نشأة الخدمة الاجتماعية المدرسية:
أخذت ممارسة الخدمة الاجتماعية عامة والخدمة الاجتماعية المدرسية بخاصة بالظهور مع آواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين تم بناء أول مدرسة مختصة في تجهيز الأخصائيين الاجتماعيين في جامعة كولومبيا بولاية نيورك عام 1898م.
وقد ساهم في بناء هذه المدرسة العاملين الناشطين في منظمات الإحسان آنذاك، وخاصة المتطوعة الإحسانية والعالمة ماري ريشموند المعروفة في إرساء قواعد طريقة خدمة الفرد بعامة، والخدمة الفردية المدرسية على وجه الخصوص عام 1917م، وإصدارها لأول مؤلف في هذه الطريقة أطلقت عليه التشخيص الاجتماعي.
وبعدها تقدمت هوليس، وبيرلمان هؤلاء العلماء وآخرين من رجال العطاء بتحويل مهنة العطاء إلى مهنة الخدمة الاجتماعية، لتجمع إلى المهن الإبشرية الأخرى العاملة في مجال خدمة البشرية، واستندت عملية المساعدة المقدمة للأفراد في جميع مجالات الممارسة العامة والمجال المدرسي بخاصة على نظريتين في أول الأمر، وهما النظرية البيئية والنظرية التحليلية النفسية الفرويدية، باعتبارهما النظريتين السائدتين في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.
وبعد توسع الممارسة المهنية ومجالاتها الأولية والثانوية في جميع الولايات الأمريكية ودول أوروبا الغربية، والدول النامية العربية والأجنبية، فقد نظر الأخصائيون الاجتماعيون وخاصة الذين يعملون في الممارسة التخصصة المدرسية في جميع المراحل التربوية، الانتفاع من الاتجاهات السائدة في توضيح المواقف والمشكلات المدرسية التي أخذت، والمشكلات المدرسية التي أخذت بالازدياد مع زيادة إقبال الطلاب عالي التعليم، وخاصة بعد عام 1948، ذلك العام الذي نبهت فيه الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى أهمية نشر وتشجيع الأسر فيها على إرسال أبنائها إلى المدارس وخاصة من هم في سن التعليم الإلزامي.
مهنة الخدمة الاجتماعية المدرسية في منتصف الخمسينات:
وفي منتصف الخمسينات أخذت المهنة في العمل على إعادة وترتيب أوضاعها التنظيمية والمهنية، والعمل على صياغتها مهنياً أكثر خصوصية، وعمقاً لتوضيح أفضل للمشكلات المدرسية ووضع الأطر العلاجية التشخيصية واللاتشخيصية، والعلاجية، الأمر الذي اتضحت فيه معالم البناء المعرفي الخاص بإعداد الأخصائي الاجتماعي المدرسي وانتشار تطبيقات طريقتي خدمة الجماعة وتنفيذ المجتمع المدرسي.
هذا وقد وصلت أعداد العاملين في المدارس الأمريكية عام 1978 إلى 12000 أخصائي اجتماعي موزعين في جميع مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، وفي آخر بحث صادر عن جمعية الأخصائيين الاجتماعيين الأمريكية عام 2003م وصل عدد الأخصائيين الاجتماعيين إلى أكثر من 155000 أخصائي اجتماعي مدرسي، هذا وقد أخذت تنتقل هذه المهنة التخصصية المدرسية إلى غالبية الدول النامية والمتقدمة من الدول العربية.