الحركات الثورية المحلية في عهد المأمون

اقرأ في هذا المقال


الحركات الثورية المحلية في عهد المأمون:

‏1- خلع أهل (قم)، الطاعة مستكثرين ما عليهم من خراج فأرسل إليهم علي بن هشام فأخضعهم وهدم سور (قم).

2- وفي عام (213 هجري)، خرج في مصر عبد السلام، وابن جليس، فسار إليهم عام (214 هجري)، المعتصم أبو إسحاق بن الرشيد، وقبض عليهما وقتلهما.

3- وفي السند خالف بشر بن داود بن يزيد المهلبي عام (213 هجري)، ‏فولّى المأمون على السند غسّان بن عبّاد فاستأمنه بشر عام (216 هجري)، فأمّنه، ‏وعفى عنه.‎

4- وخرج عام (214 هجري)، بلال الضبّابي الشاري فوجه المأمون إليه ابنه العباس ومعه علي بن هشام، وهارون بن محمد بن أبي خالد، واستطاع هارون أن يقتل بلالاً. هذه الحركات الكثيرة التي قامت أيام المأمون إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف هيبة الحكم الذي نتج عن الخلاف بين الأخوين على السلطة، ثم بقاء المأمون مدة من الزمن بعيداً عن مركز الحكم في مرو الأمر الذي أطمع الكثير من الطامحين بالمخالفة وعدم الطاعة، وإن قوي الحكم نسبياً عندما رجع المأمون إلى بغداد إذ بدأ يتعرف على الأوضاع بنفسه وعلى قرب منها بينما كانت تصل إليه كثير من الأمور مغلوطة أو تخفى عنه عن طريق الحسن بن سهل.

5- أعظم الحركات المحلية التي قامت أيام المأمون هي حركة بابك الخرميّ الذي كان فقيراً وضيعاً إذ مات أبوه وهو صغير، وقد يكون مجهول النسب، وعمل راعياً لمُساعدة أُمّه. هذه النشأة قد أثرت على ما بداخل نفسية بابك وجعلته يحقد على مجتمعه وعقيدته. وعمل خادماً بعد ذاك عند (جاويذان بن سهرك).

فأخذ عنه بعض المعتقدات الخرّمية التي تأسست على مبدأ على العقيدة بالتناسخ، والاعتقاد بوجود إلهين أحدهما للنور والآخر للظلمة، والقول بإباحة النساء، وقد تكون هذه الأفكار وجدت لها مكاناً في نفسية بابك السيئة، والتي تحمل حقداً على الناس. وعندما مات (جاويذان بن سهرك)، ورثه بابك بتدبير وتخطيط من زوجة (جاويذان)، التي تزوجت بعد ذلك بابك.

الأحداث التي جرت مع بابك الخرمية:

وجد بابك الخرّمية على شيء من القوة فتحرّك عام (201 هجري)، واستطاع أن يُحرز بعض النصر، وأن يستولي على بعض القلاع، وكان المأمون لا يزال في مرو فعندما جاء إلى بغداد أرسل الولاة وبعث الجيوش لقتال بابك، وحدث قتال بين يحيى بن معاذ والي الجزيرة وبين بابك عام (204 هجري)، ولم يظفر أحدهما بالآخر. ومات يحيى عام (213 هجري)، واستمر قتال بابك من قبل والي أذربيجان وأرمينيا عيسى بن محمد بن أبي خالد الذي بعث حملة إلى الخرمي استمر تجهيزها سنة كاملة، ولكنه هُزم.

وولّى المأمون على أذربيجان وأرمينيا زريق بن علي بن صدقة الأزدي فندب أحمد بن الجنيد لقتال بابك وذلك عام (209 هجري)، فتمكن بابك من أسر أحمد بن الجنيد. وولَى المأمون على أذربيجان إبراهيم بن الفضل التجيبي، فكان القتال مع بابك ضعيفاً، وأرسل المأمون عام (212 هجري)، محمد بن حميد الطوسي لقتال بابك فتمكن بابك من محمد بن حميد وقتله عام (214 هجري)، وكان لقتله أكبر الأثر في نفس المأمون بل ونفوس المسلمين جميعاً. وقد رثاه أبو تمام في قصيدته المشهورة التي مطلعها: كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر.

واشتدَّ أمر بابك، وبعث له المأمون عام (218 هجري)، إسحاق بن إبراهيم غير أن المأمون قد مات، ولم يعرف بالإنتصارات الذي أحرزه إسحاق على الخرّمية، إلا أن حكمهم بقي قوياً فجاءَ المعتصم ليتابع ما بدأ به المأمون وقد حصل على ما يريد.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر صفحة (189 – 191)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: