الحكم الأموي في الهند:
خلال السنوات الأولى للخلافة الأموية، قام الأمويون بالمحاولة العديد من المرات بغزو شبه القارة الهندية والتي تُعرف أيضًا ببلاد السند والهند، الأمر الذي لا يوجد شك فيه أن أحد أهداف الأمويين الرئيسية كانت القيام بالسيطرة على فرع الطريق التجاري الذي يمر عبر وادي نهر السند والذي يصل إلى موانئ السند البحرية.
نظرًا لأن الأمويين لم ينجحوا أبدًا في السيطرة على المدينة الهندية غندهارا التي كان الأتراك حكموها في ذاك الوقت، فلم يكونوا قادرين على المرور عبر مدينة غنداهار، للوصول إلى شبه القارة الهندية الإ عبر ممر خيبر( وهو ممر جبلي يصل بين باكستان وأفغانستان.
أهداف الأمويين في الهند:
بموافقة الحاكم الحجاج بن يوسف الثقفي، انتهج اللواء محمد بن قاسم وهو ابن أخو الحجاج وصهره، الآن سياسة التسامح تم القيام بمنح البوذيين والهندوس مكانة الرعايا المحميين (الذمي)، طالما ظلوا موالين للخليفة الأموي ودفعوا الضرائب المترتبة عليهم، فقد سُمح لهم باتباع دياناتهم والحفاظ على أراضيهم وممتلكاتهم، لكن الكثير من التجار والحرفيين البوذيين أحبوا دخول الإسلام .
مع نشوء المنافسة من الأوساط الإسلامية، رأوا ميزة اقتصادية في تغيير الأديان ودفع ضرائب أقل، بالإضافة إلى ضريبة الرأس، كان على التجار الذميون دفع رسوم مضاعفة على جميع البضائع، من ناحية أخرى، أراد الجنرال محمد بن قاسم نشر الإسلام وشجع على التحول الديني، إلا أنه أراد تحقيق مردود اقتصادي وجمع الثروة حتي يتمكن من تغطية النفقات العسكرية لحملته وسد الإخفاقات العسكرية السابقة، والمحافظة على السلطة السياسية.
حقق اللواء بن قاسم الأموي هدفه ليس فقط عن طريق الاقتراع والأراضي والضرائب التجارية، ولكن أيضًا من خلال ضريبة الحج التي كان على البوذيين والهندوس دفعها لزيارة الأضرحة المقدسة الخاصة بهم، ومن الجدير بالذكر أن البوذيين في بلاد السند، واجهوا ما واجهه البوذيين في مدينة غاندهارا الهندية الموجودة في الجهة الشمالية.
فقد عانوا من القوانين في ذلك الوقت المتمثلة في فرض رسوم على الحجاج بالدخول إلى معابدهم وأن الأمويين استولوا على الدخل فقط، ومن هنا نستطيع القول أن المسلمون لم يدمروا أي معابد بوذية أو هندوسية أخرى في السند، أو الصور أو الآثار الموجودة بداخلها، لأنها درّت الكثير من العائدات والأموال للدولة الأموية، فكان من مصلحتهم بقاءها والمحافظة عليها.