموحاً من الناحية السياسيّة وأصبح المُخطّط والقوة الدافعة وراء الثورة العربية. تلقّى عبد الله تدريبات عسكريّة في كل من الحجاز والقسطنطينية. كان نائبًا لمكّة في البرلمان العثماني بين عامي (1912 و 1914). خلال هذه الفترة، أبدى عبد الله اهتمامًا عميقًا بالقوميّة العربيّة وربط مصلحة والده بالحُكم الذاتي في الحجاز لاستكمال التحرر العربي. في عام (1914)، قدم المفوض السّامي البريطاني، اللورد كيتشنر، إلى القاهرة لمُناقشة دعم البريطانيين لانتفاضة عربيّة ضد الأتراك، نوقشت إمكانيّة التعاون ولكن لم يُقدّم أي التزام من كلا الجانبين. بعد ذلك عاد الأمير عبدالله إلى مكّة وأصبح وزير خارجية والده، ومُستشارًا سياسيًا، وأحد قادة الثورة العربية.


لَعِب فيصل، الابن الثالث للحسين بن علي، دورًا نشطًا في التمرد كقائد للجيش العربي، بينما وُضعت القيادة العامّة في أيدي والده. فكرة الانتفاضة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية كان أول من تصورها عبد الله، فقط بعد دفع تدريجي ومُستمر، أقنع عبد الله والده، شريف مكة، بالانتقال من فكرة الحُكم الذاتي لجزء من شبه الجزيرة العربية داخل الإمبراطورية العثمانية إلى الاستقلال الكامل والشامل للمُحافظات العربيّة في الإمبراطوريّة بأكملها.
أدرك الحسين بن علي ضرورة الابتعاد عن الإمبراطوريّة في بداية عام (1914) عندما أدرك أنّه لن يكون قادرًا على إكمال أهدافه السياسيّة في إطار العثمانيين، لتحقيق النجاح في الثورة العربيّة، كان دعم قوة عُظمى أُخرى أمراً حاسماً.


اعتبر الحسين بن علي الوحدة العربيّة مُرادفًا لمُلكيته، وطَمِحَ إلى أنّ تكون شبه الجزيرة العربيّة بأكملها، سوريا الكبرى ، والعراق تحت حُكمه وأسلافه، بعد عام من المفاوضات غير المُثمرة، نقل السير هنري مكماهون موافقة الحكومة البريطانية على الاعتراف بالاستقلال العربي في منطقة كانت محدودة أكثر بكثير ممّا كان يطمح إليه الحسين بن علي، اندلعت الثورة العربيّة الكبرى، وهي مؤامرة (أنجلو – هاشمية) في جوهرها، في يونيو (1916).
موّلت بريطانيا التمّرد وقدمت الأسلحة، والإمدادات، والدّعم المدفعي المُباشر، والخُبراء في الحرب الصحراويّة، وُعدَ الهاشميون بأكثر ممّا تمكنوا من تحقيقه، وانهارت خطتهم المطّموحة. لم يكُن هناك سوى عدد قليل من القومييّن السورييّن والعراقييّن الذين انضموا تحت راية الشريف الحسين بن علي بينمّا ظلّ آخرون موالين للسلطان العثماني.


تمرّد الشريف الحسين بن علي على حكم العثمانيين خلال الثورة العربيّة عام (1916)، بالنسبة للمُساهمة الهاشمية في جهود قوات الحلفاء لإسقاط الإمبراطورية العثمانية، وعدّت بريطانيا بدعمها للاستقلال العربي، ومع ذلك، تركت مراسلات (مكماهون-حسين) حدودًا إقليميّة تحكم هذا الوعد بشكل غامض ممّا أدّى إلى خلاف طويل ومرير بين الجانبين.


شارك المقالة: