ما هي أنواع الخرافة؟

اقرأ في هذا المقال


يمكن تعريف الخرافة: بأنها الاعتقاد أو الفكرة التي تقوم على مجرد تخيلات مع عدم وجود سبب يتعلق بالعقل أو المنطق القائم على المعرفة والعلم. وتتعلق الخرافات بإرث الشعوب وفلكلورها، حيث إن الخرافة في الغالب ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتوارثه الأجيال وهو معتقد وممارسة يخلو من العقلانية. وللخرافة أنواع: دينية، ثقافية، اجتماعية، وقد تكون شخصية.

أنواع الخرافة:

الخرافة الدينية:

لا يحب عقل الإنسان الفراغات؛ لذلك يعود إلى تفسير ما لا يستوعبه عقله وإدراكه بالغيبيات والخرافات، التي عادةً ما ترشد أنماط التفكير والسلوك في المجتمعات التي تنغلق على نفسها، التي تتصف بمعرفة محدودة، أو تلك التي يُمارس على أفرادها شتى أنواع السيطرة، وتكالب القوى المتصارعة المصحوبة بسلّطة المُقدّس.
والخرافة في الاصطلاح تحمل معاني عديدة ذات أصول وبنية موضوعية، تقوم بوظائف معينة، أو توضح واقعاً مجهولاً بناءً على تصورات الشخص المتخيل، المأخوذ من طبيعة التكوين المعرفي والثقافي المسيطر، وفي هذا المجال يهمنا تعريف الخرافة؛ بوصفها قناعة مغلوطة تصير مع الزمن راسخة حدّ اعتناقها كحقيقة كلية مريحة.
ويعتبر كلّ ما يخرج عن ذواتنا وانتماءاتنا المختلفة، مادة خام لقيام وبناء خرافة ما، تزيد احتمالية وجود الخرافة وسريانها أينما تواجدت سياسات الانعزال والجهل والتعتيم، وفي المجتمعات التي يتحكم الدين ببنية ثقافتها بمفهومه المطلق الراديكالي، يصبح الآخر، المخالف دينياً أو مذهبياً، موضوعاً قابلاً للتأويل والتقييم وتضارب المشاعر، وبالتالي بلورة قناعات مليئة بالأخطاء، تصير خرافة من أجل تفسير أو إدانة هذا الاختلاف، ومن ثمَّ تبرير ممارسة نبذه وإبعاده، كي تلاقي الخرافة نجاحاً في وظيفتها لا بدّ أن تثير المشاعر الإنسانية المتوترة التي تمسّ الحياة وتهددها.
الموروث الشعبي يقوم على العديد من الخرافات من هذا النوع، وتعمل على أكثر من مستوى: التفسير الظاهري أو الطقوسي، والأسس العقائدية، ولكي تجد الخرافة متسعًا من الوجود يضمن نجاح مهمتها، لا بدّ من أن تحرك المشاعر الإنسانية المتوترة والمرتبكة التي تمسّ الحياة مباشرة والحسّية مثل الخوف من زعزعة الاستقرار والأمن الاجتماعي على المستويين؛ المادي والمعنوي.

الخرافة الاجتماعية:

لم يكن للخرافات عند الشعوب والحضارات فترة تاريخية معينة فهي معروفة على مدى العصور والأزمنة تناقلها الأفراد والشعوب من جيلٍ إلى جيل إلى أن وصلت إلينا، لذلك هي ليست مرتبطة بزمنٍ معيّن فلكل زمن خرافاته التي تناقلها الناس فيما بينهم أي أنّها منذ الأزل ولا تزال بعضها ما هو حي إلى الآن، والآخر اندثر لا نعرف عنه إلا من حكايا الجدات وطوته صفحات الكتب.

آمن الشعوب على مدى العصور بخرافات مختلفة وحكايات عجيبة كانوا يفسرونها إلى الظواهر الطبيعية والخوارق بمفهومهم، مما أنتج عدداً غير محدود من الخرافات، وتطورت عبر الأجيال مع تطور الزمن والبيئة والمجتمع والظروف.
أمثلة على الخرافات الاجتماعية:

تنوعت الخرافات التي آمنت بها الشعوب على مدى العصور، وظن أصحابها بأنها صواب وتداولتها الألسن. وتختلف الخرافات من بلد إلى آخر، إلّا أنها تبقى تحمل بين طياتها ذلك المضمون الغريب المستهجن للخرافات. ومن أهم الخرافات التي تنتشر بين الشعوب في الأعراس أن تقوم العروس بلصق قطعة من الطين أو العجين على مدخل بيت زوجها، فإن التصقت بالجدار كانت إشارة للسعد وفألًا حسناً، وإن لم تلتصق فهذا فأل سيء. ومن الخرافات أن يُقدف الملح أو يرشق فوق الكتف الأيسر للتخلص من الفأل والحظ السيء، وذلك راجع إلى الظن التي تؤمن بأن الشيطان يقف دائماً مباشرة على يسار الأشخاص أو خلفهم فيرمي الملح في عينه، ويلهيه عن التسبب في مشاكل، أو إيقاع الشخص في الخطيئة، ويقوم البعض أيضاً برميه في هذه الأيام اعتقاداً منهم في التخلص من الحظ أو السلوك السيء.
ومن الخرافات المشهورة الشائعة في المجتمعات، قرص العروس يوم زفافها وذلك بأن تقوم الفتيات بقرص العروس في يوم زفافها كي يحصلن على نفس الحظ ويحالفهن مثل حظ العروس بالزواج. وكذلك يقوم البعض بتعليق حدوة حصان، أو نجمة بحر، أو حذاء طفل اعتقاداً منهم بأنها تجلب الحظ وتُبعد الشر، ونجد الأخير كثيراً في السيارات. أما حدوة الحصان فترجع إلى الرومان حيث كانوا يقدّسون الخيل ويتفاءلون بها، وبالتالي اتخذوا الحدوة رمزاً للتفاؤل والسعد.
ولطائر البوم حكاية أخرى إذ أن الاختلاف بين الحضارات يُشكل عاملاً مهماً في بناء الأفكار وتشكيل الرؤية عند الأشخاص ولذلك نجدها تختلف من بلد إلى آخر. فطائر البوم دليل تشاؤم وخراب عند بعض الدول، والعكس تماماً عند حضارات أخرى، فالبوم لديهم رمز خاص للتفاؤل والسعادة.


شارك المقالة: