على الرغم من اختلاف ثقافات الشعوب، والتنوع الفكري بين هنا وهناك، إلا أننا نجد بعض الخرافات والمعتقدات تتشابه مع وجود الفوارق في التأويل، فالشعوب والأفراد يروون قصص وحكايات الخرافات كجزء من موروثاتهم التي تتناقلها الأجيال، وتتأثر بها فئات أخرى.
ما هي أكثر الخرافات انتشاراً في العالم؟
الحريش”اليونيكورن”:
- أكثر الخرافات انتشارًا الحريش وهو مخلوق خرافي يشبه الحصان، ذو لون أبيض ولديه قرن يتوسط رأسه، وروى بعض المشاهير القدماء أنهم رأوه، ومنهم ليوناردو دافنشي وميسولوجاس وبليني، ولهذا الحيوان مسميات مختلفة في حضارات كثيرة، فعند الإنجليز يطلقون عليه اسم اليونيكورن، وأما العرب فسموه الحريش، وفي الكونغو سموه آبادا، وفي أسكتلندا اسمه بياست نا سروجينج، وفي الهند وشمال إفريقيا كركدن، إلى جانب أنه أحد أسماء الخرتيت في لغتنا العربية، وفي التبت كير وفي اليابان كير، وفي بلاد الفرس كوريسك، وفي الصين أسموه كاي لين، وفي جنوب إفريقيا ندزودز.
الجاثوم “شلل النوم”:
يعتبر الجاثوم من الخرافات قديمًا، رغم اكتشاف العلم مؤخرًا، حيث أنها ما هي إلا حالة مرضية لها أسبابها وعلاجها، والجاثوم هو أن يستيقظ الشخص من نومه ليجد نفسه مشلولًا، لا يستطيع تحريك أطرافه، وكما أنه يشعر بتسارع نبضات قلبه وبضيق في التنفس، وقد قال العرب قديمًا في خرافاتهم أنه جني أو عفريت يريد قتل هذا الشخص فيقوم بخنقه، وفي التراث الغربي أُعتبر الجاثوم ملاكًا طُرد من الجنة بسبب شهوته الزائدة، وهو يأتي للنائم ليعتدي عليه، أما تفسير هذا الأمر طبيًّا أن العين تستيقظ والجسم لا يزال نائمًا، فيحدث هذا الشعور للحظات ونادرًا عدة دقائق ثم يزول.
طائر النار “العنقاء” أو الفينيق:
هذا الطائر يتميز بالجمال والقو،ة وأُطلق عليه اسم العنقاء؛ لطول عنقه، وفي الخرافة قيل إذا مضت 1000 سنة من عمره يلجأ إلى الموت منتحرًا، بأن يحرق نفسه، ويخرج من رماده عنقاء آخر، وقال كثير من القدماء أنهم قد رأوه.
الزومبي:
خرافة حديثة نوعًا ما، اشتهرت كثيرًا في الأفلام والألعاب، والزومبي هي جثث لموتى خرجوا من قبورها؛ ليرعبوا الناس ويعيشون في أماكن مهجورة، والقصة بالطبع خرافية ولم يتم رؤية أي منهم، لكن صيتها ذاع وانتشر بكثرة في ألعاب الفيديو.
الغول:
الغول كلمة تشيع في المجتمعات العربية لتصف وحشًا خياليًّا، أو هو فوبيا خرافية لكائن مفترس، وفي الغالب يُستخدم هذا المصطلح في قصص وحكايات الأطفال الشعبية؛ لوصف مخلوق مجهول مرعب، وقد اعتادت الأمهات أن يرعبن به أطفالهن ليخلدوا للنوم باكرًا، فيقلن: “سيظهر لك الغول الآن إذا لم تنم”.
الحصان المجنح:
الحصان المجنح والمعروف باسم بيجاسوس أيضًا، وقد قيل أنها خرافة ذات أصول يونانية، وقد ظهرت خرافات كثيرة تشبهها، كالجريفن الخرافي”الأسد المجنح” والهايبوجريف”الحصان المجنح برأس نسر” والثور المجنح.
دراكولا “مصاص الدماء”:
دراكولا هو في الأصل أمير روماني “فلاد تيبيسو” لُقّب بـ دراكولا، والتي تعني ابن الشيطان، وقد ذاع صيته في حكايات مصاصي الدماء، وكان يتصف بتعامله الوحشي مع المسؤولين الفاسدين واللصوص وبشكل خاص المحتالين، ومن الغريب أنه عندما أراد القضاء على الفقر جمع خمسة آلاف من الفقراء وقام بقتلهم للقضاء على الفقر، وهو الذي ابتدع الخازوق، والخازوق هذا عبارة عن رمح يُدق في الضحية حتى يخرج من عنقه وهي الطريقة التي اشتهر بها، وقد قتل بها أكثر من أربعين ألفاً من البشر آنذاك.
للعلم فإن مصاصي الدماء ما هي إلا مجرد رواية للكاتب “برام ستوكر”، إلا أن سبب ارتباطها بدراكولا هو شغفه بالقتل، ولا ننسى قلعته التي كانت تنشر الرعب، حتى أن أحد السلاطين الأتراك ذكر دراكولا وطريقة قتله للناس بالخوازيق، ووضعهم في الطريق لقلعته.
وحش البحيرة:
هذه الخرافة التي لا يزال أهل جزيرة نيس في فرنسا يؤمنون بها، أما قصة وحش البحيرة فبدأت حين شاهد قس مخلوقًا يشبه الديناصور يغوص في الماء، وبعد ذلك شاع أن شخصًا وزوجته شاهدوا وحش البحيرة، وانتشرت صورة قيل أنها لذلك الوحش، إلا أنها غير واضحة ولم يصدقها إلا قلة، وبعد عشرات من الشهادات المتعلقة برؤية البعض لهذا الوحش وبشكل خاص قساوسة وأطباء ومحامين ومهندسين وشخصيات مثقفة، حتى أن أحد الفائزين بجائزة نوبل شهد برؤية هذا الوحش مما جعل الخرافة عالمية وكثر مصدقيها وذاع صيتها، حتى الولايات المتحدة الأمريكية تطوعت لزرع عشرات الكاميرات في البحيرة، وإرسال غطاسين بشكل دوري، كما أنه يوجد موقع يعرض صورة للبحيرة كل 6 ثوانٍ، وقيل أن هذا الكائن ينتمي لعالم الديناصورات المائية، وقال البعض أن الصورة التي ظهرت ما هي إلا لخرطوم فيل.
الأطباق الطائرة:
ظاهرة الصحون الطائرة يؤمن بها عدد لا بأس به من الناس، وهي مختصة بظهور أجسام تلمع في السماء، ومن ثم تهبط على الأرض، وتقوم بعض المخلوقات بالخروج منها في زيارة سريعة لكوكب الأرض، ويقومون باختطاف بعض الأفراد من الأرض، ويعتقد كثير من الناس أنها إما كانت نتيجة بداية عصر الطائرة بشكل عام، والتي لم تكن معروفة لكثيرين، أو أنها طائرات من صنع البشر ولكنها متطورة تقنياً وذات شكل أقرب إلى الاسطوانة أو الكرة المفلطحة، ومن ضمن الشائعات التي انتشرت بكثرة في العالم وأمريكا خاصة، أن الأطباق الفضائية ظهرت في مصر القديمة وسجل الملك أمنحوتب الثالث رؤيتها، حتى أن البعض قالوا أن الفضائيين هم من بنوا الأهرامات، واتخذوا مبررات أهمها وجود شيء بيضاوي الشكل يظهر على أحد النصوص المنحوتة في مقبرة أمنحوتب الثالث وفسره هؤلاء على أنه طبق طائر.
ما تم إثباته مؤخرًا أن ذلك ليس بالطبق الطائر في الحقيقة، وإنما هي كرات البرق، وتلك ظاهرة طبيعية نادرة الحدوث، يبدو فيها البرق ككرة برقية مضيئة، وقد تكون قريبة من الأرض، وهي واحدة من الكوارث الطبيعية النادرة، وبعد أن كثرت الشائعات وكثر من ادعى مشاهدتها قال البعض أنها تقنية عسكرية وقال البعض أنها من صنع الجن.
مثلث برمودا “مثلث الشيطان”:
مثلث برمودا أو مثلث الشيطان، وهو منطقة تقع في الجزء الغربي من المحيط الأطلسي مجاورة للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويغطي مثلث برمودا نحو 1,140,000 كم² ويحده خط وهمي يبدأ من نقطة قرب ملبورن بفلوريدا مرورًا ببرمودا ثم بورتو ريكو لينتهي بفلوريدا، وقد كثرت شائعات اختفاء السفن والطائرات في هذه المنطقة، إلا أن الكل يقولولون أنها إشاعات لجلب السياح، وبدأ العالم يأخذ أسطورة مثلث برمودا بجدّية في 5 ديسمبر 1945 بعد حادثة “الرحلة 19″، والقصة كانت أن خمسة قاذفات قنابل للبحرية الأمريكية اختفت بشكل غامض، بينما كانت هذه الطائرات في مهمّة تدريبية روتينية، كما اختفت طائرة إنقاذ أُرسلت للبحث عنهم ولم ترجع أبدً، بإجمالي ستّة طائرات و27 رجلاً ذهبوا دون أي أثر، بالإضافة إلى حوادث أخرى نعدد بعضها لكم كالتالي:
هنري ريفنز، أبحر بسفينته مع 7 من مرافقيه، منذ أن رحلوا لم يعد يُعرف عنهم شيئًا، سفينة القوة البحرية الأمريكية بقيادة جونستون بلايكلي اختفت هناك كذلك، وفي آخر شهر نوفمبر وبداية ديسمبر، اختفت اثنتان من أخوات السفينة “السايكلوبس”مع أنهم سلكوا طرقاً مختلفة وطائرة الجيش سي-45 اختفت على بعد 100 ميل من برمودا، وفي يوم 30 يناير طائرة على متنها 31 شخصاً اختفت بعد رحلة ترانزيت إلى برمودا، وفي نفس العام اختفت طائرة دي سي-3 على متنها 32 شخصاً، وأيضاً في نفس العام طائرة أخرى اختفت حاملة معها 35 شخصاً من بورتريكوا، وطائرة اختفت في 17 يناير، وقد كانت الطائرة على وشك تحويل الراديو من برج مراقبة برمودا إلى برج مراقبة جاميكا حين اختفت، وكان الطيار قد وصف الجو بأنه جيد قبل الاختفاء بقليل.
طائرة دي سي-3 حاملة معها 30 رجلاً وامرأة وطفلان اختفت، وطائرة “فرايتر” أمريكية طولها 350 قدماً اختفت دون أثر هي ومن معها من الرجال الـ 28، وطائرة “غلوب ماستر” اختفت وكان على متنها 53 راكباً، وطائرة بريطانية اختفت وعلى متنها 33 شخصاً و42 راكباً على متن طائرة بحرية أمريكية اختفت، وناقلة جوية عملاقة أقلعت من قاعدة “لانغلي” الجوية بفرجينيا ولم تعد، ومارين سولفر كوين وهي “فرايتر”أمريكية اختفت مع طاقهما كلياً، لم يسمع أي نداءات للنجدة أو أثر لبقاياها، وفي عام 1963 أحاط الغموض حادثة اختفاء طائرتين أمريكيتين من طراز كي سي 1350، حيث اختفت الطائرتان فوق مثلث برمودا وبعد عدة أيام تم العثور على حطامهما متناثراً في هذه المنطقة، ولم تستطع بعثة الإنقاذ تفسير سبب الحادث حتى الآن.
يتميز المحيط الأطلسي بأنه هادئ تمامًا؛ إذ أنه بحر ميت الرياح والتيارات الهوائية نادرة به، ويقال أن في أعماق هذا البحر تستقر الآلاف من هياكل عظمية للبشر الذين قضوا هناك، ولا ننسى آثار السفن التي غرقت في أعماق هذا المحيط، وقد أُطلق عليه اسم”مقبرة الأطلسي”؛ لعظم الرعب والأهوال التي شاهدها الناس فيه خلال رحلاتهم، ويرى البعض بأنه يوجد في هذه المنطقة بالتحديد (الدجال) الذي سيخرج في آخر الزمان.